زلزال قوي يضرب ولاية دوزجة التركية ويخلف عشرات الجرحى
في الساعات الأولى من صباح يوم 23 نوفمبر 2022، ضرب زلزال عنيف ولاية دوزجة الواقعة في غربي تركيا، مما أدى إلى إثارة حالة من الذعر امتدت إلى مدن كبرى مثل إسطنبول والعاصمة أنقرة. الهزة الأرضية، التي شعر بها الملايين، أعادت إلى الأذهان المخاوف من الكوارث الزلزالية في منطقة ذات تاريخ طويل مع النشاط الجيولوجي المدمر.

التفاصيل الأولية للهزة الأرضية
أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن قوة الزلزال بلغت 6.1 درجة على مقياس ريختر، في حين قدرته إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) بـ5.9 درجة. وقع الزلزال حوالي الساعة 04:08 صباحًا بالتوقيت المحلي، وكان مركزه في منطقة غولياكا التابعة لدوزجة. وساهم عمقه السطحي، الذي قُدّر بنحو 10 كيلومترات فقط، في اتساع رقعة الشعور به لتشمل مناطق بعيدة عن مركزه.
الأضرار والخسائر البشرية
على الرغم من قوة الهزة، لم تُسجل السلطات أي انهيارات كاملة للمباني، وهو ما حال دون وقوع كارثة كبرى. إلا أن حالة الهلع الشديدة التي انتابت السكان دفعتهم إلى الخروج إلى الشوارع في جو من البرد القارس. وأفادت التقارير الرسمية بإصابة ما لا يقل عن 93 شخصًا، معظمهم تعرضوا لإصابات طفيفة أثناء محاولتهم الهروب من منازلهم، كالسقوط أو القفز من أماكن غير مرتفعة. كما أعلن وزير الصحة التركي في وقت لاحق عن وفاة شخص جراء نوبة قلبية يُعتقد أنها ناجمة عن الصدمة. أما الأضرار المادية، فقد تركزت في ظهور تشققات ببعض المباني وسقوط أجزاء من واجهات الأبنية القديمة.
كإجراء احترازي، اتخذت السلطات عدة خطوات فورية شملت:
- قطع التيار الكهربائي بشكل مؤقت عن المنطقة لتجنب اندلاع حرائق.
- تعليق الدراسة في المدارس والجامعات في ولايات دوزجة وسكاريا وبولو.
- نشر فرق الطوارئ والإنقاذ لتقييم الأضرار وتقديم الدعم النفسي والمادي للمتضررين.
السياق التاريخي والجيولوجي
تقع تركيا على خطوط صدع زلزالية نشطة، وأبرزها صدع شمال الأناضول، مما يجعلها عرضة بشكل دائم للهزات الأرضية. وتكتسب هذه الهزة أهمية خاصة لأنها ضربت نفس المنطقة التي شهدت زلزال دوزجة المدمر عام 1999، والذي أودى بحياة المئات، وجاء تكملة لزلزال إزميت الكارثي الذي سبقه بأشهر قليلة وأسفر عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص. هذه الخلفية المؤلمة تفسر حالة الهلع الكبيرة التي سيطرت على المواطنين، حيث لا تزال ذكرى تلك الكارثة حية في الأذهان.
الاستجابة الرسمية
تحركت الأجهزة الحكومية التركية بسرعة للتعامل مع الموقف. وأكد وزير الداخلية، سليمان صويلو، الذي انتقل إلى المنطقة المنكوبة، أن عمليات المسح الميداني بدأت على الفور لتقييم حجم الأضرار بدقة. من جانبها، طمأنت إدارة (آفاد) الجمهور بعدم وجود بلاغات عن أشخاص عالقين تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن فرقها متأهبة للتعامل مع أي تطورات. وقد شكّل هذا الزلزال اختبارًا مهمًا لمدى فاعلية أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة للطوارئ التي طورتها تركيا على مدى العقدين الماضيين منذ كارثة عام 1999.





