هجوم أوكراني واسع يستهدف جنوب روسيا ويخلّف قتلى وجرحى
في الساعات الأولى من صباح يوم 17 مايو 2024، شنت القوات الأوكرانية واحدة من أكبر هجماتها الجوية بالطائرات المسيرة على الأراضي الروسية منذ بدء النزاع، مستهدفةً بشكل مكثف مناطق حيوية في جنوب البلاد. أعلنت السلطات الروسية أن الهجوم أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة ستة عشر آخرين، كما تسبب في أضرار مادية واسعة النطاق في البنية التحتية والممتلكات المدنية في عدة مدن، أبرزها نوفوروسيسك وروستوف-أون-دون وتوابسي.

تفاصيل الهجوم وحجم الخسائر
وفقًا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، تمكنت أنظمة الدفاع الجوي من اعتراض وتدمير أكثر من 100 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق، بما في ذلك إقليم كراسنودار وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا. ورغم نجاح الدفاعات في إسقاط عدد كبير من المسيرات، إلا أن بعضها تمكن من الوصول إلى أهدافه، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية. في مدينة نوفوروسيسك، وهي ميناء رئيسي على البحر الأسود، تسبب الهجوم في اندلاع حرائق في محطة للوقود ومنشآت نفطية، مما أدى إلى تعطل مؤقت في عمليات الميناء. كما تضررت مبانٍ سكنية في المدينة، حيث تم تسجيل معظم الإصابات. وفي مدينة توابسي، استهدف الهجوم مصفاة نفط تابعة لشركة روسنفت، مما أدى إلى نشوب حريق كبير استغرق ساعات للسيطرة عليه.
- الضحايا: تأكد مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 16 آخرين بجروح متفاوتة.
- الأضرار المادية: تضررت منشآت للطاقة، بما في ذلك مصفاة نفط ومحطات وقود، بالإضافة إلى مبانٍ سكنية ومركبات مدنية.
- المناطق المستهدفة: تركز الهجوم على إقليم كراسنودار، وخصوصًا ميناء نوفوروسيسك ومدينة توابسي، بالإضافة إلى مناطق أخرى في جنوب روسيا.
السياق والخلفية الاستراتيجية
يأتي هذا الهجوم المكثف في سياق استراتيجية أوكرانية متصاعدة تهدف إلى نقل الحرب إلى العمق الروسي وإضعاف القدرات اللوجستية والعسكرية لموسكو. تركز كييف هجماتها بشكل متزايد على البنية التحتية للطاقة الروسية، مثل مصافي النفط ومحطات التخزين، بهدف تقويض إمدادات الوقود للجيش الروسي والتأثير على عائدات روسيا من صادرات الطاقة التي تمول المجهود الحربي. وتعد الموانئ على البحر الأسود، مثل نوفوروسيسك، أهدافًا استراتيجية حيوية، حيث تلعب دورًا محوريًا في العمليات البحرية الروسية وتصدير النفط والحبوب.
ردود الفعل والتداعيات
من جانبها، أدانت السلطات الروسية الهجمات ووصفتها بأنها "أعمال إرهابية" تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها ستواصل عملياتها العسكرية وسترد بحزم على هذه الهجمات. على الصعيد المحلي، دعا حكام الأقاليم المتضررة السكان إلى توخي الحذر والالتزام بتعليمات السلامة أثناء الإنذارات الجوية. وفي المقابل، لم تعلن أوكرانيا رسميًا مسؤوليتها عن الهجوم، وهو ما يتماشى مع سياستها المعتادة في مثل هذه الحالات، لكن مسؤولين أوكرانيين أشاروا في تصريحات غير مباشرة إلى أن استهداف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية التي تدعم العدوان الروسي هو حق مشروع لبلادهم.
يمثل هذا الهجوم تصعيدًا ملحوظًا في قدرة أوكرانيا على شن هجمات بعيدة المدى، ويعكس اعتمادها المتزايد على تكنولوجيا الطائرات المسيرة المتطورة لتعويض النقص في الأسلحة التقليدية. كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها أنظمة الدفاع الجوي الروسية في التعامل مع الهجمات المنسقة واسعة النطاق.





