زيدان يكشف عن طموحه الأكبر: قيادة منتخب فرنسا
أثار أسطورة كرة القدم الفرنسية وأحد أبرز المدربين في العقد الأخير، زين الدين زيدان، مجددًا موجة من التكهنات والحديث حول مستقبله المهني بتصريح واضح وصريح. فخلال مشاركته في مهرجان ترينتو الرياضي بإيطاليا في أكتوبر 2023، أكد زيدان أن تدريب المنتخب الفرنسي يمثل هدفه الأسمى وطموحه القادم. هذا الإعلان لم يكن مفاجئًا تمامًا للمتابعين، لكن صراحته المباشرة أعادت إشعال الجدل حول متى وكيف يمكن أن يتحقق هذا الحلم الذي يراود الكثيرين من مشجعي كرة القدم الفرنسية.

السياق والخلفية
يُعتبر زين الدين زيدان شخصية محورية في تاريخ كرة القدم الفرنسية، سواء كلاعب قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم عام 1998 وبطولة أمم أوروبا عام 2000، أو كمدرب حقق نجاحات باهرة مع نادي ريال مدريد. فخلال فترتين تدريبيتين مع النادي الملكي، قاد زيدان الفريق لتحقيق ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى ألقاب محلية أخرى، مما رسخ مكانته كواحد من النخبة التدريبية عالميًا. بعد رحيله عن ريال مدريد في عام 2021، ظل زيدان بعيدًا عن مقاعد البدلاء، مما عزز التكهنات حول وجهته التالية.
لطالما ارتبط اسم زيدان بتدريب منتخب فرنسا، خاصة مع اقتراب نهاية عقود المدرب الحالي ديدييه ديشامب. ففي كل مرة كان عقد ديشامب على وشك الانتهاء، كانت الأنظار تتجه نحو زيدان كوريث محتمل. ديشامب، الذي قاد فرنسا للفوز بكأس العالم 2018 ووصل لنهائي 2022، نجح في تمديد عقده مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم حتى عام 2026، مما أرجأ خطط زيدان المعلنة أو غير المعلنة في السابق. تاريخيًا، يُنظر إلى زيدان كخليفة طبيعي لديشامب، ليس فقط بسبب نجاحاتهما كلاعبين ومدربين، ولكن أيضًا بسبب الروابط القوية التي تجمعهما بكرة القدم الفرنسية.
التصريحات الأخيرة وتأثيرها
في تصريحاته الأخيرة بمهرجان ترينتو، لم يترك زيدان مجالًا للشك حول طموحه. فقد قال بوضوح: "هدفي تدريب منتخب فرنسا". هذا التصريح العلني يمثل تأكيدًا قويًا لما كان يعتبر في السابق مجرد شائعات أو أمنيات من الجماهير ووسائل الإعلام. الإعلان في هذا التوقيت، بعد عامين من ابتعاده عن التدريب وبعد تمديد عقد ديشامب، يشير إلى أن زيدان لا يزال يرى هذا المنصب كمحطة رئيسية في مسيرته، ويضع خطًا زمنيًا واضحًا لنفسه، وإن لم يكشف عنه.
تكمن أهمية هذه التصريحات في عدة جوانب. أولًا، إنها تضع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في موقف يتطلب التفكير الجدي في مستقبل الجهاز الفني للمنتخب بعد انتهاء حقبة ديشامب. ثانيًا، تعيد إشعال النقاش العام في فرنسا حول الأنسب لقيادة الديوك، وربما تزيد من الضغط على ديشامب في حال تراجعت النتائج. ثالثًا، توضح هذه التصريحات موقف زيدان الشخصي، مما قد يؤثر على قراراته بشأن قبول أي عروض تدريبية أخرى من الأندية، حيث قد يفضل الانتظار لتحقيق هدفه الأكبر. هذا الإعلان يبرهن على أن زيدان لا يزال على اتصال وثيق بعالم كرة القدم، ويتابع التطورات، وأن طموحاته تتجاوز حدود الأندية.
التداعيات المحتملة
- مستقبل ديدييه ديشامب: على الرغم من تمديد عقده، فإن وجود زيدان كمرشح علني وقوي للوظيفة سيظل خيمة تظلل مسيرة ديشامب، خاصة في حال أي إخفاقات مستقبلية للمنتخب.
 - الرأي العام والإعلام: ستشهد الصحافة الفرنسية والجماهير نقاشًا مستمرًا حول متى وكيف يمكن أن يتولى زيدان تدريب المنتخب، مما قد يشكل ضغطًا إضافيًا على الاتحاد الفرنسي.
 - خيارات زيدان التدريبية: قد يفضل زيدان البقاء بعيدًا عن التدريب لفترة أطول أو قبول عروض من أندية لا تتطلب التزامًا طويل الأمد، وذلك للحفاظ على فرصته في تدريب المنتخب الفرنسي عندما يحين الوقت المناسب.
 - التأثير على اللاعبين: قد يؤثر هذا الإعلان أيضًا على معنويات بعض اللاعبين في المنتخب، الذين قد ينظرون إلى زيدان كرمز وقائد محتمل في المستقبل القريب.
 
بإعلانه الصريح عن رغبته في تدريب منتخب فرنسا، لم يحدد زين الدين زيدان فقط مساره المهني المستقبلي، بل وضع أيضًا حجر زاوية في مستقبل كرة القدم الفرنسية. هذا التصريح، الذي جاء في أكتوبر 2023، يعيد تأكيد مكانة زيدان كشخصية ذات ثقل في اللعبة، ويضمن بقاء اسمه في صدارة النقاشات حول قيادة الديوك في السنوات القادمة. يبقى السؤال حول التوقيت المناسب والظروف التي ستجمع زيدان بالمنتخب الوطني الفرنسي، وهو سؤال سيستمر في شغل بال المتابعين حتى يتحقق هذا الطموح المعلن.





