شاب ينقذ 15 تلميذاً من الغرق بعد انقلاب 'تروسيكل' في ترعة بأسيوط
في واقعة بطولية شهدتها محافظة أسيوط، تمكن شاب من إنقاذ حياة 15 تلميذاً من تلاميذ المرحلة الابتدائية بعد أن سقط بهم 'تروسيكل' كانوا يستقلونه في طريقهم إلى المدرسة داخل مصرف مائي بقرية منقباد. الحادث الذي وقع في صباح 8 أكتوبر 2023، سلط الضوء على شجاعة المواطن المصري وأثار في الوقت ذاته تساؤلات حول سلامة وسائل النقل غير الرسمية التي يستخدمها الطلاب في المناطق الريفية.

تفاصيل الحادث
بدأت الأحداث في الصباح الباكر عندما كان التلاميذ في طريقهم إلى مدرستهم على متن 'تروسيكل'، وهي وسيلة نقل شائعة في العديد من قرى مصر. ووفقاً للتحقيقات الأولية وشهود العيان، فقد سائق المركبة السيطرة عليها فجأة، مما أدى إلى انحرافها وسقوطها في مصرف منقباد المائي. تسبب الحادث في حالة من الذعر والصراخ بين الأطفال الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في المياه.
عملية الإنقاذ البطولية
في تلك اللحظات الحرجة، ظهر الشاب ميخائيل عياد، الذي كان متواجداً بالقرب من موقع الحادث. لم يتردد ميخائيل للحظة واحدة، حيث قفز فوراً إلى المياه لإنقاذ الأطفال. ووصف في تصريحات إعلامية لاحقة صعوبة الموقف، مشيراً إلى أن رؤية الأطفال وهم يصارعون للبقاء فوق سطح الماء كان مشهداً قاسياً. وبمجهود فردي استثنائي، تمكن من انتشال جميع التلاميذ الواحد تلو الآخر وإخراجهم إلى بر الأمان. وقد تم نقل جميع الأطفال إلى مستشفى أسيوط الجامعي للاطمئنان على صحتهم، حيث أكدت التقارير الطبية أن حالتهم مستقرة ولم يتعرضوا لإصابات خطيرة باستثناء حالة الهلع والصدمة.
ردود الفعل والتكريم
لاقت شجاعة ميخائيل عياد إشادة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المحلية، حيث اعتبره الكثيرون مثالاً للبطولة والشهامة. ولم يقتصر التقدير على المستوى الشعبي، بل حظي بتكريم رسمي من قبل السلطات المحلية.
- قام اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، باستقبال ميخائيل في مكتبه وتكريمه، مشيداً بموقفه النبيل الذي أنقذ أرواحاً بريئة.
- أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن تقديم الدعم اللازم للشاب تقديراً لمبادرته الإنسانية.
- على الصعيد القانوني، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على سائق الـ'تروسيكل' للتحقيق معه في ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.
أهمية الحادث والسياق العام
يتجاوز هذا الحادث كونه مجرد قصة إنقاذ بطولية، ليلقي الضوء على قضية أوسع تتعلق بسلامة نقل الطلاب في المناطق التي تفتقر إلى وسائل مواصلات مدرسية آمنة ومنظمة. ويعتمد الكثير من الأهالي على وسائل نقل غير مرخصة مثل الـ'تروسيكل' لنقل أبنائهم، والتي غالباً ما تكون مكتظة وتفتقر لأبسط معايير الأمان، مما يجعل حوادث انقلابها وسقوطها في الترع والمصارف أمراً متكرراً. وقد أثارت هذه الواقعة دعوات لتشديد الرقابة على هذه المركبات وتوفير بدائل آمنة لنقل الطلاب في جميع أنحاء الجمهورية.




