فليك يؤكد دعمه للامين جمال ويفسر أسباب تذبذب مستواه
في تصريحات حديثة له، وضع المدرب الألماني هانسي فليك، المدير الفني الجديد لنادي برشلونة، حداً للنقاشات المثارة حول أداء اللاعب الشاب لامين جمال، مؤكداً على دعمه الكامل له ومشدداً على أن النادي سيعمل على "حمايته" وتوفير البيئة المناسبة لتطوره. وتأتي هذه التصريحات في وقت تزايدت فيه التوقعات والضغوط على اللاعب البالغ من العمر 17 عاماً بعد موسم استثنائي قدم فيه أداءً لافتاً مع الفريق الأول.

خلفية صعود لامين جمال السريع
برز لامين جمال كأحد أبرز المواهب الصاعدة من أكاديمية برشلونة "لا ماسيا"، حيث حطم العديد من الأرقام القياسية كأصغر لاعب يشارك ويسجل مع الفريق الأول ومنتخب إسبانيا. خلال الموسم الماضي تحت قيادة المدرب السابق تشافي هيرنانديز، أصبح جمال عنصراً أساسياً في تشكيلة الفريق، حيث خاض عدداً كبيراً من المباريات ولعب دوراً حاسماً في العديد منها بفضل مهاراته الفردية وقدرته على صناعة الفارق. هذا التألق السريع وضعه تحت الأضواء العالمية، ولكنه في الوقت نفسه أثار مخاوف بشأن الإرهاق الجسدي والذهني الذي قد يتعرض له لاعب في مثل عمره.
رؤية فليك لحماية اللاعب وتطويره
أوضح هانسي فليك أن تذبذب مستوى أي لاعب شاب أمر "طبيعي تماماً" ولا يدعو للقلق. وأشار إلى أن مسيرة التطور لا تسير دائماً في خط مستقيم تصاعدي، بل تتخللها فترات من الصعود والهبوط. وشدد فليك على أن دوره والجهاز الفني هو توجيه اللاعب ومساعدته على تجاوز هذه المراحل كجزء من عملية نضجه الكروي. وأكد أن استراتيجية النادي ستركز على إدارة دقائق لعب جمال بعناية فائقة لتجنب الإفراط في استخدامه، مع وضع برنامج مخصص لتعزيز قدراته البدنية وضمان حصوله على الراحة الكافية. تهدف هذه الخطة إلى ضمان استمرارية مسيرته المهنية على المدى الطويل بدلاً من استنزافه لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل.
السياق الأوسع: دروس الماضي في برشلونة
تكتسب تصريحات فليك أهمية خاصة عند النظر إلى تاريخ برشلونة الحديث مع مواهبه الشابة. فقد عانى النادي في السنوات الأخيرة من إصابات طويلة أثرت على مسيرة لاعبين واعدين مثل بيدري وجافي، واللذين تعرضا لضغوط بدنية هائلة في سن مبكرة نتيجة للمشاركة المستمرة في عدد كبير من المباريات مع النادي والمنتخب. هذه التجارب السابقة دفعت إدارة النادي والجماهير إلى تبني موقف أكثر حذراً تجاه إدارة المواهب الصاعدة. يُنظر إلى نهج فليك المعلن على أنه استجابة مباشرة لهذه المخاوف، ورغبة في تطبيق سياسة تطوير أكثر استدامة تحافظ على سلامة اللاعبين وتضمن وصولهم إلى قمة مستوياتهم دون احتراق مبكر.
التأثير المستقبلي على الفريق واللاعب
من المتوقع أن يترجم هذا النهج الوقائي إلى تغييرات ملموسة في كيفية استخدام لامين جمال خلال الموسم المقبل. قد يتم إراحته في بعض المباريات الأقل أهمية أو استبداله بشكل متكرر للحفاظ على طاقته. هذا الأمر قد يفتح الباب أمام لاعبين آخرين في الفريق للمشاركة وإثبات قدراتهم، مما يعزز من عمق التشكيلة وتنافسيتها. بالنسبة لجمال نفسه، فإن هذا الدعم العلني من المدرب سيخفف من الضغط الإعلامي والجماهيري، مما يسمح له بالتركيز على تطوير أدائه بهدوء وثقة. في المحصلة، يمثل موقف فليك استثماراً استراتيجياً في مستقبل أحد أهم أصول النادي، بهدف ضمان أن يصبح لامين جمال أسطورة للنادي لسنوات عديدة قادمة.





