فنانة شهيرة تثير ضجة بتصريح صادم: "سأغرز المسامير في ظهري"
أثارت الفنانة التشكيلية والأدائية ليلى الزاهر، المعروفة بأعمالها الجريئة والمبتكرة، موجة واسعة من الجدل والصدمة في الأوساط الفنية وعبر منصات التواصل الاجتماعي مطلع هذا الأسبوع. جاء ذلك بعد إعلانها عن مشروع أدائي جديد يحمل عنواناً صادماً، حيث صرحت بأنها "ستغرز المسامير في ظهرها". هذا الإعلان غير المتوقع، الذي نشرته الفنانة عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، أحدث ردود فعل متباينة تراوحت بين الدهشة والاستنكار والقلق الشديد على سلامتها وصحتها النفسية.

خلفية الفنانة ليلى الزاهر ومسيرتها الفنية
ليلى الزاهر، فنانة مغربية الأصل تبلغ من العمر 40 عاماً وتتخذ من إحدى العواصم الأوروبية مقراً لأعمالها، اشتهرت منذ بداية مسيرتها الفنية بأسلوبها الطليعي وتجاربها التي تتخطى الحدود التقليدية للفن. عرفت بأعمالها التي غالباً ما تتناول قضايا حساسة مثل الهوية، والجسد، والقيود الاجتماعية، والمفاهيم المسبقة عن الجمال والألم. من أبرز أعمالها السابقة التي أثارت نقاشات حادة كانت "همسات الصمت"، وهو تركيب فني تفاعلي يتطلب من الجمهور التفاعل جسدياً مع عناصر مؤلمة، وعرض "صدى المدينة"، الذي جسدت فيه الضغوط الحضرية من خلال أداء جسدي مرهق استمر لساعات طويلة.
تاريخ الزاهر الفني يشهد على جرأتها في استخدام جسدها كأداة تعبيرية أساسية، مستلهمة من رواد الفن الأدائي مثل مارينا أبراموفيتش وكريس بيردن. لكن إعلانها الأخير يبدو أنه يتجاوز أي من تجاربها السابقة، مطروحاً أسئلة جوهرية حول الحدود الأخلاقية والجسدية التي يمكن للفن أن يبلغها.
تفاصيل الإعلان المثير للجدل ودوافعه الفنية
في منشور مطول ومرفق بصورة تجريدية على إنستغرام، وصفت الزاهر مشروعها الجديد بأنه "تجسيد للأحمال الخفية والأعباء المجتمعية التي نحملها على ظهورنا يومياً". وأوضحت أن غرز المسامير في ظهرها ليس عملاً يهدف إلى إيذاء الذات، بل هو "تمثيل فيزيائي للألم النفسي والضغوط التي لا تُرى، صرخة صامتة ضد الأقنعة التي نرتديها والقيود التي تفرض علينا". ولم تحدد الزاهر موعداً دقيقاً أو مكاناً محدداً للأداء، مكتفية بالقول إنه سيكون "في وقت قريب وبشكل يضمن وصول رسالته بوضوح"، مما أثار تكهنات حول ما إذا كان الأداء سيتم بثه عبر الإنترنت أو سيكون حدثاً خاصاً.
ترى الزاهر أن هذا العمل يمثل محاولة لإيقاظ الوعي وتحدي الجمهور لمواجهة الحقائق المؤلمة والمكبوتة. كما أشارت إلى أن هذا الأداء يأتي في سياق بحثها المستمر عن أشكال جديدة للتعبير عن الضعف البشري والقوة الكامنة فيه، مؤكدة أن الفن يجب أن يكون مرآة تعكس أعمق مخاوفنا وتطلعاتنا، حتى لو كان ذلك مؤلماً أو صادماً.
ردود الفعل بين الدعم والقلق والاستنكار
لم يمر إعلان الزاهر مرور الكرام، حيث انقسمت الآراء بشدة حوله. يمكن تلخيص أبرز ردود الفعل فيما يلي:
- الدعم والإشادة الفنية: سارع عدد من النقاد والفنانين المعروفين بتقديم دعمهم للزاهر، مشيدين بشجاعتها الفنية وعمق رسالتها. اعتبروا العمل محاولة جريئة لدفع حدود الفن الأدائي وإعادة تعريف مفهوم الألم والجمال في سياقه. أكد البعض أن التاريخ الفني مليء بأعمال صادمة كانت في بدايتها مرفوضة ثم أصبحت أيقونات.
- القلق على السلامة والصحة النفسية: أعرب عدد كبير من الجمهور والمتابعين عن قلقهم الشديد على صحة الزاهر الجسدية والنفسية. تداول كثيرون دعوات لها للتراجع عن هذا العمل، معتبرين إياه شكلاً من أشكال إيذاء الذات لا يخدم الفن. كما برزت تعليقات تدعو إلى تقديم الدعم النفسي للفنانة، مشيرة إلى أن هذا التصريح قد يكون مؤشراً على ضغوط نفسية كبيرة.
- الاستنكار والرفض الأخلاقي: صدرت أصوات ناقدة بشدة ترفض العمل برمته لأسباب أخلاقية ودينية، معتبرة إياه فعلاً يتجاوز الخطوط الحمراء ويتنافى مع القيم الإنسانية. رأى البعض أن هذا العمل لا يهدف سوى إلى إثارة الجدل وجذب الانتباه بطرق سلبية.
- النقاش المجتمعي: فتح الإعلان نقاشاً واسعاً حول مفهوم الفن الحديث، وحدوده، ومسؤولية الفنان تجاه جمهوره، ودور وسائل الإعلام في تغطية مثل هذه الأحداث المثيرة للجدل.
الآثار المحتملة والنظرة المستقبلية
من المتوقع أن يكون لهذا الإعلان تداعيات بعيدة المدى على مسيرة ليلى الزاهر الفنية، وعلى المشهد الفني بشكل عام. فمن جهة، قد يعزز هذا العمل مكانتها كفنانة رائدة لا تخشى المغامرة وتحدي التابوهات، مما قد يجذب إليها اهتماماً عالمياً غير مسبوق. ومن جهة أخرى، قد يواجهها بانتقادات حادة وتضييقات من جهات مختلفة، وقد يؤثر على دعم بعض الجهات الفنية أو الثقافية لها في المستقبل.
تبقى الأنظار متجهة نحو الزاهر لمعرفة ما إذا كانت ستمضي قدماً في تنفيذ هذا الأداء الصادم، وكيف ستتعامل مع ردود الفعل المتصاعدة. يطرح هذا الحدث تساؤلات ملحة حول طبيعة الفن في القرن الحادي والعشرين: هل يجب أن يظل الفن ملاذاً للجمال والترفيه، أم يجب أن يكون أداة قوية للصدمة والتحدي وإثارة التفكير، حتى لو كلف ذلك الفنان ثمناً باهظاً؟





