فيرون موسينغو أومبا يواجه اتهامات بخلق «ثقافة ترهيب» في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم
تُثار في الفترة الأخيرة اتهامات خطيرة ضد فيرون موسينغو أومبا، الأمين العام للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF)، حيث يتهمه عدد من الموظفين الحاليين والسابقين بخلق بيئة عمل تُشجع على الخوف والترهيب داخل مقر المنظمة. تشير هذه الاتهامات إلى أن أومبا يدير الاتحاد وكأنه ملكية شخصية، مما يُقوض مبادئ الشفافية والمساءلة الواجبة في هيئة رياضية بهذا الحجم والتأثير.

الخلفية والسياق
الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، المعروف اختصارًا بـ CAF، هو الهيئة الحاكمة لكرة القدم في قارة أفريقيا، ويضم 54 اتحادًا وطنيًا. يتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقرًا له، ويلعب دورًا حيويًا في تنظيم البطولات القارية الكبرى مثل كأس الأمم الأفريقية ودوري أبطال أفريقيا، فضلاً عن الإشراف على تطوير اللعبة في جميع أنحاء القارة. قرارات الاتحاد وتوجهاته تؤثر بشكل مباشر على مستقبل كرة القدم الأفريقية وعلى ملايين اللاعبين والمشجعين.
تولى فيرون موسينغو أومبا منصب الأمين العام لـ CAF في مارس 2021، قادمًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث شغل مناصب إدارية مختلفة. جاء تعيينه في إطار جهود أوسع لإصلاح الحوكمة داخل CAF بعد فترة من التحديات الإدارية والمالية. كانت التوقعات مرتفعة بأن يساهم أومبا في تعزيز الشفافية والاحترافية وإعادة الثقة في إدارة كرة القدم الأفريقية.
تفاصيل الاتهامات
وفقًا لتقارير متعددة وشهادات لموظفين، يدور جوهر الاتهامات حول ممارسات إدارية تُوصف بأنها قمعية وتفتقر إلى العدالة، مما أدى إلى جو من القلق وعدم الأمان الوظيفي. يصف الموظفون بيئة عمل تُقمع فيها الآراء المعارضة بشدة، مع وجود خوف دائم من الفصل التعسفي. وتتضمن تفاصيل المزاعم ما يلي:
- يُزعم أن القرارات المتعلقة بالتوظيف والفصل تتخذ بشكل تعسفي، وغالبًا ما تكون دون اتباع الإجراءات القانونية المنصوص عليها في لوائح الاتحاد الداخلية.
- تشير التقارير إلى حالات فصل موظفين لمجرد التعبير عن تحفظاتهم بشأن قرارات إدارية معينة أو قيامهم بالإبلاغ عن مخالفات يُعتقد أنها حدثت، وهو ما يتعارض مع مبادئ حماية المبلغين عن المخالفات.
- يُعاني الموظفون من انعدام الشفافية في العمليات اليومية للاتحاد، وضعف آليات المساءلة، مما يترك الباب مفتوحًا لسوء استخدام السلطة والنفوذ.
- أثر هذا المناخ بشكل سلبي على معنويات الموظفين وإنتاجيتهم، حيث يخشى الكثيرون التحدث علانية أو تقديم اقتراحات بناءة خوفًا من العواقب السلبية على مسيرتهم المهنية.
التداعيات وردود الفعل
تثير هذه الاتهامات تساؤلات جدية حول مدى فعالية الحوكمة الداخلية لـ CAF ومستقبل الإدارة الرياضية في أفريقيا. إن استمرار «ثقافة الترهيب» قد يؤدي إلى فقدان الكفاءات، ويعيق سير العمل بفعالية، ويُهدد سمعة الاتحاد ككل، مما يؤثر على قدرته على تحقيق أهدافه وتطلعاته الرياضية. على نطاق أوسع، قد تُضعف هذه المزاعم ثقة الاتحادات الوطنية الأعضاء، والجهات الراعية، والجمهور في نزاهة إدارة كرة القدم الأفريقية.
من المحتمل أن تدفع هذه التطورات الهيئات الدولية، مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إلى مراقبة الوضع عن كثب، وربما التدخل لضمان امتثال CAF لمعايير الحوكمة الدولية. حتى الآن، لم يصدر عن CAF تعليق تفصيلي ومباشر على جميع هذه الاتهامات، باستثناء بيانات عامة تؤكد التزام الاتحاد بمبادئ الحوكمة الرشيدة وبيئة العمل الإيجابية. ومع ذلك، فإن حجم وتفاصيل الشكاوى تشير إلى ضرورة إجراء تحقيق شامل ومستقل لمعالجة هذه المخاوف بشكل فعال وشفاف.
خاتمة
تستمر الاتهامات الموجهة ضد فيرون موسينغو أومبا بخلق بيئة عمل يُسيطر عليها الترهيب داخل CAF في إثارة القلق في الأوساط الرياضية الأفريقية والدولية. إن مستقبل الحوكمة والإدارة في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يعتمد بشكل كبير على كيفية التعامل مع هذه المزاعم، وضرورة استعادة ثقة الموظفين وأصحاب المصلحة من خلال تطبيق معايير الشفافية والمساءلة بشكل صارم لضمان بيئة عمل صحية ومنتجة.



