فرقة الشرقية للفنون الشعبية تُضيء معرض الزمالك للكتاب بفقرة غنائية تراثية الليلة
تستعد فرقة الشرقية للفنون الشعبية، إحدى أبرز الفرق الفنية المتخصصة في إحياء التراث المصري الأصيل، لتقديم عرض فني استثنائي الليلة، ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة للدورة الأولى من معرض الزمالك للكتاب. من المقرر أن يبدأ العرض في تمام الساعة الثامنة مساءً على المسرح الرئيسي للمعرض، ويُتوقع أن يقدم مزيجًا آسرًا من الغناء الشعبي الأصيل والحركات التعبيرية المستوحاة من عمق التقاليد المصرية، ليعكس بذلك التنوع الهائل والثراء الفريد للثقافة المصرية على مر العصور. يأتي هذا العرض كجزء من التزام المعرض بتقديم تجربة ثقافية شاملة لا تقتصر على الكتب فحسب، بل تمتد لتشمل مختلف أشكال الفنون التي تُثري الوعي المجتمعي وتُعزز الهوية الوطنية.

خلفية عن معرض الزمالك للكتاب
يمثل معرض الزمالك للكتاب في دورته الأولى، الذي انطلقت فعالياته في وقت سابق من هذا الأسبوع، إضافة نوعية للمشهد الثقافي في القاهرة. يُقام المعرض في قلب مركز الجزيرة للفنون، وهو موقع ذو أهمية تاريخية وفنية، مما يُضفي على الحدث طابعًا خاصًا. يهدف المعرض إلى أن يكون منصة شاملة لتعزيز القراءة وتشجيع التبادل الثقافي، بالإضافة إلى دعم صناعة النشر المصرية والعربية من خلال استضافة عدد كبير من دور النشر والمفكرين والكتاب. لا يقتصر دور المعرض على عرض أحدث الإصدارات، بل يمتد ليشمل تنظيم برنامج ثقافي مكثف يضم ندوات فكرية وورش عمل تفاعلية، ولقاءات مع مؤلفين، وعروضًا فنية متنوعة، مما يجعله ملتقى حقيقيًا للثقافة والمعرفة. وقد صُممت هذه الفعاليات لإثراء تجربة الزوار من جميع الأعمار والخلفيات الثقافية، وربطهم بجذورهم التراثية والمعاصرة.
فرقة الشرقية للفنون الشعبية: إرث فني متجدد
تُعد فرقة الشرقية للفنون الشعبية رمزًا حيًا للجهود المبذولة للحفاظ على الفولكلور المصري وتطويره. تأسست الفرقة منذ عدة عقود، وتحديداً في عام 1974، بهدف جمع وتوثيق وعرض التراث الفني لمحافظة الشرقية الغنية بتقاليدها الأصيلة، والتي تُعرف بتاريخها العريق في الفروسية والفنون المرتبطة بالبيئة الريفية والصحراوية. على مر السنين، اكتسبت الفرقة شهرة واسعة على الصعيدين المحلي والدولي، بفضل عروضها المتقنة التي تجمع بين الأصالة والاحترافية. قدمت الفرقة عروضًا في عشرات المهرجانات الدولية، حاصدة العديد من الجوائز والتقدير لجهودها في تمثيل الفن المصري الشعبي في المحافل العالمية. يتميز أداء الفرقة بالديناميكية، حيث يمزج الراقصون والمغنون ببراعة بين الأداء الصوتي القوي والحركات الراقصة المعبرة التي تحكي قصصًا من الحياة اليومية والفلكلور الشعبي، مرتديين أزياء تقليدية زاهية تعكس جمال وتنوع البيئات المصرية.
تفاصيل عرض الليلة المنتظر
من المتوقع أن يكون عرض فرقة الشرقية الليلة بمثابة نافذة على جزء حيوي من الذاكرة الفنية لمصر. سيقدم العرض تشكيلة متنوعة من الفقرات التي تشمل أغاني الدلتا الشهيرة، ورقصات العصا الصعيدية، وأداءات مستوحاة من البيئة البدوية والزراعية لمحافظة الشرقية. سيستخدم الفنانون مجموعة من الآلات الموسيقية التقليدية مثل المزمار، الناي، الربابة، العود، والطبول، لإضفاء طابع موسيقي أصيل على الأداء. لا يقتصر الأمر على مجرد تقديم فقرات غنائية أو راقصة، بل يهدف العرض إلى خلق تجربة حسية متكاملة تنقل الجمهور إلى عمق التراث، وتُعزز لديهم الشعور بالانتماء والفخر بالثقافة المحلية. سيُتاح للجمهور فرصة فريدة للاستمتاع بجمال التراث الفني الذي تُجيده الفرقة، والتي تُعد بحق سفيرة للفنون الشعبية المصرية.
الأهمية الثقافية والتأثير المجتمعي
يُبرز هذا العرض أهمية الحفاظ على الفنون الشعبية ودورها المحوري في صون الهوية الثقافية لأي أمة. ففي عصر العولمة، تُعد هذه الفعاليات بمثابة درع يحمي التراث من الاندثار، ويُعيد إحياءه في قلوب الأجيال الجديدة. يُسهم تواجد فرقة الشرقية للفنون الشعبية في معرض الزمالك للكتاب في تحقيق تكامل فريد بين الأدب والفن، حيث تُكمل الفنون الأدبية والفنون الأدائية بعضها البعض لخلق تجربة ثقافية أعمق وأكثر ثراءً. كما تُسهم هذه العروض في جذب جمهور متنوع إلى المعرض، بما في ذلك العائلات والشباب، مما يُشجع على المشاركة المجتمعية الواسعة في الأنشطة الثقافية. إن إحياء التراث ليس مجرد استعراض للماضي، بل هو استثمار في المستقبل، يُعزز قيم الأصالة والجمال والانتماء لدى الأفراد والمجتمعات، ويُذكر الجميع بأن الثقافة هي جسر يربط الأجيال ويصنع المستقبل.





