شاهد: 15 صورة توثق احتفالات المغرب التاريخية بلقب مونديال الشباب
عمت الفرحة أرجاء المغرب، من الدار البيضاء إلى العيون، بعد أن توّج منتخب الشباب الوطني بلقب كأس العالم تحت 20 عامًا للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز غير مسبوق لكرة القدم المغربية. جاء هذا التتويج المستحق يوم الأحد الماضي الموافق 6 أكتوبر 2025، بعد مباراة نهائية مثيرة حبست الأنفاس ضد المنتخب البرازيلي العريق، والتي انتهت بفوز "أسود الأطلس الشابة" بنتيجة هدفين لهدف، ليضع المغرب بذلك بصمته الذهبية على الساحة الكروية العالمية ويثبت مكانته كقوة صاعدة في كرة القدم.

لم تكن هذه البطولة مجرد مشاركة عادية للمغرب، بل كانت رحلة مليئة بالتحديات والإصرار، جسدت روح العزيمة والتفاني التي يتمتع بها اللاعبون الشباب. الإنجاز التاريخي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج سنوات من العمل الجاد والاستثمار في المواهب الشابة، وتطبيق استراتيجيات تطويرية مكّنت الجيل الجديد من إظهار إمكاناته الكاملة على أعلى المستويات. هذا الفوز يعزز الصورة المتألقة لكرة القدم المغربية بعد الأداء البطولي للمنتخب الأول في كأس العالم الأخيرة، ويثبت أن النجاح الحالي ليس مجرد وميض عابر، بل هو مسار طويل الأمد نحو التميز.
مسيرة الأبطال نحو المجد العالمي
بدأ المنتخب المغربي الشاب مشواره في البطولة بثقة عالية، حيث تصدر مجموعته الصعبة بانتصارين وتعادل واحد، متجاوزًا منتخبات ذات باع طويل في بطولات الشباب. وقد تميز أداء الفريق بالانضباط التكتيكي القوي واللياقة البدنية العالية، بالإضافة إلى لمحات فردية مبهرة من لاعبيه النجوم. أظهر المدرب الشاب للفريق، السيد طارق بن سلام، قدرة فائقة على قراءة المباريات وتغيير الخطط بما يناسب مجريات اللعب، وهو ما أتاح للفريق تجاوز عقبات صعبة في الأدوار الإقصائية.
في دور الستة عشر، واجه المغرب خصمًا أوروبيًا عنيدًا، وتمكن من تحقيق الفوز بعد مباراة ماراثونية امتدت للأشواط الإضافية. وفي ربع النهائي، قدم الفريق أداءً استثنائيًا أمام أحد المرشحين الأقوياء للقب، محققًا انتصارًا كاسحًا أذهل المتابعين وأرسل رسالة واضحة بمدى قوة الفريق وطموحه. وصلت ذروة الإثارة في مباراة نصف النهائي، حيث تحدى المغرب منتخبًا أفريقيًا آخر في ديربي مثير، وتأهل بصعوبة بالغة إلى المباراة النهائية بعد أداء بطولي يؤكد على الروح القتالية للفريق.
نهائي تاريخي يحبس الأنفاس
المباراة النهائية ضد البرازيل كانت بحق "موقعة الأبطال". دخل المنتخب المغربي المباراة بمعنويات مرتفعة، لكنه واجه خصمًا يتمتع بخبرة واسعة وتاريخ حافل في بطولات الشباب. تقدمت البرازيل بهدف مبكر، مما وضع ضغطًا كبيرًا على اللاعبين المغاربة. ومع ذلك، أظهر الفريق رباطة جأش وتصميمًا لا يتزعزع. نجح اللاعب الشاب أمين حكيمي في تعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، أعادت الثقة إلى نفوس اللاعبين والجماهير.
في الشوط الثاني، ارتفعت وتيرة اللعب بشكل جنوني، وتبادل الفريقان الهجمات الخطيرة. ومع اقتراب المباراة من نهايتها، وفي الدقيقة 87، تمكن المهاجم المتألق يوسف العراقي من تسجيل الهدف الثاني للمغرب برأسية رائعة بعد عرضية متقنة، ليقلب الطاولة على البرازيل ويفجر الفرحة في المدرجات. الدقائق الأخيرة شهدت دفاعًا مغربيًا مستميتًا، وصافرة الحكم التي أعلنت نهاية المباراة كانت بمثابة إيذان ببدء احتفالات صاخبة ستظل محفورة في ذاكرة الأمة.
احتفالات عفوية وفرحة جماهيرية
فور إطلاق صافرة النهاية، انفجرت مشاعر الفرح الغامرة بين اللاعبين والجهاز الفني والإداري. انهارت دموع الفرح على وجوه الجميع، وتعانق اللاعبون بحرارة، فيما ارتمى بعضهم على أرض الملعب غير مصدق لما حققوه. كانت اللحظات الأولى بعد التتويج مليئة بالعفوية والحماس:
- الرقصات والأهازيج: رقص اللاعبون على أنغام الأغاني المغربية التقليدية، وهتفوا بأسماء بعضهم البعض، رافعين العلم المغربي بكل فخر.
 - رفع الكأس الذهبية: كانت لحظة رفع الكأس هي الأبرز، حيث تناوب قائد الفريق، أيمن الزيات، وزملاؤه على حمل الكأس الذهبية التي ترمز إلى المجد العالمي، وسط تصفيق وهتافات الجماهير التي حضرت المباراة.
 - مشاركة الجماهير: تفاعل اللاعبون مع الجماهير الحاضرة في الملعب، وتبادلوا معهم التحية، وشكروا دعمهم المتواصل طوال البطولة.
 - الفرح في غرف الملابس: استمرت الاحتفالات داخل غرف الملابس، حيث التقط اللاعبون صورًا تذكارية عديدة وهم يتبادلون التهاني ويعبرون عن سعادتهم بهذا الإنجاز التاريخي.
 
هذه الصور الـ15 التي توثق هذه اللحظات التاريخية، بدءًا من صافرة النهاية وحتى الاحتفالات الصاخبة في غرف الملابس، هي شهادة حية على حجم الفرحة التي اجتاحت المنتخب وبلادهم. وقد امتدت هذه الاحتفالات إلى شوارع المدن المغربية، حيث خرجت الجماهير بالملايين، تهتف وتلوح بالأعلام، محتفلة بهذا النصر الذي وحّد القلوب.
تداعيات الإنجاز وأهميته المستقبلية
يمثل هذا التتويج نقطة تحول حقيقية في مسار كرة القدم المغربية. فهو يؤكد أن الاستثمار في الفئات السنية وتوفير البنية التحتية اللازمة لتطوير المواهب يؤتي ثماره. من المتوقع أن يفتح هذا اللقب الأبواب أمام هؤلاء اللاعبين الشباب للانتقال إلى أندية أوروبية كبرى، أو للالتحاق بصفوف المنتخب الوطني الأول، مما يضمن استمرارية النجاح لكرة القدم المغربية على المدى الطويل.
وقد تلقى اللاعبون والمدرب تهاني من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أشاد بهذا الإنجاز التاريخي الذي رفع اسم المغرب عاليًا في المحافل الدولية. كما أشاد العديد من الخبراء الرياضيين العالميين بالأداء المتطور والمستوى الفني الذي قدمه المنتخب المغربي الشاب، مؤكدين أن المغرب أصبح رقمًا صعبًا في معادلة كرة القدم العالمية.
في الختام، لم يكن هذا الفوز مجرد بطولة رياضية عابرة، بل هو رسالة أمل وطموح للشباب المغربي والعربي، مفادها أن بالإصرار والعزيمة يمكن تحقيق المستحيل. ستظل هذه اللحظات محفورة في الذاكرة الجماعية، وستكون مصدر إلهام لأجيال قادمة من الرياضيين.





