قطر تشارك في الاجتماع الافتتاحي لوزراء الرياضة لدول حوار التعاون الآسيوي
شاركت دولة قطر، ممثلة بوفد رفيع المستوى، في الاجتماع الأول لوزراء الرياضة لدول حوار التعاون الآسيوي (ACD)، الذي استضافته مدينة سمارا الروسية. يأتي هذا الاجتماع التاريخي، الذي عُقد في يونيو 2017، ليمثل نقطة تحول في مساعي تعزيز التعاون الرياضي بين الدول الآسيوية، ويهدف إلى وضع أسس متينة لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود في مختلف المجالات الرياضية.

الخلفية وأهداف حوار التعاون الآسيوي
تأسس حوار التعاون الآسيوي (ACD) في عام 2002، بهدف توفير منتدى على مستوى القارة لتعزيز التعاون الآسيوي من خلال دمج مختلف المنظمات الإقليمية الآسيوية. يشمل الحوار حالياً أكثر من 30 دولة عضو، ويعمل على تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة في آسيا، وتطوير أجندة آسيوية مشتركة لمواجهة التحديات العالمية. ومن ضمن أولوياته المتعددة، مثل الطاقة، التمويل، الثقافة، والسياحة، يبرز قطاع الرياضة كركيزة أساسية لدعم التبادل الثقافي، تعزيز الصحة العامة، وتقوية الروابط بين الشعوب الآسيوية.
تكتسب هذه الاجتماعات الوزارية أهمية خاصة كونها توفر منصة رفيعة المستوى لصناع القرار لمناقشة التحديات والفرص في مجال الرياضة. بالنسبة لـ ACD، فإن تنظيم الاجتماع الأول لوزراء الرياضة يمثل خطوة استراتيجية نحو تفعيل التعاون في هذا القطاع الحيوي، وتأكيداً على الدور المحوري للرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز السلم والتفاهم الدولي.
مشاركة قطر الفاعلة ورؤيتها الرياضية
لطالما كانت دولة قطر رائدة في مجال الرياضة، سواء على صعيد الاستثمار في البنى التحتية الرياضية عالمية المستوى أو استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى. وقد عكس وفدها المشارك في اجتماع سمارا التزامها الراسخ بتعزيز التعاون الرياضي الإقليمي والدولي. تولي قطر اهتماماً خاصاً بالرياضة كأداة للتنمية البشرية، بناء المجتمع، وتعزيز صورتها على الساحة الدولية، وقد تجلى ذلك في استضافتها الناجحة لفعاليات كبرى مثل دورة الألعاب الآسيوية 2006 وكأس العالم FIFA قطر 2022™.
تهدف مشاركة قطر في مثل هذه المحافل إلى تبادل خبراتها الغنية في إدارة وتطوير المنشآت الرياضية، برامج اكتشاف وتطوير المواهب، وريادتها في مجال الطب الرياضي والأبحاث ذات الصلة. كما تسعى لتعزيز الشراكات التي تدعم جهودها في بناء مجتمع رياضي صحي ونشط، وفقاً لأهداف رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع التنمية البشرية والرياضية في صميم أولوياتها.
محاور النقاش وأبرز التوصيات
تناول الاجتماع الأول لوزراء الرياضة في سمارا جملة من القضايا المحورية التي تهم مستقبل الرياضة في آسيا. تركزت النقاشات على سبل تعزيز التعاون في مجالات مثل:
- تطوير رياضة الشباب: وضع برامج مشتركة لاكتشاف وتنمية المواهب الشابة، وتوفير بيئة محفزة لهم لممارسة الرياضة.
- مكافحة المنشطات: تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة استخدام المنشطات في الرياضة، وتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال الحيوي للحفاظ على نزاهة المنافسات.
- الترويج لنمط حياة صحي: إطلاق مبادرات مشتركة لتشجيع السكان على تبني أنماط حياة نشطة وصحية من خلال الرياضة والنشاط البدني.
- تطوير البنية التحتية الرياضية: تبادل أفضل الممارسات في تصميم وبناء وإدارة المنشآت الرياضية الحديثة والمستدامة.
- الاستفادة من الرياضة في التنمية: استكشاف كيف يمكن للرياضة أن تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الأعضاء.
وقد أثمرت المباحثات عن توافق على أهمية صياغة إطار عمل للتعاون المستقبلي، يرتكز على مبادئ الشفافية والتبادل المستمر، بهدف تحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات الرياضية الهائلة لدول القارة الآسيوية.
الأهمية والتطلعات المستقبلية
يمثل الاجتماع الأول لوزراء الرياضة لدول حوار التعاون الآسيوي علامة فارقة في مسيرة التعاون الآسيوي، مؤكداً على الاعتراف المتزايد بالدور الذي تلعبه الرياضة كقوة دافعة للتقارب والتنمية. من المتوقع أن تسهم نتائج هذا الاجتماع في وضع خطط عمل ملموسة لتعزيز التبادل الرياضي، تنظيم فعاليات مشتركة، وتوحيد المواقف في المحافل الرياضية الدولية.
تتطلع الدول الأعضاء، ومن بينها قطر، إلى مواصلة البناء على هذه الشراكة لإنشاء جبهة آسيوية موحدة في مجال الرياضة، قادرة على إحداث تأثير إيجابي على الصعيدين الإقليمي والعالمي. إن التزام هذه الدول بتعزيز التعاون الرياضي لا يعكس فقط الرغبة في التميز الرياضي، بل يؤكد أيضاً على الإيمان بالقدرة التحويلية للرياضة في بناء الجسور بين الثقافات والشعوب.





