شراكة حكومية مع مؤسسة عزة فهمي لإحياء الحرف اليدوية في درب اللبانة
في خطوة بارزة تهدف إلى الحفاظ على التراث المصري وإعادة إحياء الحرف التقليدية، شهد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، مؤخراً مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين جهتين رئيسيتين هما صندوق التنمية الحضرية ومؤسسة عزة فهمي لتنمية الصناعات الحرفية واليدوية. يمهد هذا الاتفاق الطريق لإنشاء وإدارة مركز تدريبي وثقافي متكامل متخصص في تعليم فنون الحرف اليدوية بمنطقة درب اللبانة التاريخية في قلب القاهرة.

تفاصيل المشروع وأهدافه الاستراتيجية
ينص الاتفاق المبدئي على تأسيس مدرسة متخصصة ستعمل كمركز شامل لإدارة وتشغيل الأنشطة التعليمية والتدريبية المتعلقة بالحرف التراثية. لا يقتصر دور المركز على التعليم فحسب، بل يمتد ليشمل الجوانب الثقافية والتنموية، بهدف خلق جيل جديد من الحرفيين المهرة القادرين على مواصلة هذا الإرث الحضاري. وبموجب الشراكة، سيتولى صندوق التنمية الحضرية توفير الدعم اللوجستي والبنية التحتية اللازمة للمشروع، فيما ستتولى مؤسسة عزة فهمي، بخبرتها الواسعة في هذا المجال، مسؤولية الإدارة الفنية والتشغيلية، بما في ذلك تصميم المناهج التدريبية والإشراف على العملية التعليمية بأكملها.
تتمثل الأهداف الرئيسية للمشروع في النقاط التالية:
- الحفاظ على التراث: حماية الحرف اليدوية المصرية من الاندثار من خلال توثيقها وتعليمها للأجيال الجديدة بأسس علمية ومنهجية.
- التنمية الاقتصادية: توفير فرص عمل للشباب من خلال تدريبهم على حرف مطلوبة في السوق المحلي والعالمي، مما يساهم في تحسين مستوى معيشتهم.
- التطوير المجتمعي: تحويل منطقة درب اللبانة إلى مركز إشعاع ثقافي وحرفي، مما يعزز من قيمتها التاريخية والسياحية.
- ضمان الجودة: تطبيق معايير عالية في الإنتاج الحرفي تليق بسمعة الصناعات اليدوية المصرية وتزيد من قدرتها التنافسية.
أهمية المشروع في سياق تطوير القاهرة التاريخية
يكتسب هذا المشروع أهمية خاصة كونه يقع في منطقة درب اللبانة، وهي إحدى المناطق المحورية ضمن خطة الدولة الشاملة لتطوير وإحياء القاهرة التاريخية. وتعمل الحكومة المصرية، ممثلة في صندوق التنمية الحضرية، على تنفيذ مشروعات كبرى لإعادة رونق هذه المناطق الأثرية، مع الحفاظ على نسيجها العمراني والاجتماعي الفريد. يأتي إنشاء مركز للحرف اليدوية في هذا السياق كعنصر حيوي يربط بين تطوير البنية التحتية والتنمية البشرية والثقافية، مما يضمن استدامة المشروع ويحقق أثراً إيجابياً ملموساً على المجتمع المحلي.
إن اختيار هذا الموقع بالذات يعكس رؤية تهدف إلى إعادة توطين الحرف في بيئتها التاريخية الأصلية، مما يخلق تكاملاً بين المكان والنشاط المقام فيه. كما أن الشراكة بين القطاع الحكومي ومؤسسة من المجتمع المدني ذات خبرة فنية عالية مثل مؤسسة عزة فهمي، تمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الذي يمكن أن يحقق نتائج فعالة في مجالات الحفاظ على التراث.
خلفية عن الشركاء الرئيسيين
يعد صندوق التنمية الحضرية الذراع الحكومي الرئيسي المسؤول عن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتطوير المناطق غير المخططة والتاريخية في جميع أنحاء مصر. يعمل الصندوق على تحسين جودة الحياة للسكان من خلال مشروعات متكاملة تشمل الإسكان، والبنية التحتية، والخدمات، بالإضافة إلى الحفاظ على المواقع ذات القيمة التراثية.
أما مؤسسة عزة فهمي، فهي مؤسسة غير هادفة للربح أسستها مصممة المجوهرات المصرية العالمية عزة فهمي. تتمحور رسالة المؤسسة حول الحفاظ على الحرف اليدوية التقليدية وتطويرها من خلال برامج التدريب المهني والتعليم، بهدف تمكين الحرفيين اقتصادياً وثقافياً ونقل خبراتهم إلى الأجيال القادمة.




