زيارة ترامب لإسرائيل: تفاصيل الجولة الدبلوماسية وتأثيرها على مسار السلام
في مايو 2017، قام الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، بزيارة تاريخية إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، في محطة رئيسية ضمن أول جولة خارجية له منذ توليه منصبه. جاءت الزيارة وسط تفاؤل حذر وآمال عريضة بإمكانية تحقيق اختراق في عملية السلام المتعثرة، حيث روجت إدارته لقدرتها على إبرام ما وصفته بـ"صفقة القرن" النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

خلفية الزيارة وأهدافها الاستراتيجية
وصل ترامب إلى إسرائيل قادماً من المملكة العربية السعودية، حيث سعى إلى حشد الدعم من الحلفاء العرب لتشكيل جبهة موحدة ضد النفوذ الإيراني ومكافحة التطرف في المنطقة. كانت استراتيجيته تقوم على فكرة أن التعاون الإقليمي الأوسع قد يمهد الطريق لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. تمثلت الأهداف الرئيسية للزيارة في إعادة تأكيد التحالف الأمريكي الإسرائيلي، واستكشاف إمكانية استئناف المفاوضات المباشرة، وبناء ثقة مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية.
أبرز محطات الجولة ولقاءاتها الرئيسية
خلال يومين، عقد ترامب سلسلة من الاجتماعات والفعاليات الرمزية التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة. تضمنت أبرز المحطات ما يلي:
- لقاءات مع القادة الإسرائيليين: اجتمع ترامب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس رؤوفين ريفلين، حيث أكد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل.
- زيارة حائط البراق (الحائط الغربي): في خطوة غير مسبوقة، أصبح ترامب أول رئيس أمريكي في منصبه يزور حائط البراق في القدس القديمة، وهي زيارة ذات دلالات دينية وسياسية عميقة، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية أكدت أنها زيارة شخصية.
- خطاب في متحف إسرائيل: ألقى ترامب خطاباً دعا فيه القادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتخاذ قرارات صعبة من أجل السلام، مؤكداً على وجود "فرصة نادرة" لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
- اجتماع في بيت لحم: انتقل ترامب إلى الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم، حيث استمع إلى وجهة النظر الفلسطينية بشأن حل الدولتين وعقبات السلام، وعلى رأسها قضية المستوطنات الإسرائيلية.
ملف غزة وآمال تحقيق السلام
على الرغم من أن العنوان الأصلي للخبر أشار إلى ترقب لاتفاق سلام في غزة، إلا أن الزيارة لم تتضمن مفاوضات مباشرة أو محددة بشأن القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس. كان التركيز منصباً على المسار الدبلوماسي الأوسع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ومع ذلك، شكل الوضع الإنساني والأمني في غزة خلفية أساسية للمحادثات، حيث يُعتبر أي حل دائم للصراع غير مكتمل دون معالجة قضية غزة المعقدة، بما في ذلك الحصار والانقسام الفلسطيني الداخلي.
النتائج وردود الفعل الفورية
انتهت الزيارة دون الإعلان عن أي تقدم ملموس أو خطة سلام واضحة، حيث ركزت بشكل أساسي على بناء العلاقات الشخصية وإرسال رسائل سياسية. كانت ردود الفعل متباينة؛ فقد رحب المسؤولون الإسرائيليون بالزيارة باعتبارها دليلاً قوياً على الدعم الأمريكي، بينما أعرب الجانب الفلسطيني عن أمل حذر، مشدداً على ضرورة ترجمة الأقوال إلى أفعال تضمن حقوق الفلسطينيين. أما على الصعيد الدولي، فقد ساد الترقب لمعرفة ما إذا كانت المقاربة الجديدة التي يتبعها ترامب ستؤتي ثمارها.
تداعيات الزيارة على المدى الطويل
في الأشهر التي تلت الزيارة، اتخذت إدارة ترامب قرارات غيرت مسار الأحداث بشكل جذري، أبرزها كان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017 ونقل السفارة الأمريكية إليها. أدت هذه الخطوة إلى غضب فلسطيني واسع ودفعت القيادة الفلسطينية إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الإدارة الأمريكية، مما أدى فعلياً إلى انهيار جهود الوساطة التي بدأت مع زيارة ترامب، وتحويل الآمال الأولية بالسلام إلى طريق مسدود.





