مستقبل ليونيل ميسي في كأس العالم 2026 يكتنفه الغموض
أثيرت تساؤلات جديدة حول مستقبل ليونيل ميسي في بطولة كأس العالم 2026 بعد تصريحات أدلى بها مؤخراً، مشيراً إلى أن قرار مشاركته سيعتمد على حالته البدنية والشعورية في ذلك الوقت. هذه التصريحات، التي جاءت في أواخر أكتوبر 2024، أعادت الجدل حول إمكانية رؤية النجم الأرجنتيني يرتدي قميص التانغو للمرة الأخيرة في المونديال القادم.

الخلفية والسياق
يُعد ليونيل ميسي، البالغ من العمر 37 عاماً حالياً، أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ. توج مسيرته الدولية بلقب كأس العالم 2022 في قطر، وهو الإنجاز الذي طالما حلم به وأكسبه مكانة أسطورية لا جدال فيها. بعد هذا الانتصار التاريخي، كانت هناك تكهنات واسعة حول ما إذا كان سيواصل اللعب للمنتخب الوطني حتى مونديال 2026. في عدة مناسبات سابقة، أشار ميسي إلى أن عام 2022 كان «كأس العالم الأخير» له، لكنه عاد وفتح الباب أمام احتمال مشاركته في النسخة التالية، مؤكداً أن العوامل الرئيسية ستكون لياقته البدنية ورغبته في اللعب على هذا المستوى التنافسي العالي.
التصريحات الأخيرة والتطورات
في مقابلة أجراها ميسي مؤخراً، عقب إحدى مباريات فريقه إنتر ميامي، سُئل مباشرة عن مشاركته المحتملة في كأس العالم 2026. أجاب النجم الأرجنتيني بوضوح أن الأمر «بعيد جداً» وأنه سيقيم وضعه خطوة بخطوة. وأضاف: «لا أفكر في كأس العالم الآن، أفكر في المباريات القادمة. عندما يحين الوقت، سأرى كيف أشعر جسدياً ونفسياً. لا يمكنني أن أعد بأي شيء، فالعمر يلعب دوراً كبيراً». هذه التصريحات، على الرغم من أنها ليست نفياً قاطعاً، إلا أنها تعزز الغموض وتؤكد أن القرار لم يُحسم بعد. مدرب المنتخب الأرجنتيني، ليونيل سكالوني، غالباً ما يتجنب الضغط على ميسي، مؤكداً أن الباب سيكون مفتوحاً له دائماً وأن القرار يعود للاعب وحده.
الأسباب المحتملة والاعتبارات
تتعدد الأسباب التي قد تدفع ميسي إلى التفكير ملياً قبل اتخاذ قرار المشاركة في مونديال 2026. فمع بلوغه سن الـ39 عاماً بحلول ذلك الوقت، ستكون المتطلبات البدنية للعب على أعلى مستوى مرهقة للغاية. كما أن انتقاله إلى إنتر ميامي في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) يشير إلى رغبته في بيئة أقل ضغطاً، مما يسمح له بقضاء المزيد من الوقت مع عائلته. من النقاط الرئيسية الأخرى:
- الحالة البدنية: الحفاظ على مستوى عالٍ من اللياقة البدنية والجاهزية لمواجهة نخبة اللاعبين في العالم أمر صعب مع التقدم في العمر.
 - الضغط النفسي: بعد تحقيق اللقب الأهم في مسيرته، قد يشعر ميسي بأنه ليس بحاجة لإثبات أي شيء آخر، وبالتالي قد يرغب في تجنب الضغط الهائل المصاحب لبطولة كأس العالم.
 - الأسرة والحياة الشخصية: يمكن أن تكون الرغبة في التفرغ للحياة الأسرية وتقليل السفر الدولي عاملاً مؤثراً.
 - الحفاظ على الإرث: قد يرغب في إنهاء مسيرته الدولية وهو في أوج مجده، بعد تتويجه بلقب العالم، بدلاً من المخاطرة بتراجع الأداء قد يطغى على إنجازاته السابقة.
 
التداعيات والآثار
إن قرار ميسي له تداعيات كبيرة تتجاوز المنتخب الأرجنتيني. فبالنسبة للأرجنتين، سيعني غيابه الحاجة إلى إعادة بناء تكتيكي ونفسي كبير للفريق. هو ليس مجرد لاعب، بل هو قائد الفريق وروحه الملهمة. أما على المستوى العالمي، فإن وجوده في كأس العالم 2026، التي ستقام في ثلاث دول (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك)، سيزيد بلا شك من الإثارة والجذب الجماهيري للبطولة، خاصة في أمريكا الشمالية حيث شعبيته آخذة في الازدياد. غيابه قد يؤثر على الجوانب التسويقية والإعلامية للحدث. الجماهير الأرجنتينية والعالمية على حد سواء تترقب بشغف أي إشارة من الأسطورة حول قراره النهائي، مدركين أنهم يشهدون ربما السنوات الأخيرة لأحد أعظم المواهب في تاريخ كرة القدم.
في الوقت الراهن، يظل مستقبل ليونيل ميسي مع المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم 2026 محاطاً بالشكوك. وبينما يتمنى الملايين حول العالم رؤيته يضيف فصلاً جديداً إلى مسيرته الأسطورية، يبقى القرار النهائي في يد اللاعب نفسه، مستنداً إلى تقييمه الشخصي لظروفه البدنية والنفسية عند اقتراب موعد البطولة.





