فاكسيرا تنفي وجود فيروس خطير يهدد طلاب المدارس وتؤكد استقرار الوضع الوبائي
في استجابة لحالة القلق التي سادت بين أولياء الأمور مؤخراً، أصدرت الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات، المعروفة باسم "فاكسيرا"، بياناً حاسماً لنفي الشائعات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي حول انتشار فيروس جديد وخطير يستهدف طلاب المدارس. وأكد مسؤولون أن الوضع الصحي مستقر ولا يوجد ما يدعو للذعر، مشددين على أن ما يتم تداوله هو تضخيم لواقع انتشار الأمراض الموسمية المعتادة.

خلفية المخاوف وتفاصيل الوضع الوبائي
تزامنت هذه الشائعات مع بداية الموسم الدراسي وفصل الشتاء، وهي فترة تشهد سنوياً زيادة طبيعية في معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بين الأطفال نتيجة التجمعات في الفصول الدراسية وتغيرات الطقس. وقد أدت المعلومات غير الدقيقة التي انتشرت بشكل واسع إلى خلق حالة من الهلع، حيث تحدثت عن وجود فيروس غامض يهدد حياة الأطفال، وهو ما نفته الجهات الصحية الرسمية بشكل قاطع.
أوضحت المصادر الطبية أن الفيروسات المنتشرة حالياً هي فيروسات موسمية معروفة، على رأسها الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وفيروسات الإنفلونزا، والفيروسات الغدية. وتتسبب هذه الفيروسات في أعراض متشابهة مثل ارتفاع درجة الحرارة، والسعال، والرشح، واحتقان الحلق، وهي في معظم الحالات لا تشكل خطراً كبيراً ويمكن التعامل معها من خلال الرعاية المنزلية والراحة، مع ضرورة استشارة الطبيب في الحالات الشديدة.
التصريحات الرسمية من "فاكسيرا" ووزارة الصحة
أكد الدكتور مصطفى محمدي، مدير عام التطعيمات في "فاكسيرا"، أنه لا صحة على الإطلاق لوجود فيروس خطير أو قاتل يهدد حياة الطلاب في المدارس. وأوضح في تصريحاته التي نقلتها وسائل الإعلام أن وزارة الصحة والسكان هي الجهة الوحيدة المنوط بها الإعلان عن أي مستجدات وبائية، وأنها تتبع الشفافية الكاملة في عرض البيانات المتعلقة بالوضع الصحي في البلاد.
وأضاف محمدي أن برامج الرصد الوبائي تعمل بكفاءة على مستوى الجمهورية لمتابعة أي تغيرات في أنماط انتشار الأمراض. وشدد على ثقة الجهات الصحية في استقرار الوضع الوبائي، داعياً المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية الموثوقة لتجنب إثارة البلبلة والقلق غير المبرر.
إجراءات وقائية موصى بها للحد من العدوى
في ظل انتشار الأمراض التنفسية الموسمية، قدمت وزارة الصحة و"فاكسيرا" مجموعة من الإرشادات الهامة لأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية بهدف حماية الطلاب والحد من انتشار العدوى. وتشمل هذه الإجراءات ما يلي:
- النظافة الشخصية: التشجيع على غسل الأيدي بالماء والصابون بانتظام، خاصة بعد السعال أو العطس ولمس الأسطح المشتركة.
- التهوية الجيدة: الحرص على تهوية الفصول الدراسية والمنازل بشكل جيد للسماح بتجدد الهواء وتقليل تركيز الفيروسات.
- البقاء في المنزل عند المرض: من الضروري إبقاء الطفل في المنزل في حال ظهور أعراض مرضية عليه لمنع نقل العدوى إلى زملائه ومعلميه.
- استشارة الطبيب: التوجه إلى الطبيب المختص لتقييم حالة الطفل وتلقي العلاج المناسب، وتجنب إعطاء المضادات الحيوية دون وصفة طبية.
- التطعيمات الموسمية: الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية سنوياً، حيث يساهم في تقليل شدة الإصابة ومضاعفاتها.
وفي الختام، تجدد الجهات الصحية تأكيدها على أن الوضع تحت السيطرة، وأن الالتزام بالإجراءات الوقائية هو خط الدفاع الأول للحفاظ على صحة الطلاب وضمان استمرارية العملية التعليمية بشكل آمن.





