في ذكرى العلاقات المصرية الكورية.. الرئيس الكوري الجنوبي يوجه كلمة مرتقبة من جامعة القاهرة
في خطوة تعكس عمق ومتانة العلاقات بين القاهرة وسول، من المقرر أن يلقي رئيس كوريا الجنوبية كلمة هامة في جامعة القاهرة، وذلك في إطار الاحتفال بذكرى تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويأتي هذا الحدث ليؤكد على الأهمية الاستراتيجية التي توليها الدولتان لتعزيز شراكتهما التي تمتد عبر عقود، وتشمل مجالات متنوعة من السياسة والاقتصاد إلى الثقافة والتكنولوجيا.

خلفية العلاقات الثنائية المتنامية
تعود العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية كوريا الجنوبية إلى عام 1995. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات تطوراً ملحوظاً، حيث تحولت من علاقات تجارية واقتصادية إلى شراكة استراتيجية أوسع. وقد تم تتويج هذا التطور خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سول في عام 2016، حيث تم الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى "الشراكة التعاونية الشاملة"، مما فتح آفاقاً جديدة للتعاون في مختلف القطاعات. وتعتبر كوريا الجنوبية مصر شريكاً محورياً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وبوابة رئيسية للأسواق في القارتين.
محاور التعاون الاستراتيجي ومستقبل الشراكة
ترتكز الشراكة المصرية الكورية على أسس قوية من التعاون المثمر، ومن المتوقع أن تتناول الكلمة الرئاسية عدداً من الملفات الحيوية التي تشكل مستقبل هذه العلاقة، ومن أبرزها:
- التعاون الاقتصادي والاستثماري: تعد الاستثمارات الكورية في مصر، خاصة في قطاعات الإلكترونيات والسيارات والبنية التحتية، ركيزة أساسية في العلاقات. وتولي سول اهتماماً كبيراً بالمشروعات القومية المصرية، وعلى رأسها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تمثل بيئة جاذبة للشركات الكورية الكبرى.
- الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا المتقدمة: شهد التعاون العسكري نقلة نوعية في السنوات الأخيرة، ويُعد توقيع عقد لتصنيع وتوريد مدافع الهاوتزر "K9" الكورية في مصر دليلاً على الثقة المتبادلة والعمق الاستراتيجي للشراكة في هذا المجال الحساس.
- الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة: يمثل التحول نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، مثل الهيدروجين الأخضر، مجالاً واعداً للتعاون المستقبلي، حيث يمتلك البلدان رؤى متقاربة حول أهمية مواجهة التغيرات المناخية والاستثمار في التكنولوجيا النظيفة.
- التبادل الثقافي والأكاديمي: يأتي اختيار جامعة القاهرة كمنبر للخطاب الرئاسي ليؤكد على أهمية البُعد الثقافي والتعليمي في العلاقات، والرغبة في تعزيز التواصل بين الشباب في البلدين، الذين يمثلون مستقبل هذه الشراكة.
أهمية الحدث ودلالاته
لا تقتصر أهمية هذه الكلمة على كونها حدثاً بروتوكولياً، بل تحمل دلالات سياسية واستراتيجية عميقة. فهي تمثل رسالة تأكيد على استمرارية وقوة التحالف بين البلدين في ظل التحديات الإقليمية والعالمية. كما أن إلقاء الخطاب من صرح أكاديمي عريق مثل جامعة القاهرة يوجه رسالة مباشرة إلى الأجيال الجديدة حول أهمية بناء جسور من التفاهم والتعاون العلمي والثقافي. ويأتي هذا الحدث ليعزز مكانة مصر كشريك موثوق به لكوريا الجنوبية في المنطقة، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون البنّاء والمشترك في السنوات القادمة.





