كأس العالم للناشئين في قطر: نظرة على المواعيد المرتقبة ومشاركة المنتخب الوطني
أعلنت الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مؤخراً عن قرار تاريخي يضع دولة قطر في صدارة استضافة البطولات الكبرى للناشئين، وذلك بعد اختيارها لتكون المستضيف الدائم لبطولة كأس العالم تحت 17 عاماً (U-17 World Cup) لمدة خمس سنوات متتالية، بدءاً من عام 2025 وحتى 2029. يأتي هذا الإعلان ليؤكد على الثقة الكبيرة التي توليها الفيفا لقدرات قطر التنظيمية والبنية التحتية المتطورة، التي أثبتت جدارتها في استضافة أحداث رياضية عالمية ضخمة مثل كأس العالم للكبار 2022 وكأس آسيا 2023. هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تاريخ البطولة، حيث ستنتقل من نظام الاستضافة المتنقل كل عامين إلى نظام سنوي ومستقر في بلد واحد، مما يفتح آفاقاً جديدة لتطوير كرة القدم للشباب على مستوى العالم ويضع المنتخب الوطني للناشئين أمام فرصة ذهبية للاحتكاك الدولي المستمر.

خلفية القرار وتوجهات الفيفا الجديدة
يأتي قرار الفيفا بجعل كأس العالم للناشئين بطولة سنوية وتوسيعها لتشمل 48 منتخباً كجزء من استراتيجيتها الأوسع لتطوير كرة القدم الشبابية وتعزيز الفرص للمواهب الناشئة حول العالم. كان الهدف من هذه التغييرات هو توفير منصة تنافسية أكبر وأكثر انتظاماً للاعبين في هذه الفئة العمرية الحاسمة. وقد لاحظت الفيفا أن الاستضافة المتنقلة كل عامين كانت تتطلب جهوداً تنظيمية متكررة وتحديات لوجستية. لذا، فإن اختيار مستضيف واحد لخمس نسخ متتالية يهدف إلى تبسيط العملية التنظيمية، وتوحيد معايير الاستضافة، وضمان الاستمرارية، مما يسمح بتركيز أكبر على الجوانب الفنية والتطويرية للبطولة. وقد وقع الاختيار على قطر بفضل سجلها الحافل في تنظيم الفعاليات الكبرى وكفاءة مرافقها الرياضية والتدريبية عالمية المستوى، بالإضافة إلى قدرتها على توفير بيئة مثالية للبطولة.
تطورات حديثة وتأثيرها على البطولة والمنتخبات
تفصيلاً للإعلان، أكدت الفيفا أن بطولة كأس العالم تحت 17 عاماً للرجال ستُقام في قطر سنوياً من عام 2025 إلى 2029، فيما ستستضيف المغرب بطولة السيدات تحت 17 عاماً للفترة ذاتها. هذا التخصيص الطويل الأمد يعكس رؤية الفيفا في بناء شراكات استراتيجية مع الدول القادرة على توفير أفضل الظروف. بالنسبة للمنتخبات المشاركة، فإن تحويل البطولة إلى حدث سنوي وتوسيع عدد الفرق يعني المزيد من الفرص للمشاركة والتنافس على أعلى المستويات. سيتطلب هذا من الاتحادات الوطنية تعديل برامجها الإعدادية والتطويرية لضمان جاهزية منتخبات الناشئين للمشاركة المتكررة. وبالنسبة للمنتخب القطري للناشئين، فمن المتوقع أن يحصل على مقعد مؤهل تلقائياً كبلد مضيف، مما يمثل حافزاً كبيراً للاستثمار في برامج اكتشاف المواهب وتدريبها لضمان الظهور بمستوى مشرف أمام جماهيره وعلى الساحة العالمية.
المواعيد المرتقبة للمباريات واستعدادات قطر
على الرغم من عدم الإعلان عن المواعيد الدقيقة للمباريات وجداولها التفصيلية لكل نسخة من النسخ الخمس، إلا أن الفيفا عادةً ما تختار فترات معينة لإقامة بطولات الشباب، غالباً ما تكون في أواخر الصيف أو أوائل الخريف لتجنب تضارب المواعيد مع الدوريات الكبرى أو لضمان ظروف جوية مناسبة. ومن المتوقع أن تُعلن التفاصيل الكاملة لمواعيد المباريات والنظام العام للبطولة في وقت لاحق، بعد الانتهاء من التخطيط اللوجستي والفني. تستعد قطر لاستضافة هذه البطولات عبر تجهيز ملاعبها العالمية التي استُخدمت في كأس العالم 2022، بالإضافة إلى توفير مجموعة واسعة من ملاعب التدريب ومرافق الإقامة ذات المعايير الدولية. كما ستشمل الاستعدادات التركيز على الجوانب التنظيمية، مثل النقل والأمن والخدمات اللوجستية، لضمان تجربة سلسة وممتعة للمنتخبات والجماهير على حد سواء.
الأثر المستقبلي والتطلعات
إن استضافة قطر لكأس العالم للناشئين سنوياً على مدار خمس سنوات سيترك إرثاً كبيراً على المستويين المحلي والدولي. محلياً، ستعزز هذه الاستضافة من مكانة قطر كمركز رياضي عالمي وتساهم في تطوير كرة القدم المحلية، خاصة في فئة الشباب. ستوفر فرصة فريدة للمواهب القطرية للنمو والتعرض لأجواء المنافسة الدولية بشكل منتظم، مما قد يسهم في بناء جيل جديد من اللاعبين القادرين على تمثيل المنتخب الأول. على الصعيد الدولي، ستوفر البطولة منصة مستقرة وفعالة للمواهب الشابة من جميع أنحاء العالم لعرض مهاراتهم واكتساب الخبرة. كما يُتوقع أن يكون لهذه الاستضافة تأثير إيجابي على قطاع السياحة والاقتصاد في قطر، حيث ستجذب البطولة آلاف الزوار من عائلات اللاعبين والمشجعين والمسؤولين سنوياً. هذه الشراكة طويلة الأمد بين الفيفا وقطر تؤكد على التزام الطرفين بالارتقاء بكرة القدم الشبابية وتعزيز قيمها العالمية.





