تطورات قضائية: قرار جديد يخص والد المتهم في جريمة الإسماعيلية بعد اتهامه بالتستر
في تطور لافت ضمن تداعيات القضية التي هزت الرأي العام المصري، أصدرت السلطات القضائية قرارًا جديدًا بشأن والد المتهم الرئيسي في ما عُرف إعلاميًا بـ «جريمة الإسماعيلية». يأتي هذا القرار بعد أن واجه الأب تهمة التستر على ابنه ومساعدته على الاختباء عقب ارتكابه الجريمة، مما فتح مسارًا قضائيًا موازيًا للقضية الأساسية.

خلفية الجريمة المروعة
تعود وقائع القضية إلى نوفمبر 2021، حين شهدت مدينة الإسماعيلية المصرية حادثة بالغة العنف، حيث أقدم شخص يدعى عبد الرحمن نظمي، على قتل رجل وفصل رأسه عن جسده في وضح النهار وأمام المارة، في مشهد صادم وثقته مقاطع فيديو وانتشر على نطاق واسع. أثارت الجريمة حالة من الفزع والصدمة في جميع أنحاء البلاد، نظرًا لطبيعتها الوحشية ووقوعها في مكان عام، وسرعان ما ألقت قوات الأمن القبض على المتهم في غضون ساعات قليلة من ارتكاب فعلته.
مسار القضية الرئيسي ومصير المتهم
اتخذت الإجراءات القانونية ضد المتهم الرئيسي مسارًا سريعًا وحاسمًا. بعد القبض عليه، اعترف المتهم بارتكاب الجريمة، وأحالته النيابة العامة إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وخلال المحاكمة، استمعت المحكمة إلى شهود العيان وتقارير الطب الشرعي. وفي ديسمبر 2021، قضت المحكمة بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وهو إجراء متبع في قضايا الإعدام بمصر. لاحقًا، صدر الحكم النهائي بتأييد عقوبة الإعدام شنقًا، وتم تنفيذ الحكم في أبريل 2022، ليُسدل الستار على الفصل الرئيسي من القضية.
تفاصيل اتهام الأب والقرار القضائي الجديد
بموازاة محاكمة الابن، خضع والده للتحقيق بتهمة التستر والإخفاء. وجهت إليه النيابة تهمة مساعدة ابنه على الاختباء بعد ارتكاب الجريمة، مع علمه بما اقترفه. وبناءً على ذلك، تم حبس الأب احتياطيًا على ذمة التحقيقات، وتم تجديد حبسه لعدة فترات لاستكمال الإجراءات وجمع الأدلة. وقد شكلت هذه القضية الفرعية اهتمامًا إعلاميًا، حيث تساءل الكثيرون عن مدى تورط الأب وما إذا كان قد ساهم في محاولة إفلات ابنه من العدالة. وفي تطور قضائي مهم صدر في أوائل عام 2022، قررت جهة التحقيق إخلاء سبيل الأب بكفالة مالية. استند القرار إلى تقييم الأدلة المتاحة وظروف التحقيق، حيث رأت السلطة القضائية عدم وجود مبرر كافٍ لاستمرار حبسه احتياطيًا.
الأهمية والسياق القانوني
يكتسب قرار إخلاء سبيل الأب أهمية قانونية، حيث يفصل بين المسؤولية الجنائية للمتهم الأصلي والمسؤولية المحتملة لأحد أفراد أسرته. فبينما واجه الابن عقوبة الإعدام لارتكابه جريمة القتل، فإن تهمة الأب تندرج تحت قانون العقوبات فيما يتعلق بمساعدة الجاني بعد ارتكاب الجريمة. ويشير قرار إخلاء السبيل إلى أن الأدلة قد لا تكون كافية لإدانته بشكل قاطع أو أن استمرار حبسه لم يعد ضروريًا لمصلحة التحقيق. يسلط هذا التطور الضوء على استقلالية المسارات القضائية، حيث يتم التعامل مع كل متهم بناءً على الأفعال المنسوبة إليه بشكل فردي، بغض النظر عن بشاعة الجريمة الأصلية التي ارتكبها قريبه. وقد أنهى هذا القرار فصلًا مهمًا من تداعيات الحادث، مركزًا العدالة على مرتكب الجريمة الأساسي مع تطبيق الإجراءات القانونية المناسبة على الأطراف الأخرى ذات الصلة.





