غاريث بيل يوضح أسباب افتقاد ريال مدريد لبريقه في أنفيلد
أثار النجم الويلزي السابق لريال مدريد، غاريث بيل، جدلاً واسعاً بتعليقاته الأخيرة حول أداء فريقه القديم خلال مواجهته الصعبة ضد ليفربول في ملعب أنفيلد ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا. وقد سلّط بيل الضوء على ما اعتبره افتقاد الفريق لـ"بريقه المعتاد" أو "سحره الكروي" الذي لطالما ميز النادي الملكي في كبرى البطولات القارية. جاءت هذه التصريحات في أعقاب مباراة شهدت أداءً باهتاً من جانب ريال مدريد، مما دفع العديد من المحللين والمشجعين إلى التساؤل عن أسباب هذا التراجع.

خلفية المباراة والتصريحات
تعود جذور هذه التعليقات إلى المباراة التي جمعت ريال مدريد وليفربول في الجولة الرابعة من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، والتي أقيمت في فبراير 2024. كانت المباراة حاسمة لكلا الفريقين في مسعاهما لتأمين صدارة المجموعة. ورغم التوقعات بمواجهة نارية ومليئة بالإثارة، إلا أن اللقاء انتهى بالتعادل السلبي (0-0)، مع سيطرة واضحة لليفربول على مجريات اللعب وتراجع ملحوظ في الأداء الهجومي لريال مدريد. عقب هذه المباراة مباشرة، وفي تحليله للمواجهة عبر إحدى القنوات الرياضية العالمية، عبّر غاريث بيل عن خيبة أمله من الأداء العام للميرينغي.
- انتقد بيل بوضوح غياب المبادرة الهجومية والقدرة على خلق الفرص المحققة.
- أشار إلى أن الفريق بدا متأثراً بأجواء أنفيلد الصاخبة ولم يتمكن من فرض أسلوبه المعتاد.
- تضمنت تعليقاته مقارنات ضمنية بين الجيل الحالي للفريق والفرق التي لعب فيها سابقاً، حيث كان ريال مدريد يمتلك دائماً القدرة على قلب الموازين بلمحة فردية أو جماعية.
تحليل بيل لـ"غياب السحر"
لم يكتفِ بيل بالإشارة إلى الأداء الباهت، بل حاول التعمق في الأسباب الكامنة وراء هذا "الافتقاد للبريق". فسر النجم الويلزي أن ريال مدريد الحالي، رغم امتلاكه للاعبين موهوبين، يفتقر إلى "اللمسة الإبداعية غير المتوقعة" والقدرة على "كسر الدفاعات المتكتلة" بفاعلية. وأوضح أن الفريق بدا وكأنه يعتمد بشكل مفرط على التنظيم التكتيكي دون السماح بقدر كافٍ من الحرية الفردية التي كانت تصنع الفارق في اللحظات الحاسمة. كما ألقى باللوم على نقص الشجاعة الهجومية وجمود الأداء في الثلث الأخير من الملعب، مما أدى إلى غياب التهديد الحقيقي على مرمى ليفربول طوال 90 دقيقة.
بالإضافة إلى الجوانب الفنية، تطرق بيل إلى الجانب النفسي، مشيراً إلى أن الضغط الجماهيري في أنفيلد كان له تأثير كبير على اللاعبين. فالفريق لم يظهر الروح القتالية المعتادة التي تمكنه من تجاوز مثل هذه الظروف الصعبة، وبدا وكأنه يستسلم للواقع بدلاً من محاولة قلب الطاولة. هذا التحليل من لاعب سابق يعرف جيداً دهاليز غرفة تبديل الملابس والضغط الذي يواجهه لاعبو ريال مدريد، أعطى لتعليقاته وزناً خاصاً.
سياق ريال مدريد في دوري الأبطال
يأتي هذا النقد في وقت حرج من مسيرة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم. فالفريق، الذي يُعد ملكاً للمسابقة برصيد 14 لقباً، يُواجه دائماً ضغوطات هائلة لتقديم كرة قدم ممتعة ونتائج إيجابية. ورغم أن التعادل في أنفيلد ليس نتيجة كارثية بحد ذاتها، إلا أن طريقة الأداء هي التي أثارت القلق. تعليقات بيل تشير إلى أن المشكلة قد لا تكون مجرد عثرة عابرة، بل قد تعكس توجهات تكتيكية أو نقصاً في ديناميكية الفريق تحتاج إلى معالجة. الجماهير المدريدية، التي اعتادت على رؤية فريقها يتألق في أوروبا، بدأت تتساءل ما إذا كان الجيل الحالي قادراً على تحقيق نفس المستوى من الإبهار والسيطرة.
ردود الأفعال والتداعيات
حظيت تصريحات غاريث بيل باهتمام كبير في الأوساط الإعلامية والجماهيرية. انقسم الرأي بين مؤيد ومعارض لتحليله. فبينما رأى البعض أن بيل يمتلك الحق في التعبير عن رأيه كلاعب سابق خبير، وأن نقده كان بناءً ويهدف إلى تحفيز الفريق، اعتبر آخرون أن تعليقاته قاسية بعض الشيء أو أنها ربما تفتقر إلى فهم كامل للظروف الراهنة للفريق. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن تعليقات لاعب بحجم بيل تضفي مزيداً من الضغط على الإدارة الفنية واللاعبين لتحسين الأداء واستعادة الهوية الهجومية للفريق. يتطلع عشاق ريال مدريد الآن إلى المباريات القادمة على أمل رؤية استجابة قوية وتألق يعيد "السحر" المفقود إلى أنفيلد وخارجها.





