ضربات أوكرانية تستهدف منشآت نفطية رئيسية في ميناء روسي استراتيجي
أفادت تقارير صدرت اليوم الأحد، نقلاً عن السلطات المحلية في منطقة كراسنودار جنوب روسيا، بأن هجوماً أوكرانياً باستخدام طائرات مسيّرة استهدف ميناء توابسي الاستراتيجي المطل على البحر الأسود خلال الليل. وقد أسفر الهجوم عن تضرر واشتعال النيران في ناقلة نفط بالإضافة إلى منشآت نفطية حيوية أخرى داخل الميناء. تأتي هذه الضربة ضمن سلسلة الهجمات المتواصلة التي تستهدف البنية التحتية للطاقة الروسية، مما يسلط الضوء على استمرار توسع نطاق الصراع إلى ما وراء خطوط الجبهة الأمامية.

الخلفية والسياق الاستراتيجي
يعد ميناء توابسي أحد أهم موانئ روسيا على البحر الأسود، ويحتل موقعاً استراتيجياً حيوياً لتصدير النفط ومنتجاته. يعتبر الميناء مركزاً رئيسياً لنقل النفط الخام ومشتقاته من حقول النفط الروسية إلى الأسواق العالمية، مما يجعله شرياناً اقتصادياً حيوياً لموسكو. تكررت الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية، بما في ذلك مصافي النفط ومستودعات الوقود والموانئ، منذ بداية الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022. هذه الهجمات تعكس استراتيجية أوكرانية تهدف إلى:
- تقويض القدرات الاقتصادية الروسية: من خلال استهداف البنية التحتية التي تدعم إيرادات الدولة الروسية، والتي تمول جزئياً المجهود الحربي.
- تعطيل الإمدادات اللوجستية: استهداف موانئ ومستودعات الوقود يمكن أن يؤثر على قدرة الجيش الروسي على تزويد قواته في الجبهات.
- الضغط النفسي والعسكري: إظهار القدرة على ضرب أهداف عميقة داخل الأراضي الروسية، مما يفرض ضغطاً على الدفاعات الجوية الروسية ويُظهر مدى اتساع النطاق الجغرافي للصراع.
جاءت هذه الهجمات وسط تصعيد في الردود المتبادلة بين الجانبين، حيث كثفت روسيا أيضاً من ضرباتها الصاروخية والمسيرة على المدن والبنية التحتية الأوكرانية، بما في ذلك مرافق الطاقة.
تفاصيل الهجوم والتطورات الأخيرة
وبحسب بيانات السلطات الروسية، فقد تسبب هجوم اليوم في اشتعال النيران وإلحاق أضرار بمنشآت في مصفاة نفط تابعة لشركة روسنفت العملاقة في ميناء توابسي. لم يتم الكشف عن العدد الدقيق للطائرات المسيرة المشاركة في الهجوم، لكن التقارير الأولية أشارت إلى انفجارات وسماع دوي تحليق طائرات مسيرة قبل اشتعال الحرائق. فرق الإطفاء هرعت إلى الموقع وتمكنت من السيطرة على الحرائق في غضون ساعات. أشارت السلطات إلى عدم وقوع إصابات بشرية، مع التركيز على تقييم حجم الأضرار المادية. وقد أظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من الموقع المستهدف. لم يصدر عن كييف أي تأكيد أو نفي فوري للمسؤولية عن الهجوم، وهو نهج تتبعه عادةً أوكرانيا فيما يتعلق بالضربات على الأراضي الروسية.
الأهمية والتداعيات
تعتبر هذه الضربة تطوراً مهماً لعدة أسباب:
- تأكيد فعالية الطائرات المسيرة الأوكرانية: يبرهن الهجوم على القدرة المتزايدة لأوكرانيا على تطوير واستخدام طائرات مسيرة بعيدة المدى قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الروسية وضرب أهداف ذات قيمة استراتيجية.
- تأثيرات اقتصادية محتملة: على الرغم من أن السلطات الروسية سارعت إلى الإعلان عن احتواء الأضرار، فإن أي تعطيل لعمليات ميناء توابسي، حتى لو كان مؤقتاً، يمكن أن يؤثر على جداول شحن النفط الروسي وإيراداته. قد يؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف التأمين على الشحن البحري في المنطقة، مما يزيد الضغوط الاقتصادية على روسيا.
- تداعيات عسكرية وأمنية: يسلط الهجوم الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها روسيا في حماية بنيتها التحتية الحيوية من الهجمات، وقد يدفع موسكو إلى إعادة تقييم ونشر أنظمة دفاع جوي إضافية في مناطق أبعد عن الجبهة، مما قد يقلل من تركيزها في مناطق أخرى.
- رسالة سياسية: يمثل الهجوم رسالة واضحة من أوكرانيا بأنها قادرة على الرد وتكبد روسيا خسائر، حتى في عمق أراضيها، مما يضيف بعداً جديداً للصراع ويزيد من الضغط على القيادة الروسية.
يتوقع أن تستمر أوكرانيا في استهداف المنشآت اللوجستية والعسكرية والاقتصادية الروسية، في محاولة لتقويض قدرة موسكو على مواصلة الحرب، بينما من المرجح أن ترد روسيا بتكثيف ضرباتها على أوكرانيا. هذا التبادل المستمر للضربات يشير إلى تصعيد محتمل في حدة ونطاق الصراع.





