شوبير يطالب أبوريدة بالتحرك: الكرة المصرية تحتاج إلى عمل لا أعذار
في تصريحات إعلامية حديثة، وجه الإعلامي الرياضي وحارس مرمى منتخب مصر الأسبق، أحمد شوبير، انتقادات حادة وشبه مباشرة للمسؤول البارز في عالم كرة القدم، هاني أبوريدة، عضو مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). تركزت رسائل شوبير حول الوضع المتردي الذي تعيشه الكرة المصرية، مشدداً على أن المرحلة الحالية تتطلب حلولاً عملية وجهداً حقيقياً بدلاً من البحث عن مبررات أو أعذار للفشل المتكرر.

خلفية الأزمة الراهنة في الكرة المصرية
تأتي تصريحات شوبير في وقت حساس تعاني فيه كرة القدم المصرية من سلسلة من الإخفاقات والتحديات على مختلف الأصعدة. فالمنتخب الوطني الأول قدم أداءً مخيباً للآمال في البطولات الأخيرة، بما في ذلك كأس الأمم الأفريقية، وظهر بصورة باهتة في بعض مباريات تصفيات كأس العالم، مما أثار قلقاً جماهيرياً واسعاً حول مستقبل الفريق. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الأندية المصرية صعوبات في المنافسات القارية، كما يعاني الدوري المحلي من مشكلات تنظيمية متراكمة تتعلق بجدولة المباريات، التحكيم، وغياب استراتيجية واضحة لتطوير المسابقة.
هذا المناخ من عدم الاستقرار الإداري والفني دفع العديد من النقاد والمحللين إلى المطالبة بوقفة جادة لإصلاح المنظومة الكروية، وتعتبر دعوة شوبير جزءاً من هذا الحراك الإعلامي الذي يسلط الضوء على ضرورة وجود رؤية مستقبلية لإنقاذ اللعبة الشعبية الأولى في البلاد.
محور رسائل شوبير ومضمونها
لم تكن انتقادات شوبير عشوائية، بل ركزت على نقاط محددة يمكن تلخيصها في عدة محاور أساسية، حيث طالب بضرورة التوقف عن سياسة ردود الأفعال والبدء في التخطيط المنهجي. ويمكن إيجاز أبرز مطالبه في النقاط التالية:
- وضع استراتيجية طويلة الأمد: شدد شوبير على أن الحلول المؤقتة وتغيير المدربين لن يحل الأزمة، وأن المطلوب هو مشروع وطني شامل لتطوير قطاعات الناشئين والمسابقات المحلية واكتشاف المواهب.
- تحمل المسؤولية: دعا شوبير الشخصيات ذات النفوذ في عالم كرة القدم، وعلى رأسهم هاني أبوريدة، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث، مؤكداً أن مناصبهم الدولية يجب أن تنعكس إيجاباً على الكرة المحلية.
- العمل الفعلي بدلاً من الوعود: كانت الرسالة الأبرز هي أن الجمهور والمتابعين سئموا من الأعذار وتوزيع الاتهامات، وأن المرحلة تتطلب عملاً ملموساً على أرض الواقع يمكن قياس نتائجه.
- الشفافية في الإدارة: ألمح إلى أهمية وجود شفافية في القرارات الإدارية والمالية داخل اتحاد الكرة، وضرورة الابتعاد عن المجاملات والمصالح الشخصية التي تعيق التطور.
لماذا تم توجيه الانتقادات لهاني أبوريدة تحديداً؟
على الرغم من أن هاني أبوريدة لا يشغل منصب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم حالياً، إلا أنه يظل الشخصية الأكثر نفوذاً وتأثيراً في دوائر صنع القرار الكروي في مصر. فبفضل عضويته في المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي (فيفا) والأفريقي (كاف)، يمتلك أبوريدة شبكة علاقات واسعة وخبرة إدارية طويلة تجعل الكثيرين يعتبرونه المحرك الرئيسي للأحداث خلف الكواليس. لذلك، يرى شوبير وغيره من النقاد أن أي عملية إصلاح حقيقية لا يمكن أن تتم بمعزل عنه، وأن توجيه الحديث إليه مباشرة هو دعوة له لاستخدام نفوذه وخبرته في الاتجاه الصحيح لإنقاذ الموقف بدلاً من الاكتفاء بالمشاهدة أو إدارة الأمور عن بعد.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكتسب هذه التصريحات أهميتها من كونها صادرة عن شخصية بحجم أحمد شوبير، الذي يجمع بين كونه لاعباً دولياً سابقاً وإعلامياً مؤثراً يتابعه الملايين. وتعتبر هذه الدعوة العلنية بمثابة جرس إنذار يعكس حجم السخط العام من الوضع الحالي. قد تؤدي هذه الرسائل إلى زيادة الضغط الشعبي والإعلامي على المسؤولين في اتحاد الكرة لإعادة تقييم سياساتهم، كما قد تدفع أبوريدة نفسه إلى الرد أو اتخاذ خطوات عملية لإثبات حرصه على تطوير الكرة المصرية. وفي كل الأحوال، تساهم مثل هذه المواقف في فتح نقاش مجتمعي ضروري حول أفضل السبل لإعادة كرة القدم المصرية إلى مكانتها الطبيعية على الساحتين القارية والدولية.





