عدلي منصور يقدم واجب العزاء في جنازة شقيقة إبراهيم محلب
في لفتة إنسانية تعكس عمق العلاقات الشخصية بين كبار رجال الدولة في مصر، شارك المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، في مراسم تشييع جنازة شقيقة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق. وقد أقيمت صلاة الجنازة بمسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد عقب صلاة الجمعة، في أواخر شهر أكتوبر من عام 2018، بحضور حشد كبير من الشخصيات العامة والسياسية التي حرصت على تقديم واجب العزاء.

خلفية عن الشخصيات الرئيسية
يعد كل من المستشار عدلي منصور والمهندس إبراهيم محلب من الشخصيات التي لعبت أدواراً محورية في مرحلة دقيقة من تاريخ مصر الحديث. تولى المستشار منصور، الذي كان يشغل منصب رئيس المحكمة الدستورية العليا، رئاسة البلاد مؤقتاً في يوليو 2013، حيث أدار فترة انتقالية بالغة الأهمية شهدت وضع خارطة طريق للمستقبل السياسي للبلاد. وخلال فترة رئاسته، كلف المهندس إبراهيم محلب، الذي كان يتمتع بخبرة واسعة في مجال المقاولات والإنشاءات كرئيس سابق لشركة "المقاولون العرب"، بتشكيل الحكومة في فبراير 2014. وقد استمر محلب في منصبه كرئيس للوزراء بعد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، حتى سبتمبر 2015، وعُرف بأسلوبه الميداني ومتابعته المباشرة للمشروعات.
تفاصيل المراسم وحضور لافت
شهد مسجد الشرطة بالشيخ زايد، وهو مكان غالباً ما يستضيف مناسبات اجتماعية للشخصيات البارزة، حضوراً كبيراً لتقديم العزاء للمهندس إبراهيم محلب في وفاة شقيقته السيدة فتحية محلب. وكان على رأس الحضور المستشار عدلي منصور، الذي يعكس ظهوره في مثل هذه المناسبات حرصه على الحفاظ على الروابط الإنسانية بعيداً عن المناصب الرسمية. لم يقتصر الحضور على الرئيس السابق، بل ضم أيضاً نخبة من المسؤولين الحاليين والسابقين، مما حول الجنازة إلى ملتقى بارز للوجوه السياسية المعروفة. ومن بين الحضور البارزين الذين رصدتهم وسائل الإعلام آنذاك:
- عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية.
 - عدد من الوزراء في الحكومة آنذاك والحكومات السابقة.
 - شخصيات برلمانية وقانونية ورجال أعمال بارزون.
 - قيادات من مختلف مؤسسات الدولة.
 
أهمية الحدث ودلالاته
تكتسب هذه المناسبة أهمية خاصة تتجاوز كونها واجباً اجتماعياً. إن مشاركة رئيس سابق في جنازة أحد أفراد عائلة رئيس وزراء كلفه هو شخصياً بتشكيل الحكومة، تحمل دلالات رمزية قوية على استمرارية الاحترام المتبادل والعلاقة الوطيدة التي تكونت خلال فترة عملهما المشترك في ظروف استثنائية. كما يبرز الحدث الطبيعة المترابطة للدوائر السياسية والاجتماعية في مصر، حيث تعمل مثل هذه المناسبات كساحات غير رسمية للتواصل وتأكيد التضامن بين النخبة السياسية، بغض النظر عن بقائهم في مناصبهم من عدمه. إن الاهتمام الإعلامي بتغطية حضور شخصيات بحجم عدلي منصور يؤكد على المكانة التي لا يزال يحتفظ بها في الذاكرة العامة كشخصية وطنية توافقية قادت البلاد في مرحلة حرجة.
في المجمل، شكلت مراسم الجنازة حدثاً اجتماعياً ببعد سياسي، حيث جمعت بين طياتها مشاعر المواساة الإنسانية وتأكيداً على شبكة العلاقات القوية التي تربط بين صانعي القرار في مصر، سواء كانوا في سدة الحكم أو خارجها، مما يعطي لمحة عن الديناميكيات التي تحكم المشهد العام في البلاد.





