فرقة بلاك تيما تقدم حفلًا مجانيًا بأسوان احتفالًا بمرور 21 عامًا على تأسيسها
أعلنت فرقة «بلاك تيما» المصرية الشهيرة عن إقامة حفل موسيقي مجاني لجمهورها في أسوان، وذلك مساء اليوم. يأتي هذا الحفل البارز احتفالًا بمرور 21 عامًا على انطلاق مسيرة الفرقة الفنية، وقد تم الكشف عن تفاصيله بواسطة الفنان أمير صلاح الدين، أحد الأعضاء البارزين في الفرقة. من المقرر أن يبدأ الحفل في تمام الساعة السابعة مساءً على خشبة المسرح الروماني بأسوان الجديدة، في موقع يحمل رمزية خاصة لجذور الفرقة النوبية الأصيلة.

رحلة فنية تمتد لعقدين: من أسوان إلى العالمية
تأسست فرقة «بلاك تيما» في مطلع الألفية الجديدة، وتحديدًا عام 2002، وسرعان ما برزت كصوت فريد في المشهد الموسيقي المصري والعربي. تنحدر الفرقة من قلب الثقافة النوبية في أسوان، وتتألف من الأعضاء الأساسيين: أمير صلاح الدين، أحمد بحر، ومحمد عبد المنعم. يشتهرون بأسلوبهم الموسيقي المميز الذي يمزج بين الألحان النوبية التراثية وموسيقى البوب المصرية المعاصرة، مع تأثيرات واضحة من الموسيقى الأفريقية وموسيقى الجاز. هذا المزيج الغني قد أكسبهم قاعدة جماهيرية واسعة تمتد عبر الأجيال والمناطق الجغرافية.
تتناول كلمات أغانيهم، التي تُقدم باللغتين العربية والنوبية، غالبًا موضوعات الهوية، القضايا الاجتماعية، الحب، وغنى التراث النوبي. لا تقتصر موسيقى «بلاك تيما» على الترفيه فحسب، بل تعمل أيضًا كجسر ثقافي يربط التقاليد العريقة بالحساسيات الحديثة. على مدار واحد وعشرين عامًا، أصدرت الفرقة العديد من الألبومات الناجحة وقدمت عروضًا مكثفة داخل مصر وعلى المستوى الدولي، لتلعب دورًا محوريًا في تعريف الجمهور العالمي بالموسيقى النوبية، مظهرة مرونتها وجاذبيتها العالمية. لقد رسخت الفرقة مكانتها كسفيرة ثقافية، مع التزامها بجذورها والابتكار في آن واحد.
الحفل المجاني: تقدير لجمهور أسوان ومحطة في مسيرة الفرقة
يعد قرار استضافة حفل مجاني في أسوان بادرة عميقة من الامتنان لمدينتهم الأم وللجمهور الوفي الذي دعم رحلتهم منذ البدايات. يتجاوز هذا الحدث كونه مجرد حفل موسيقي؛ فهو احتفال بهوية ثقافية مشتركة وشهادة على الرابط الدائم بين الفنانين ومجتمعهم. يؤكد هذا الحفل على فلسفة الفرقة في جعل الموسيقى متاحة للجميع، بعيدًا عن الحواجز المادية، مما يعزز الشعور بالوحدة والفرح الجماعي.
يوفر اختيار المسرح الروماني بأسوان الجديدة مكانًا واسعًا وذا صدى تاريخي للحدث. يُتوقع أن يخلق هذا الإعداد في الهواء الطلق جوًا حيويًا وغامرًا، مما يتيح لعدد كبير من الحضور تجربة أداء «بلاك تيما» الحي المليء بالطاقة. بالنسبة للكثيرين في أسوان، يمثل هذا الحفل فرصة نادرة لمشاهدة واحدة من أكثر فرقهم المحلية المحبوبة وهي تقدم عرضًا احتفاليًا مميزًا.
السياق الثقافي وأهمية الحدث
تعتبر أسوان، كمدينة غنية بالتاريخ والتأثيرات الثقافية المتنوعة، خلفية مثالية لمثل هذا الاحتفال. لطالما كانت المدينة مهدًا للفنون والموسيقى النوبية، وتُعزز فعاليات مثل هذا الحفل المجاني مكانتها كمركز ثقافي حيوي. يعكس الحفل أيضًا اتجاهًا أوسع نحو المشاركة المجتمعية من خلال الفنون، بهدف إثراء الحياة العامة وتوفير منصات للتعبير الثقافي. من المتوقع أن يجذب الحدث حشدًا كبيرًا، بما في ذلك المعجبون القدامى والمستمعون الجدد، من أسوان والمناطق المجاورة. لا تعزز مثل هذه التجمعات السياحة الثقافية المحلية فحسب، بل تقوي أيضًا الروابط المجتمعية. إنه وقت للتفكير في التطور الفني للفرقة وجهودها المستمرة للحفاظ على نوعها الموسيقي والابتكار فيه.
بينما تحتفل فرقة «بلاك تيما» بمرور واحد وعشرين عامًا على مسيرتها الفنية، يقف هذا الحفل المجاني في أسوان كحدث تاريخي. إنه تكريم لإرثهم، واحتفال بمرونتهم، وبيان يتطلع إلى المستقبل بشأن تأثيرهم المستمر في المشهد الموسيقي. يعد المساء بتجربة لا تُنسى، مما يعزز مكانة الفرقة كرموز ثقافية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجذورها.





