فلسطين تحجز مقعدها في كأس العرب 2025 بفوزها المثير على ليبيا بركلات الترجيح
تمكن المنتخب الفلسطيني لكرة القدم من تحقيق إنجاز تاريخي بتأهله إلى نهائيات بطولة كأس العرب 2025 المقرر إقامتها في قطر، وذلك بعد فوزه المثير والصعب على نظيره الليبي في المباراة الفاصلة التي أقيمت مساء الثلاثاء، 23 أكتوبر 2024. جاء هذا التأهل بعد اللجوء إلى ركلات الترجيح إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي، في مواجهة حبست الأنفاس وأظهرت الروح القتالية للفدائي.

تفاصيل المباراة الحاسمة والتأهل الدرامي
احتضن ملعب الجنوب في الوكرة بقطر هذه المواجهة المصيرية التي جمعت المنتخبين الشقيقين في إطار مباريات التصفيات المؤهلة للنسخة المقبلة من كأس العرب. بدأت المباراة بحذر من الطرفين، مع محاولات فلسطينية للسيطرة على وسط الملعب، وردود ليبية عبر الهجمات المرتدة السريعة. تقدم المنتخب الليبي أولاً في الشوط الأول بهدف سجله أحمد بن علي، مما وضع ضغطاً كبيراً على الفدائي.
لم ييأس المنتخب الفلسطيني، وعاد بقوة في الشوط الثاني ليضغط على الدفاعات الليبية، وتمكن عمر حناني من إدراك هدف التعادل الثمين في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، ليعيد الأمل للجماهير الفلسطينية التي تابعت اللقاء بشغف. استمر التعادل بهدف لمثله حتى نهاية الوقت الأصلي، مما استدعى اللجوء إلى الأشواط الإضافية التي لم تشهد تغييرًا في النتيجة، لتصبح ركلات الترجيح هي الفيصل.
في ركلات الترجيح، أظهر لاعبو فلسطين تركيزاً كبيراً، بينما تألق الحارس رامي حمادة في التصدي لركلتين حاسمتين، ليقود منتخب بلاده للفوز بنتيجة 4-2 في الركلات الترجيحية، ويحسم بطاقة التأهل الغالية. أثارت هذه اللحظات فرحة عارمة بين اللاعبين والجهاز الفني والجماهير، مؤكدة على أن الإصرار والعزيمة كانا مفتاح هذا الإنجاز.
خلفية وأهمية التأهل لكأس العرب
تمثل بطولة كأس العرب، التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتعاون مع الاتحاد العربي لكرة القدم، مناسبة كروية بارزة تجمع المنتخبات العربية. عاد تنظيم البطولة في نسخة 2021 بقطر بعد توقف دام سنوات، وحققت نجاحاً كبيراً. يعتبر التأهل لهذه البطولة فرصة للمنتخب الفلسطيني لاختبار قدراته أمام منتخبات قوية من مختلف أنحاء العالم العربي، واكتساب خبرة دولية قيمة.
- تعزيز الحضور الكروي: يساهم هذا التأهل في رفع مكانة كرة القدم الفلسطينية على الساحة الإقليمية والدولية.
- دعم الروح المعنوية: في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، تعد الإنجازات الرياضية مصدر إلهام وفخر، وتوحيد للجماهير حول قضية مشتركة.
- فرصة للاحتكاك: تتيح البطولة للاعبين الفلسطينيين فرصة ثمينة للاحتكاك بمدارس كروية مختلفة ورفع مستوى أدائهم.
لطالما واجهت كرة القدم الفلسطينية تحديات كبيرة، من قيود السفر وصعوبة تنظيم المعسكرات والمباريات، إلى نقص البنية التحتية. ومع ذلك، استطاع المنتخب أن يثبت نفسه كقوة لا يستهان بها، مدفوعاً بإرادة لاعبيه وشغف جماهيره.
تطلعات ومستقبل المنتخب الفلسطيني في البطولة
بعد ضمان التأهل، يتجه التركيز الآن نحو الاستعداد الجيد لنهائيات كأس العرب 2025. يتوقع أن يعمل الجهاز الفني بقيادة المدرب مكرم دبوب على وضع خطة إعداد شاملة تتضمن معسكرات تدريبية ومباريات ودية لرفع جاهزية اللاعبين البدنية والفنية والتكتيكية. تهدف المشاركة في البطولة إلى تحقيق أفضل أداء ممكن، وتقديم صورة مشرفة عن كرة القدم الفلسطينية.
يتطلع المنتخب إلى المنافسة بجدية والوصول لأدوار متقدمة في البطولة، مستفيداً من الروح الجماعية التي ظهرت في التصفيات. سيكون لاعبو المنتخب، سواء المحترفون في الخارج أو الذين يلعبون في الدوريات المحلية، على موعد مع تحدٍ جديد يضاف إلى مسيرتهم الرياضية، ويأملون في إسعاد جماهيرهم مرة أخرى.
ردود الأفعال والإشادات بالتأهل
حظي تأهل المنتخب الفلسطيني بإشادات واسعة النطاق من مختلف الأوساط الرياضية والرسمية والشعبية. عبر اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، عن فخره وسعادته بهذا الإنجاز، مؤكداً أنه ثمرة جهد كبير وعمل دؤوب. كما أعرب المدرب مكرم دبوب عن شكره للاعبين على أدائهم البطولي والتزامهم التكتيكي، مشيراً إلى أن هذا الفوز يهدى للشعب الفلسطيني الصامد.
احتفلت الجماهير الفلسطينية بهذا التأهل في مختلف المدن والقرى، حيث خرجت في مسيرات عفوية تعبيراً عن الفرحة والاعتزاز بمنتخبها الوطني. تناقلت وسائل الإعلام العربية خبر التأهل بإيجابية، مشيدة بالروح القتالية للفدائي وقدرته على تجاوز الظروف الصعبة لتحقيق الإنجازات.





