أسوان ترفع الجاهزية القصوى بمرافق الرعاية الصحية تزامناً مع تعامد الشمس على رمسيس الثاني
في خطوة استباقية لضمان سلامة وصحة آلاف الزوار والمواطنين، أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية في مصر عن رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع منشآتها الطبية بمحافظة أسوان. يأتي هذا الإجراء تزامناً مع الحدث الفلكي والتاريخي الفريد لتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل الكبير، والذي من المقرر أن يشهده العالم يوم الجمعة، 22 فبراير.

خلفية الحدث التاريخي: تعامد الشمس على رمسيس الثاني
يُعد تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل أحد أبرز الظواهر الفلكية التي تعكس براعة المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة المعمارية. يحدث هذا التعامد مرتين كل عام: في 22 فبراير و22 أكتوبر. يُعتقد أن التاريخين يرمزان إلى مناسبات مهمة في حياة الملك، ربما يوم ميلاده ويوم تتويجه. في هذين اليومين، تتسلل أشعة الشمس لتضيء قدس الأقداس في المعبد، مسلطة الضوء على تمثال الملك رمسيس الثاني، وتمثال الإله رع حور آختي، وتمثال الإله آمون، بينما يظل تمثال الإله بتاح، إله الظلام، في الظل الدائم.
يقع معبد أبوسمبل، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، جنوب أسوان ويعتبر تحفة معمارية ضخمة. تم نحت المعبدين، الكبير والصغير، في الجبل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد خلال عهد رمسيس الثاني. وقد شهد الموقع عملية إنقاذ دولية ضخمة في ستينيات القرن الماضي لإنقاذ المعبدين من الغرق بعد بناء السد العالي، حيث تم نقلهما بالكامل إلى موقع أعلى، وهي معجزة هندسية حديثة أدهشت العالم.
إجراءات الاستعدادات الصحية القصوى
صرحت الهيئة العامة للرعاية الصحية بأن قرار رفع الجاهزية القصوى يهدف إلى ضمان تقديم أفضل رعاية طبية ممكنة لآلاف الزوار الذين يتوافدون على أسوان لمشاهدة هذا الحدث. يشمل هذا الإعلان تفعيل خطط الطوارئ في جميع المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للهيئة بالمحافظة، بما في ذلك مستشفى أسوان التخصصي ومراكز الرعاية الأولية.
- تعزيز الكوادر الطبية: تم زيادة عدد الأطباء المتخصصين، أطقم التمريض، والفنيين في أقسام الطوارئ والعناية الحرجة لضمان الاستجابة السريعة لأي حالات طارئة.
 - تجهيز سيارات الإسعاف: تم نشر عدد إضافي من سيارات الإسعاف المجهزة بأحدث التقنيات في المناطق الحيوية وحول موقع معبد أبوسمبل، مع ضمان جاهزية فرق الاستجابة السريعة.
 - توفير المخزون الاستراتيجي: التأكد من توفر كميات كافية من الأدوية والمستلزمات الطبية والوقائية، بالإضافة إلى وحدات الدم ومشتقاته.
 - تفعيل غرف العمليات: تشغيل غرف العمليات على مدار الساعة وتوفير أسرّة إضافية في أقسام الرعاية المركزة في حالة الحاجة.
 - التنسيق الفعال: التنسيق المستمر مع وزارة السياحة والآثار، وزارة الداخلية، ومحافظة أسوان لتأمين الفعاليات وضمان سلاسة حركة الزوار وتلبية احتياجاتهم الطارئة.
 
يأتي هذا الرفع للجاهزية في إطار حرص الدولة المصرية على سلامة مواطنيها وزوارها، وتأكيداً على قدرتها على استضافة الفعاليات الكبرى بفعالية وأمان.
أهمية الحدث وتداعياته المتوقعة
لا يقتصر تعامد الشمس على رمسيس الثاني على كونه حدثاً فلكياً مبهراً فحسب، بل هو أيضاً مناسبة ثقافية وسياحية عالمية تجذب الاهتمام من كل بقاع الأرض. يشهد هذا الحدث تدفقاً سياحياً كبيراً إلى أسوان والمناطق المحيطة بها، مما يعزز قطاع السياحة الذي يعد ركيزة أساسية للاقتصاد المصري. يسهم الاهتمام العالمي بالحدث في تسليط الضوء على كنوز مصر الأثرية ويعزز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية فريدة.
تُعد الإجراءات الصحية المتخذة ضرورية لضمان تجربة آمنة وممتعة للزوار، بدءاً من الوصول إلى المعبد وحتى مغادرتهم. هذا الاستعداد يعكس التزام مصر بالحفاظ على سلامة ضيوفها ويعزز سمعتها الدولية في تنظيم الفعاليات الكبرى. كما يساهم في بناء الثقة لدى السياح بأن البنية التحتية للرعاية الصحية قادرة على التعامل مع أي طارئ، مما يشجع المزيد من الزيارات في المستقبل.





