شباب 'إي آند' يقودون الابتكار ويشكلون مستقبل التكنولوجيا في جيتكس 2025
في إطار التحضيرات الجارية لمعرض جيتكس جلوبال 2025، تتجه الأنظار نحو الدور المحوري الذي يلعبه الجيل الصاعد من المواهب الشابة ضمن مجموعة 'إي آند' (e&). لا يقتصر تركيز المجموعة على استعراض أحدث الابتكارات التقنية فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل تمكين الكفاءات البشرية الشابة، التي أصبحت بمثابة المحرك الرئيسي وراء مساعيها لبلورة ملامح تكنولوجيا الغد. يمثل هذا التوجه الاستراتيجي نقطة تحول، حيث لا تُقاس قيمة الجناح أو المنصة بمدى سطوع الشاشات أو تعقيد الروبوتات المعروضة، بل بقدرة العقول الشابة على التفكير والإبداع وتطوير حلول حقيقية للتحديات المستقبلية.

تُظهر 'إي آند' من خلال هذه المبادرة التزامًا راسخًا بمسؤوليتها تجاه تطوير الكفاءات الوطنية ودعم رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى بناء اقتصاد معرفي مستدام يقوده الابتكار. وتؤكد التقارير الأخيرة أن جناح المجموعة في جيتكس 2025 سيكون بمنزلة حاضنة للجيل الجديد من المبتكرين والمهندسين والخبراء، الذين سيعرضون ليس فقط ما توصلوا إليه من تقنيات متطورة، بل أيضًا منهجياتهم في التفكير النقدي وحل المشكلات، مما يرسخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي.
خلفية وأهمية المبادرة
تُعد 'إي آند'، التي كانت تُعرف سابقًا باسم مجموعة اتصالات، رائدة في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا على مستوى المنطقة والعالم. وقد خضعت المجموعة لتحول استراتيجي كبير لتصبح تكتلاً تكنولوجيًا عالميًا يركز على الابتكار والتوسع في قطاعات رقمية متعددة. وفي هذا السياق، يأتي تركيزها على الجيل الصاعد كجزء لا يتجزأ من رؤيتها طويلة الأمد. تدرك 'إي آند' أن مستقبل التكنولوجيا يعتمد بشكل كبير على القدرة على جذب وتطوير المواهب الشابة القادرة على التكيف مع التغيرات السريعة في المشهد الرقمي وقيادة هذه التغييرات.
تكتسب هذه المبادرة أهمية خاصة في ضوء الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، التي تضع تمكين الشباب والاستثمار في رأس المال البشري على رأس أولوياتها. وتتفق هذه الرؤية مع أهداف المئوية 2071 لدولة الإمارات، التي تسعى إلى جعل الدولة أفضل دولة في العالم بحلول عام 2071، من خلال التركيز على التعليم، الابتكار، والريادة. لذلك، فإن استثمار 'إي آند' في الكفاءات الشابة في سياق حدث عالمي مثل جيتكس 2025 يعكس التزامًا مزدوجًا: بتعزيز مكانة المجموعة كقوة تكنولوجية، ودعم الأهداف الوطنية في بناء جيل قادر على المنافسة عالميًا.
يُعد جيتكس جلوبال، بصفته أحد أكبر المعارض التقنية في العالم، المنصة المثالية لعرض هذه المواهب. فهو يوفر فرصًا لا تقدر بثمن للشباب للتفاعل مع خبراء الصناعة، واكتشاف أحدث الاتجاهات، والحصول على التقدير العالمي لجهودهم. هذه المشاركة لا تقتصر على مجرد الحضور، بل تتعداها إلى إتاحة الفرصة للشباب للمساهمة الفعلية في صياغة المحتوى التقني وتقديم الحلول المبتكرة.
الابتكارات المتوقعة ودور الشباب
من المتوقع أن يبرز جناح 'إي آند' في جيتكس 2025 مجموعة واسعة من الابتكارات التي يقودها الشباب، والتي ستشمل قطاعات تقنية رئيسية مثل:
- الذكاء الاصطناعي (AI): تطوير حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين تجارب العملاء، وتحليل البيانات الضخمة، وأتمتة العمليات في مختلف الصناعات.
- إنترنت الأشياء (IoT): ابتكار أجهزة وأنظمة متصلة تسهم في بناء مدن ذكية وبيئات عمل أكثر كفاءة، مع التركيز على الاستدامة والفعالية.
- تقنيات الجيل الخامس والسادس (5G/6G): استعراض تطبيقات جديدة تعتمد على سرعات الشبكة الفائقة والتأخير المنخفض، والتي ستدعم مجالات مثل الواقع الافتراضي والمعزز والسيارات ذاتية القيادة.
- الميتافيرس (Metaverse): استكشاف الفرص التي توفرها بيئات الميتافيرس لقطاعات التعليم، الترفيه، والتجارة، وكيف يمكن للشباب تصميم تجارب تفاعلية غامرة.
- الأمن السيبراني: تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة وحماية البنية التحتية الرقمية الحيوية.
- التكنولوجيا المستدامة: التركيز على الابتكارات التي تدعم أهداف الاستدامة، مثل حلول الطاقة النظيفة وتقنيات إدارة النفايات الرقمية.
لا يقتصر دور الشباب على التنفيذ التقني فحسب، بل يمتد ليشمل جميع مراحل دورة حياة الابتكار، من توليد الأفكار وتصميم المفاهيم، إلى التطوير والاختبار، وصولاً إلى عرضها وتقديمها للجمهور. تدعم 'إي آند' هذا الجيل من خلال برامج تدريب وتوجيه مكثفة، وشراكات مع مؤسسات أكاديمية، وتوفير بيئة عمل تشجع على التجريب والتعلم المستمر. يُنظر إليهم كقادة المستقبل الذين يجمعون بين المعرفة التقنية العميقة والفهم الفريد لاحتياجات المجتمع المحلي والعالمي.
الآثار والتطلعات المستقبلية
يمتد تأثير مبادرة 'إي آند' لتمكين الجيل الصاعد في جيتكس 2025 إلى ما هو أبعد من مجرد حدث واحد. فعلى المدى الطويل، ستسهم هذه المبادرة في تحقيق عدة أهداف استراتيجية:
- تعزيز مكانة 'إي آند': ترسخ هذه الخطوة مكانة المجموعة كشركة رائدة في الابتكار والتطوير التقني، ليس فقط من حيث المنتجات والخدمات، بل أيضًا من حيث استثمارها في الموارد البشرية. هذا يعزز جاذبيتها كوجهة للمواهب العالمية ويقوي علامتها التجارية.
- دعم اقتصاد الإمارات: من خلال توفير منصة للمواهب المحلية لتطوير وعرض ابتكاراتها، تسهم 'إي آند' بشكل مباشر في تنويع الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل مستقبلية في قطاعات عالية القيمة المضافة. هذا يتماشى مع جهود الإمارات للانتقال من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد معرفي مستدام.
- إلهام الأجيال القادمة: مشاهدة الشباب وهم يقودون الابتكار في حدث عالمي كبير يمكن أن يلهم أجيالًا جديدة من الطلاب للانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، ويدفعهم نحو تحقيق طموحاتهم في عالم التكنولوجيا.
- تكوين نظام بيئي للابتكار: بتوفير الدعم والموارد اللازمة، تساهم 'إي آند' في بناء نظام بيئي متكامل للابتكار في الإمارات، يشمل الشركات الناشئة، المؤسسات البحثية، والقطاع الخاص، مما يدعم دورة مستمرة من الإبداع والتطوير التقني.
في الختام، يمثل التركيز على الجيل الصاعد في منصة 'إي آند' بجيتكس 2025 نهجًا استراتيجيًا يضع الإنسان في قلب التطور التكنولوجي. إنه احتفاء بقدرة الشباب على تحويل الأفكار إلى واقع، وشهادة على التزام المجموعة ودولة الإمارات ببناء مستقبل أكثر إشراقًا وتطورًا، تقوده عقول وسواعد أبنائها.





