قضية الإسماعيلية: تجديد حبس والد المتهم بقتل وتقطيع جثة صديقه
في تطور قضائي جديد ضمن القضية التي هزت الرأي العام في مصر، قررت جهات التحقيق بمحافظة الإسماعيلية تجديد حبس والد المتهم الرئيسي في جريمة قتل صديقه وتقطيع جثته، وذلك لمدة 15 يومًا إضافية على ذمة التحقيقات الجارية. يأتي هذا الإجراء لاستكمال جمع الأدلة والتحريات حول دور الأب في مساعدة ابنه على إخفاء معالم الجريمة المروعة.

خلفية الجريمة وتفاصيلها المروعة
تعود وقائع القضية إلى أواخر عام 2023، حين تم العثور على أجزاء من جثة شاب يُدعى محمد السعيد ملقاة في أماكن متفرقة بالإسماعيلية. سرعان ما كثفت الأجهزة الأمنية تحرياتها لتتوصل إلى أن الجاني هو صديق المجني عليه المقرب، والذي يُعرف بلقب "كهربا". كشفت التحقيقات أن دافع الجريمة كان خلافات مالية بين الصديقين، حيث استدرج المتهم الضحية إلى منزله وقام بقتله.
لم تتوقف الجريمة عند القتل، بل أقدم المتهم على فصل رأس الضحية عن جسده وتقطيع الجثة إلى أجزاء باستخدام منشار كهربائي "صاروخ" في محاولة بشعة للتخلص منها وإخفاء هويتها. وقد اعترف المتهم الرئيسي تفصيليًا بارتكاب الواقعة، وأرشد المحققين عن الأماكن التي تخلص فيها من أجزاء الجثة، مما شكل صدمة كبيرة للمجتمع نظرًا لبشاعة الأسلوب والخيانة التي طالت علاقة الصداقة.
دور الأب في إخفاء معالم الجريمة
لم يكن المتهم الرئيسي يعمل بمفرده بعد ارتكاب الجريمة. فقد أظهرت اعترافاته وتحريات المباحث أن والده كان على علم بما فعله ابنه، وبدلاً من إبلاغ السلطات، قام بمساعدته في التخلص من الجثة. وجهت النيابة العامة لوالد المتهم تهمة الاشتراك في إخفاء معالم الجريمة ومساعدة الجاني على الفرار من العدالة. ووفقًا للتحقيقات، ساعد الأب ابنه في تعبئة أجزاء الجثة في أكياس ونقلها للتخلص منها في مناطق نائية ومصارف مائية بهدف تضليل أجهزة الأمن وتأخير كشف الحقيقة.
التطورات القضائية الأخيرة
يأتي قرار تجديد حبس الأب في إطار استمرار التحقيقات الموسعة التي تجريها النيابة العامة. يهدف هذا الإجراء إلى إتاحة المزيد من الوقت لمواجهة الأب بالأدلة الجديدة، بما في ذلك اعترافات ابنه التفصيلية، وتحليل بصماته التي قد تكون مرتبطة بأدوات الجريمة أو الأماكن التي تم فيها التخلص من الجثة. بينما يظل المتهم الرئيسي محبوسًا احتياطيًا بعد أن أقر بجريمته، فإن التحقيق مع والده يركز على تحديد مدى تورطه ومسؤوليته الجنائية بشكل دقيق قبل إحالة القضية بأكملها إلى محكمة الجنايات.
أهمية القضية وتداعياتها
اكتسبت هذه القضية اهتمامًا إعلاميًا واسعًا ليس فقط بسبب وحشية القتل والتمثيل بالجثة، ولكن أيضًا بسبب البعد العائلي المتمثل في تورط الأب. تسلط الواقعة الضوء على انهيار القيم الاجتماعية والأخلاقية التي قد تدفع شخصًا للتستر على جريمة قتل ارتكبها ابنه والمشاركة في إخفاء أدلتها. وينتظر الرأي العام مسار المحاكمة، متوقعًا صدور أحكام رادعة تتناسب مع فداحة الجرم الذي أودى بحياة شاب وأظهر جانبًا مظلمًا من العلاقات الإنسانية.





