غياب رافينيا: الأرقام تكشف تراجعاً ملحوظاً في أداء برشلونة
منذ أوائل أكتوبر 2023، يواجه نادي برشلونة الإسباني تحديات متزايدة في أدائه الكروي، حيث تشير الإحصائيات والأرقام بوضوح إلى تأثر الفريق بشكل كبير بغياب نجمه البرازيلي رافينيا. لقد ترك غياب الجناح الأيمن أثراً سلبياً ملموساً على الفاعلية الهجومية للفريق ونتائجه بشكل عام، مما يدفع المحللين للتساؤل حول مدى اعتماد "البلوغرانا" على خدمات هذا اللاعب الحيوي.

خلفية غياب رافينيا وأهمية دوره
تعرض رافينيا لإصابة عضلية، تحديداً في أوتار الركبة، خلال مباراة سابقة للفريق في مطلع أكتوبر. توقع الأطباء غيابه لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع، وهو ما حدث بالفعل. يُعد رافينيا، الذي انضم إلى برشلونة في صيف عام 2022 قادماً من ليدز يونايتد، ركيزة أساسية في الخط الأمامي للمدرب تشافي هيرنانديز. يتميز بسرعته وقدرته على المراوغة، ودقة تسديداته، وقدرته على صناعة الأهداف وتقديم العرضيات الخطيرة من الجهة اليمنى. قبل إصابته، كان رافينيا يمثل أحد الحلول الهجومية الرئيسية، حيث يوفر العمق الهجومي ويخلق الفرص لزملاءه، بالإضافة إلى مساهمته الدفاعية في الضغط على الخصم.
الأرقام تتحدث: تراجع الأداء الهجومي
تظهر الإحصائيات، التي تغطي الفترة من أوائل أكتوبر حتى منتصف نوفمبر 2023، تراجعاً ملحوظاً في العديد من المؤشرات الهجومية لبرشلونة في المباريات التي غاب عنها رافينيا. على سبيل المثال:
- معدل الأهداف المسجلة: انخفض متوسط الأهداف التي يسجلها الفريق في المباراة الواحدة من 2.3 هدف عندما كان رافينيا متواجداً بانتظام، إلى ما يقارب 1.6 هدف في غيابه. هذا التراجع يشير إلى صعوبة الفريق في ترجمة الفرص إلى أهداف.
- خلق الفرص: لوحظ انخفاض في عدد الفرص المحققة التي يصنعها برشلونة. متوسط الفرص الكبيرة التي تم خلقها تراجع من 3.5 فرصة لكل مباراة إلى 2.1 فرصة، مما يعكس نقصاً في الإبداع الهجومي والقدرة على اختراق الدفاعات المنافسة.
- التسديدات على المرمى: شهدت تسديدات الفريق على المرمى أيضاً انخفاضاً، مما يدل على أن الفريق يجد صعوبة في الوصول إلى مناطق الخطورة والتهديد المباشر لحراس المرمى.
- فعالية العرضيات: مع غياب رافينيا الذي يمتلك مهارة عالية في إرسال العرضيات، تأثرت فعالية العرضيات المرسلة إلى منطقة الجزاء، مما قلل من خطورة الهجمات من الأطراف.
لم يقتصر التأثير على الأرقام الهجومية فحسب، بل امتد أيضاً ليشمل أداء الفريق ككل. فقد عانى برشلونة من نتائج متذبذبة خلال هذه الفترة، حيث شهد تراجعاً في نسبة الانتصارات وظهرت بعض علامات الإرهاق وعدم الانسجام في بعض المباريات، خاصة تلك التي تتطلب اختراق دفاعات صعبة أو تسجيل أهداف في اللحظات الحاسمة.
التكيف التكتيكي وتأثير البدائل
في ظل غياب رافينيا، حاول المدرب تشافي هيرنانديز التكيف مع الوضع من خلال الاعتماد على لاعبين آخرين في مركز الجناح الأيمن أو تغيير الرسم التكتيكي للفريق. شهدت هذه الفترة مشاركة مكثفة للاعبين الشباب مثل لامين يامال، بالإضافة إلى الاعتماد على لاعبين مثل فيران توريس أو جواو فيليكس (في بعض الأحيان يتم تحويله إلى الجانب الأيمن). على الرغم من الموهبة الكبيرة لهؤلاء اللاعبين، إلا أنهم لم يتمكنوا دائماً من تقديم نفس التأثير أو الاستمرارية التي يوفرها رافينيا، سواء من حيث التهديف أو خلق الفرص أو حتى المساهمة الدفاعية. أدى ذلك إلى نقص في التوازن الهجومي أحياناً، وجعل الفريق يعتمد بشكل أكبر على لاعبين آخرين مثل روبرت ليفاندوفسكي أو جافي و بيدري (عند توفرهم) لتحمل العبء الهجومي والإبداعي.
لماذا يهم هذا الخبر؟ الآثار على موسم برشلونة
تكمن أهمية هذا التراجع في كونه يأتي في مرحلة حاسمة من الموسم، حيث يسعى برشلونة للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية. غياب لاعب بحجم رافينيا يضع ضغوطاً إضافية على باقي اللاعبين ويختبر عمق التشكيلة. إذا استمر هذا التراجع، فقد يؤثر ذلك سلباً على:
- مسيرة الفريق في الدوري الإسباني: أي تعثرات نقطية قد تكلفه صدارة الترتيب أو الابتعاد عنها، خاصة مع المنافسة الشرسة من الفرق الأخرى.
- طموحات دوري أبطال أوروبا: الفشل في تسجيل الأهداف أو خلق الفرص الكافية في المباريات الأوروبية الحاسمة يمكن أن يؤدي إلى الخروج المبكر من البطولة، مما له تبعات مالية ورياضية كبيرة.
- الضغط على الإدارة والجهاز الفني: استمرار النتائج السلبية يزيد من الضغط على المدرب تشافي وعلى إدارة النادي للبحث عن حلول وتدعيمات مستقبلية.
توقعات العودة والآمال المعلقة
تشير التقارير الطبية إلى أن رافينيا يقترب من العودة إلى الملاعب، مع توقعات بمشاركته في التدريبات الكاملة خلال أواخر نوفمبر 2023 أو بداية ديسمبر. يتطلع عشاق برشلونة والجهاز الفني بفارغ الصبر لعودته، على أمل أن يستعيد الفريق قوته الهجومية وتوازنه التكتيكي الذي فقده جزئياً في غيابه. ستكون عودته حاسمة في تعزيز الخيارات الهجومية وتخفيف الضغط على زملائه، مما قد ينعكس إيجاباً على أداء ونتائج "البلوغرانا" في المرحلة المقبلة من الموسم.





