قضية "طفل السوبر ماركت": إيداع المتهم بقتله في المهندسين مستشفى للأمراض النفسية
في تطور قضائي مهم، أمرت محكمة جنايات الجيزة بإيداع الرجل المتهم بقتل طفل داخل سوبر ماركت في منطقة المهندسين، والمعروفة إعلاميًا بقضية "طفل السوبر ماركت"، إحدى المصحات النفسية المتخصصة. جاء هذا القرار بناءً على تقرير طبي رسمي صدر عن مستشفى العباسية للصحة النفسية، والذي أكد أن المتهم يعاني من اضطراب نفسي حاد يجعله غير مسؤول عن أفعاله وقت ارتكاب الجريمة.

خلفية الحادثة المأساوية
تعود وقائع القضية إلى وقت سابق عندما شهدت منطقة المهندسين حادثًا صادمًا، حيث أقدم رجل في العقد الرابع من عمره على مهاجمة طفل يدعى زياد، يبلغ من العمر 12 عامًا، أثناء تواجده داخل محل تجاري. قام المهاجم بتسديد عدة طعنات للطفل بشكل مفاجئ وعشوائي باستخدام سلاح أبيض، مما أدى إلى وفاته على الفور. تمكن الأهالي والمتواجدون في محيط المكان من السيطرة على المتهم وتسليمه إلى قوات الأمن التي حضرت إلى موقع الجريمة.
مسار التحقيقات والتقييم الطبي
فور القبض على المتهم، باشرت النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة. وخلال الاستجوابات الأولية، لوحظ على المتهم سلوك غير متزن وأدلى بأقوال غير مترابطة، مما أثار الشكوك حول سلامة قواه العقلية. بناءً على ذلك، قررت النيابة إحالته إلى مستشفى العباسية للصحة النفسية والعصبية لإجراء فحص شامل وتقييم حالته النفسية والعقلية وتحديد مدى مسؤوليته الجنائية.
بعد فترة من الملاحظة والفحص من قبل لجنة طبية متخصصة، خلص التقرير النهائي للمستشفى إلى أن المتهم يعاني من مرض نفسي مزمن وشديد. وأوضح التقرير أن حالته المرضية أفقدته القدرة على الإدراك والتمييز بشكل كامل أثناء ارتكابه للجريمة، وبالتالي فهو يُعتبر فاقدًا للأهلية وغير مسؤول جنائيًا عن تصرفاته بموجب القانون.
القرار القضائي وتداعياته
استنادًا إلى التقرير الطبي النفسي، أصدرت محكمة الجنايات حكمها بإيداع المتهم في مستشفى الأمراض النفسية لتلقي العلاج اللازم تحت إشراف طبي، بدلًا من الحكم عليه بالسجن. ويعد هذا الإجراء تطبيقًا لنصوص القانون المصري الذي يعفي من العقوبة كل من يثبت أنه ارتكب جريمة وهو فاقد للشعور أو الاختيار بسبب اضطراب عقلي. وقد أثارت القضية جدلاً واسعًا في الرأي العام حول سبل التعامل مع المرضى النفسيين الذين قد يشكلون خطرًا على المجتمع، وأعادت تسليط الضوء على أهمية الرعاية الصحية النفسية والتدخل المبكر.





