سخرية بيلينغهام من بيدري وتذكيره بقضية نيغريرا في الكلاسيكو
شهدت مباراة الكلاسيكو الأخيرة بين قطبي الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، التي تُقام فعالياتها بشكل دوري وتجذب أنظار الملايين حول العالم، حادثة أثارت جدلاً واسعاً وتصدرت عناوين الصحف الرياضية. كان بطل هذه الواقعة النجم الإنجليزي جود بيلينغهام، لاعب وسط ريال مدريد، الذي يُزعم أنه وجه كلمات ساخرة لخصمه بيدري، لاعب برشلونة، أثناء المباراة، متطرقاً فيها إلى قضية "نيغريرا" الشهيرة التي تهز أركان كرة القدم الإسبانية.

أفادت تقارير صحفية إسبانية، نُشرت في الآونة الأخيرة، أن بيلينغهام قام بتذكير بيدري بقضية نيغريرا، في إشارة ضمنية إلى الاتهامات الموجهة لبرشلونة بتقديم مدفوعات لمسؤول سابق في لجنة التحكيم الإسبانية. هذه الواقعة، وإن بدت مجرد مناوشة بين لاعبين في خضم مباراة حامية الوطيس، إلا أنها تحمل أبعاداً أعمق نظراً لحساسية القضية المشار إليها وتأثيرها الكبير على سمعة النادي الكتالوني والكرة الإسبانية بشكل عام.
تفاصيل الواقعة
خلال سير أحداث مباراة الكلاسيكو المحتدمة، وبعد إحدى التدخلات أو الاحتكاكات بين اللاعبين، رصدت الكاميرات وشهود عيان ومراقبون بعض التفاعلات بين بيلينغهام وبيدري. تشير التقارير إلى أن بيلينغهام اقترب من بيدري ووجه إليه عبارات، فسرت على أنها سخرية، تضمنت إشارة مباشرة إلى قضية "نيغريرا". لم يتم الكشف عن الكلمات الدقيقة التي نطق بها بيلينغهام بشكل قاطع، لكن التفسير الشائع، بناءً على مصادر إعلامية مقربة من الحدث، كان يربط تعليقاته بالجدل الدائر حول برشلونة. مثل هذه الحوادث ليست غريبة في مباريات الكلاسيكو التي تتسم بالتوتر والعاطفة الشديدة، لكن ربطها بقضية قانونية بهذا الحجم يمنحها بعداً مختلفاً.
سياق قضية نيغريرا
تُعد قضية "نيغريرا" واحدة من أكبر الفضائح التي هزت كرة القدم الإسبانية في السنوات الأخيرة، وتُشكل خلفية أساسية لفهم مدى حساسية تعليق بيلينغهام. بدأت القضية بالظهور للعلن في فبراير 2023، عندما كشفت تقارير عن قيام نادي برشلونة بدفع مبالغ مالية ضخمة لشركة يملكها خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا، النائب السابق لرئيس اللجنة الفنية للحكام في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، على مدى سنوات متعددة تمتد من 2001 إلى 2018.
- المدفوعات: بلغت المبالغ الإجمالية التي دفعها برشلونة لشركات نيغريرا أكثر من 7.3 مليون يورو.
- الادعاءات: تزعم النيابة العامة الإسبانية أن هذه المدفوعات تمت مقابل الحصول على استشارات تحكيمية تهدف إلى التأثير على قرارات الحكام لمصلحة برشلونة، وهو ما يُعد جريمة فساد رياضي.
- موقف برشلونة: يدافع النادي عن نفسه بالقول إن هذه المدفوعات كانت مقابل تقارير واستشارات فنية حول الحكام وتقييم أدائهم، وأنها ممارسة شائعة في عالم كرة القدم ولا تهدف للتأثير على النتائج أو القرارات التحكيمية.
- التداعيات القانونية: لا تزال القضية قيد التحقيق القضائي النشط، وقد وجهت تهم بالفساد لعدة مسؤولين سابقين في برشلونة، بالإضافة إلى نيغريرا نفسه. كما قام ريال مدريد وعدد من الأندية الأخرى بالانضمام كطرف مدعٍ في القضية، مؤكدين على أهميتها الكبرى لسلامة ونزاهة المسابقات.
- التأثير على السمعة: أثرت القضية بشكل كبير على صورة برشلونة محلياً ودولياً، وأثارت شكوكاً حول عدالة بعض نتائجه السابقة، وشكلت نقطة خلاف وتوتر مستمرة مع الأندية المنافسة، خصوصاً غريمه التقليدي ريال مدريد.
التفاعلات والتداعيات المحتملة
أثارت سخرية بيلينغهام ضجة كبيرة في الأوساط الرياضية والإعلامية. من المتوقع أن تُفسر هذه اللحظة كدليل آخر على حدة التنافس التاريخي بين ريال مدريد وبرشلونة، وأن تُغذي الجدل الدائر حول قضية نيغريرا. يرى البعض أن تصرف بيلينغهام كان استفزازياً وغير رياضي، بينما يراه آخرون تعبيراً عن وجهة نظر العديد من المنافسين تجاه الوضع القانوني والأخلاقي لبرشلونة.
حتى هذه اللحظة، لم تصدر بيانات رسمية قوية من أي من الناديين بخصوص الواقعة، وقد تظل مجرد حدث عابر في حرارة الكلاسيكو. ومع ذلك، فإن تذكير بيلينغهام بهذه القضية الحساسة أمام الملايين يعكس مدى عمق تأثير قضية نيغريرا على العلاقة بين الأندية واللاعبين في الدوري الإسباني، ويُبرز أن شبح هذه القضية لا يزال يخيم على المشهد الكروي.
تُشكل مثل هذه الأحداث نقاطاً محورية في السرد الإعلامي للكلاسيكو، وتُضيف طبقة أخرى من التوتر والدراما إلى واحدة من أعظم المنافسات الرياضية في العالم. وبغض النظر عن أي تداعيات رسمية محتملة، فإن هذه الواقعة ستُذكر كجزء من تاريخ الكلاسيكو الذي لا يقتصر على الأهداف والانتصارات فحسب، بل يمتد ليشمل الشد والجذب النفسي والتصريحات التي تعكس التوترات الكامنة.





