فرصة تاريخية: سبعة منتخبات عربية قد تشارك في كأس العالم 2026
مع اقتراب نهائيات كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تتزايد الآمال في تحقيق إنجاز غير مسبوق للكرة العربية. فالنظام الجديد للبطولة، الذي يشهد مشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى، يفتح الباب أمام إمكانية تأهل عدد قياسي من المنتخبات العربية قد يصل إلى سبعة منتخبات أو أكثر، وهو رقم سيشكل علامة فارقة في تاريخ المشاركات العربية في المحفل الكروي الأكبر عالمياً.

نظام المونديال الجديد وتأثيره على الحظوظ العربية
يكمن السبب الرئيسي وراء هذا التفاؤل في قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بزيادة عدد مقاعد المونديال من 32 إلى 48 مقعداً. وقد أدى هذا التوسع إلى إعادة توزيع المقاعد المخصصة للقارات، حيث حصلت قارتا آسيا وأفريقيا، اللتان تتنافس ضمنهما المنتخبات العربية، على زيادة ملحوظة في حصتهما. فقد ارتفعت حصة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى 8 مقاعد مباشرة ومقعد إضافي عبر الملحق العالمي، بينما نال الاتحاد الأفريقي لكرة القدم 9 مقاعد مباشرة بالإضافة إلى مقعد في الملحق. هذه الزيادة تضاعف من فرص المنتخبات العربية في التأهل مقارنة بالنسخ السابقة.
وضع المنتخبات العربية في التصفيات الآسيوية
في التصفيات الآسيوية، أظهرت المنتخبات العربية أداءً قوياً خلال الدور الثاني الذي اختتمت منافساته في يونيو 2024، حيث نجح عدد كبير منها في حجز مقاعده في الدور الثالث والحاسم من التصفيات. ويُعد هذا الحضور القوي مؤشراً إيجابياً على إمكانية تأهل عدد منها إلى النهائيات.
- قطر: بطل آسيا، واصل أداءه المميز وتأهل بسهولة إلى الدور التالي.
 - العراق: قدم مستويات لافتة وتصدر مجموعته بالعلامة الكاملة، مؤكداً مكانته كأحد أقوى فرق القارة.
 - المملكة العربية السعودية: كعادتها، حجزت مقعدها مبكراً وتعد من أبرز المرشحين للتأهل المباشر.
 - الأردن: بعد إنجازه التاريخي في كأس آسيا الأخيرة، يواصل "النشامى" مسيرتهم الواثقة نحو حلم المونديال.
 - منتخبات أخرى: نجحت منتخبات الإمارات، عمان، البحرين، وفلسطين أيضاً في العبور إلى الدور الحاسم، مما يعزز من التواجد العربي في المرحلة النهائية ويرفع من احتمالات تأهل عدد أكبر.
 
ومع وجود 8 مقاعد مباشرة متاحة للقارة، تبدو فرصة تأهل ثلاثة أو أربعة منتخبات عربية من آسيا أمراً واقعياً للغاية.
حظوظ واعدة في القارة الأفريقية
على الجانب الأفريقي، تبدو الصورة مبشرة أيضاً، حيث تتصدر عدة منتخبات عربية مجموعاتها في التصفيات التي يتأهل بطل كل مجموعة منها مباشرة إلى كأس العالم. ويعزز هذا النظام من فرص المنتخبات التي تقدم أداءً ثابتاً.
- المغرب: بعد وصوله إلى نصف نهائي مونديال 2022، يسير "أسود الأطلس" بخطى ثابتة لتصدر مجموعتهم وتأكيد حضورهم مجدداً.
 - مصر: يتصدر "الفراعنة" مجموعتهم ويسعون بقوة للعودة إلى الساحة العالمية.
 - تونس والجزائر: يحتل كلاهما مراكز متقدمة في مجموعتيهما ويمتلكان خبرة كبيرة في التصفيات تؤهلهما للمنافسة بقوة على بطاقة التأهل.
 - السودان: يعد الحصان الأسود في التصفيات حتى الآن، حيث يقدم أداءً استثنائياً ويتصدر مجموعته بشكل مفاجئ، مما يفتح الباب أمام إمكانية تأهله التاريخي.
 
وبالنظر إلى الأداء الحالي، فإن تأهل ثلاثة منتخبات عربية على الأقل من أفريقيا يبدو احتمالاً قوياً.
أهمية الإنجاز التاريخي المرتقب
يُذكر أن الرقم القياسي لعدد المنتخبات العربية المشاركة في نسخة واحدة من كأس العالم كان أربعة منتخبات، وهو ما تحقق في نسختي 2018 في روسيا و2022 في قطر. لذا، فإن الوصول إلى سبعة منتخبات أو أكثر سيمثل قفزة نوعية تعكس التطور الكبير الذي شهدته كرة القدم في المنطقة العربية على مستوى البنية التحتية والمواهب والاستثمار. وسيكون هذا الحضور القوي بمثابة دفعة هائلة للرياضة في العالم العربي، كما سيوفر منصة استثنائية لتمثيل الثقافة العربية على المسرح العالمي.





