ظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني بالمتحف المصري الكبير قبيل افتتاحه
شهد المتحف المصري الكبير، قبيل افتتاحه الرسمي المرتقب، ظاهرة فلكية لافتة تمثلت في تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك الفرعوني العظيم رمسيس الثاني. يمثل هذا الحدث الثقافي والفلكي محطة مهمة تبرز الاستعدادات النهائية للمتحف الذي يعد واحداً من أكبر المتاحف الأثرية في العالم.

خلفية الظاهرة وتاريخها
تعامد الشمس هو ظاهرة فلكية معروفة في الحضارة المصرية القديمة، حيث كانت ترتبط بالاحتفالات الدينية والتقاويم الفلكية. أشهر تجلياتها كانت في معابد أبو سمبل، حيث كانت أشعة الشمس تخترق قدس الأقداس لتضيء تماثيل المعبودات والملك رمسيس الثاني مرتين في العام: يوم 21 فبراير، والذي يُعتقد أنه يوافق يوم تتويجه، ويوم 21 أكتوبر، الذي قد يكون يوم ميلاده. أظهرت هذه الظاهرة الدقة الفائقة للمهندسين والفلكيين المصريين القدماء في تصميم هياكلهم المعمارية بما يتماشى مع حركة الأجرام السماوية.
تمثال رمسيس الثاني: رحلته إلى المتحف الكبير
يعد تمثال رمسيس الثاني، الذي يزن حوالي 83 طناً ويبلغ ارتفاعه 11 متراً، أحد أبرز مقتنيات المتحف المصري الكبير. كان التمثال قد تم نقله في عام 2006 من ميدان رمسيس بالقاهرة إلى موقعه الجديد أمام المتحف، في موكب مهيب حظي بتغطية إعلامية واسعة. يمثل رمسيس الثاني، الذي حكم مصر قرابة 66 عاماً في الفترة من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد، أحد أقوى الفراعنة وأكثرهم نفوذاً في تاريخ مصر القديمة، وشهد عهده ازدهاراً معمارياً وعسكرياً.
التعامد في سياق المتحف المصري الكبير
تختلف ظاهرة التعامد التي لوحظت على تمثال رمسيس الثاني في المتحف المصري الكبير عن تلك التي تحدث في أبو سمبل من حيث الموقع والتصميم. ففي المتحف، أتاحت الواجهة الزجاجية الشاهقة وقاعة الاستقبال الكبرى للزوار والموظفين مشاهدة أشعة الشمس وهي تغمر وجه التمثال بضوء ذهبي، مما أضفى لمسة من الجلال والرهبة على المشهد. ورغم أن هذا التعامد قد لا يكون مصمماً بنفس الدقة الفلكية للمواقع القديمة، إلا أنه يجسد رمزية استمرارية الحضارة المصرية وقدرتها على إبهار الأجيال عبر العصور. وقد تم التقاط صور فوتوغرافية لهذا الحدث، لتكون بمثابة توثيق لحظة فريدة في تاريخ المتحف قبل افتتاحه بالكامل.
المتحف المصري الكبير: أيقونة ثقافية منتظرة
يُعد المتحف المصري الكبير مشروعاً ثقافياً عملاقاً، طال انتظاره، ويهدف إلى أن يصبح أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة. يقع المتحف على مقربة من أهرامات الجيزة الشهيرة، ويضم مجموعة هائلة من الآثار التي تتجاوز الـ 100 ألف قطعة، بما في ذلك المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون التي ستعرض للمرة الأولى في مكان واحد. من المقرر أن يلعب المتحف دوراً محورياً في تعزيز السياحة الثقافية في مصر وتقديم تجربة غامرة للزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف كنوز الحضارة المصرية القديمة.
أهمية الحدث والآفاق المستقبلية
يمثل رصد تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني قبل الافتتاح الرسمي للمتحف دليلاً على جاهزيته واستعداده لاستقبال الجمهور. كما أنه يسلط الضوء على القدرة على ربط الابتكار المعماري الحديث بجماليات ورموز الحضارة القديمة. يضيف هذا الحدث بُعداً روحانياً وتاريخياً للمتحف، ويساهم في بناء ترقب عالمي لافتتاحه الكبير الذي يُتوقع أن يكون حدثاً تاريخياً بحد ذاته. ومع اقتراب موعد الافتتاح، تتزايد التوقعات بأن يصبح المتحف المصري الكبير وجهة لا غنى عنها لكل محبي التاريخ والفن والآثار.





