شهادة دولية: المخابرات المصرية محل إشادة لدورها المحوري في مفاوضات المنطقة
حظي جهاز المخابرات العامة المصرية بتقدير دولي واسع، خاصة من جانب الولايات المتحدة، نظير دوره المحوري والفعال في إدارة عدد من ملفات التفاوض الشائكة في الشرق الأوسط. وتأتي هذه الإشادات في سياق الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها القاهرة، لا سيما فيما يتعلق بالوساطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي أبرزت قدرة الفريق المصري على التعامل مع الأزمات المعقدة بكفاءة عالية.

خلفية الدور المصري في الوساطة
تاريخياً، لعبت مصر دور الوسيط الرئيسي في العديد من النزاعات الإقليمية، مستفيدة من موقعها الجغرافي وعلاقاتها التاريخية مع مختلف الأطراف. وفي الأشهر الأخيرة، تجدد هذا الدور بشكل مكثف مع تصاعد التوترات في قطاع غزة. قادت المخابرات العامة المصرية، برئاسة اللواء عباس كامل، جولات تفاوض ماراثونية جمعت بين وفود من إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مشتركة مع قطر والولايات المتحدة. هدفت هذه المفاوضات إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للقطاع.
طبيعة الإشادة الدولية
عبّر مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى في مناسبات متعددة عن امتنانهم للجهود المصرية. وأكدوا أن الدور المصري لم يكن هامشياً، بل كان حاسماً في منع انهيار المحادثات في عدة منعطفات حرجة. وقد وصفت الإدارة الأمريكية الشراكة مع مصر بأنها "لا غنى عنها" لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وتتجاوز هذه الإشادة المجاملات الدبلوماسية، لتعكس اعترافاً بالخبرة الفنية والقدرات التي يتمتع بها الفريق المصري، والتي تشمل:
- القدرة على فتح قنوات اتصال مباشرة وموثوقة مع جميع الأطراف المعنية.
- فهم عميق لديناميكيات الصراع وتعقيداته النفسية والسياسية.
- المهارة في صياغة المقترحات وتقديم حلول وسط مبتكرة لتجاوز نقاط الخلاف.
- التحلي بالصبر الاستراتيجي والمثابرة خلال جولات التفاوض الطويلة والمضنية.
أهمية الدور الاستخباري في الدبلوماسية
يُبرز هذا السياق أهمية الأجهزة الاستخباراتية في العمل الدبلوماسي الحديث، حيث لا يقتصر دورها على جمع المعلومات، بل يمتد ليشمل تنفيذ مهام سياسية حساسة خلف الكواليس. ويُعرف عن رجال المخابرات المصرية، الذين يوصفون أحياناً بـ "رجال الظل"، قدرتهم على العمل بعيداً عن الأضواء الإعلامية، مع التركيز على تحقيق نتائج ملموسة تخدم أهداف الأمن القومي المصري والمساهمة في استقرار الإقليم. إن الإشادة بـ "الفريق المذهل"، كما ورد في تقارير صحفية، هي شهادة على نجاح هذا النهج الذي يجمع بين الحنكة السياسية والقدرة على إدارة الأزمات تحت ضغط هائل.
التأثير على مكانة مصر الإقليمية
إن النجاحات التي حققها فريق التفاوض المصري، والتقدير الدولي الذي حظي به، يعززان من مكانة مصر كقوة إقليمية لا يمكن تجاوزها في أي تسويات تتعلق بقضايا الشرق الأوسط. كما يؤكد هذا الدور على أن القاهرة لا تزال تمثل حجر زاوية في منظومة الأمن الإقليمي، وأن دبلوماسيتها الهادئة والفاعلة قادرة على تحقيق اختراقات في أكثر الملفات استعصاءً. وقد انعكست هذه الجهود، التي تمت متابعتها عن كثب خلال عامي 2023 و2024، في تعزيز الثقة الدولية بقدرة الدولة المصرية على لعب دور إيجابي وبنّاء على الساحة العالمية.




