فوز فيلم «حكاية أمل» بجائزة أفضل وثائقي بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط
في إنجاز سينمائي لافت، حصد فيلم «حكاية أمل» جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير ضمن مسابقة الفيلم القصير لدول البحر المتوسط في فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط المقرر إقامته في عام 2025. يمثل هذا التكريم إضافة قيمة للسينما المصرية، لا سيما الأفلام التي تركز على القضايا الاجتماعية الهادفة. وقد جاء هذا العمل ثمرة جهود توثيق من قبل مؤسسة مصر الخير، وأخرجه المبدع مهند دياب، ليقدموا معاً رؤية فنية تلامس الواقع وتدعو للتأمل في قضايا مجتمعية محورية.

سياق الفيلم وأهميته المجتمعية
يتناول فيلم «حكاية أمل» موضوعات اجتماعية بعمق وحساسية، متجسداً في قالب وثائقي يسعى لتقديم رؤى جديدة حول التحديات والفرص داخل المجتمع. هذا النوع من السينما، المعروف بـ«السينما الاجتماعية الهادفة»، يعتمد على السرد القصصي الحقيقي ليعكس التجارب الإنسانية ويرفع مستوى الوعي بقضايا قد تكون مهملة أو تحتاج إلى تسليط الضوء. إن اختيار فيلم يحمل رسالة اجتماعية صريحة للحصول على جائزة بهذا الحجم، يؤكد على الأهمية المتزايدة للمحتوى الذي لا يكتفي بالترفيه بل يسعى أيضاً لإحداث تأثير إيجابي وبناء في الوعي العام.
تأتي مشاركة مؤسسة مصر الخير في عملية توثيق الفيلم لتسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في دعم وإثراء الحركة الفنية، وخاصة تلك الأعمال التي تتماشى مع أهداف التنمية المجتمعية. فالمؤسسات غير الربحية غالباً ما تكون الداعم الأساسي للمشاريع الإبداعية التي قد لا تتوافق مع الأجندات التجارية للإنتاج السينمائي التقليدي، وبالتالي توفر منصة للفنانين لتقديم أعمال تعالج قضايا حيوية وتصل برسائلهم إلى جمهور أوسع. هذا التعاون بين القطاع الخيري والصناعة السينمائية يعكس رؤية متكاملة لاستغلال قوة الفن كوسيلة للتغيير والتوعية.
مكانة مهرجان الإسكندرية السينمائي
يُعد مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط أحد الأعمدة الرئيسية للمشهد السينمائي الإقليمي، ويتمتع بتاريخ غني في دعم وتعزيز التبادل الثقافي بين بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. منذ تأسيسه، يعمل المهرجان كمنصة حيوية لعرض مجموعة واسعة من الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة، التي تعكس الثراء الثقافي والتنوع الإنساني لهذه المنطقة الفريدة. كما يوفر المهرجان فرصة للمواهب الجديدة للظهور، ويكرم الأعمال المتميزة التي تسهم في تطوير فن السينما.
إن فوز «حكاية أمل» بجائزة ضمن مسابقة مخصصة لأفلام دول البحر المتوسط يمنح الفيلم بعداً إقليمياً ودولياً، مما يزيد من فرص وصول رسالته إلى جمهور أوسع خارج مصر. هذا التقدير من مهرجان يحظى بمكانة دولية يعزز من سمعة الفيلم، ويبرز قدرات مخرجه ومؤسسة مصر الخير على الساحة الفنية، وقد يفتح أبواباً لعرض الفيلم في مهرجانات أخرى وتوزيعه بشكل أوسع.
الآثار المستقبلية والتشجيع على الإبداع الهادف
لا يقتصر فوز فيلم «حكاية أمل» على كونه تكريماً لجهد فني فحسب، بل يمثل أيضاً حافزاً ومثالاً يحتذى به للمزيد من الإنتاجات السينمائية التي تتناول القضايا الاجتماعية بعمق ومسؤولية. تشجع مثل هذه الجوائز المخرجين والمنتجين على الاستثمار في أعمال تحمل رسائل ذات معنى، وتؤكد على أن المزاوجة بين الجودة الفنية والرسالة المجتمعية يمكن أن تحقق نجاحاً باهراً. كما يسهم هذا الإنجاز في تسليط الضوء على قدرات المخرجين المصريين الشباب، ومنهم مهند دياب، ويدفعهم لتقديم أعمال أكثر ابتكاراً وتأثيراً.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن يلهم هذا النجاح مؤسسة مصر الخير وغيرها من المؤسسات الداعمة لمواصلة رعايتها للمشاريع الفنية التي تتوافق مع أهدافها التنموية. فالفن، خاصة السينما الوثائقية، يمتلك قوة فريدة في تشكيل الوعي الجمعي، وطرح حلول مبتكرة، وإبراز قصص ملهمة تستحق أن تُروى، مما يعزز من دور السينما كأداة فعالة للتنمية والتغيير الاجتماعي الشامل.





