صور الأقمار الصناعية تكشف حجم الدمار الهائل في قطاع غزة
توفر تحليلات حديثة لصور الأقمار الصناعية، أجرتها هيئات دولية ومراكز أبحاث متخصصة، نظرة مفصلة ومقلقة على حجم الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية والمناطق السكنية في قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية في أكتوبر 2023. هذه البيانات، التي يتم جمعها بشكل مستمر، ترسم صورة كمية للخراب الذي طال كافة جوانب الحياة في القطاع، مؤكدة التقارير الميدانية حول شدة الصراع وتأثيره المدمر.
أرقام وبيانات من الفضاء
استنادًا إلى تقييمات أجراها مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (UNOSAT) والبنك الدولي بالتعاون مع الأمم المتحدة، تم توثيق مستويات غير مسبوقة من الدمار. تشير التقارير الصادرة في النصف الأول من عام 2024 إلى أن نسبة كبيرة من المباني في القطاع قد تعرضت لأضرار أو دُمرت بالكامل. تتفاوت التقديرات، لكن العديد من المصادر تشير إلى أن ما يزيد عن 60% من المباني تأثرت، مع تركيز الدمار بشكل خاص في محافظات شمال غزة ومدينة غزة وخان يونس.
- المباني السكنية: تشير التقديرات إلى تضرر أو تدمير مئات الآلاف من الوحدات السكنية، مما ترك غالبية سكان القطاع بدون مأوى آمن.
- حجم الأنقاض: قدرت التقارير كمية الركام والأنقاض الناتجة عن الدمار بملايين الأطنان المترية، مما يمثل تحديًا هائلاً لعمليات الإزالة وإعادة الإعمار المستقبلية.
- التكلفة المادية: قدر تقرير مشترك للبنك الدولي والأمم المتحدة الأضرار المباشرة التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية في غزة بمليارات الدولارات، وهو رقم لا يشمل التكاليف الاقتصادية غير المباشرة.
تأثير الدمار على البنية التحتية الحيوية
لم يقتصر الدمار على المباني السكنية، بل امتد ليشمل البنية التحتية الأساسية التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية. تظهر الصور الجوية أضرارًا بالغة لحقت بالمستشفيات والمدارس والطرق وشبكات المياه والصرف الصحي. العديد من المرافق الصحية، بما في ذلك مستشفيات رئيسية، خرجت عن الخدمة كليًا أو جزئيًا، مما أدى إلى انهيار المنظومة الصحية في وقت تشتد فيه الحاجة إليها. كما تضررت شبكات الكهرباء والمياه بشكل شبه كامل، مما فاقم الأزمة الإنسانية.
الأبعاد الإنسانية للكارثة
يترجم الدمار المادي الواسع إلى أزمة إنسانية عميقة. فقد أدى تدمير المنازل إلى نزوح أكثر من 85% من سكان القطاع، وفقًا لوكالات الأمم المتحدة، حيث يعيش الكثيرون في ملاجئ مكتظة أو في العراء بظروف معيشية صعبة. إن فقدان البنية التحتية الأساسية يعني صعوبة بالغة في الوصول إلى مياه نظيفة ورعاية صحية وغذاء، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة. ويشير الخبراء إلى أن عملية إعادة إعمار غزة ستكون مهمة معقدة وطويلة الأمد، وقد تستغرق عقودًا حتى في ظل أفضل الظروف.
السياق والتطورات
بدأت هذه الموجة من الدمار في أعقاب الهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي ردت عليه إسرائيل بحملة عسكرية واسعة النطاق جوًا وبرًا وبحرًا على قطاع غزة. تستمر عمليات الرصد عبر الأقمار الصناعية في توثيق الأضرار بشكل دوري، مما يوفر سجلاً بصريًا حيويًا لفهم حجم الأزمة وتوجيه جهود الإغاثة المستقبلية. وتعتبر هذه البيانات أداة مهمة للمنظمات الإنسانية وصناع السياسات لتقييم الاحتياجات والتخطيط لمرحلة ما بعد الصراع.





