مصر تصنع التاريخ وتتوج بكأس العالم لكرة اليد للناشئين لأول مرة
في إنجاز تاريخي للرياضة المصرية والعربية، تمكن منتخب مصر للناشئين لكرة اليد من الفوز بلقب بطولة العالم تحت 19 عامًا، التي أقيمت في مقدونيا الشمالية. جاء هذا التتويج المستحق يوم 18 أغسطس 2019، بعد أداء بطولي في المباراة النهائية التي جمعت بين "الفراعنة الصغار" والمنتخب الألماني القوي، وانتهت بنتيجة 32-28 لصالح مصر. وبذلك، أصبحت مصر أول دولة غير أوروبية في التاريخ تفوز بهذا اللقب المرموق.

خلفية البطولة والإنجاز التاريخي
قبل نسخة عام 2019، كانت السيطرة الأوروبية مطلقة على بطولة العالم للناشئين لكرة اليد منذ انطلاقها. فازت منتخبات مثل الدنمارك وفرنسا وكرواتيا بالنسخ السابقة، مما جعل فوز أي فريق من خارج القارة الأوروبية أمرًا يبدو بعيد المنال. لكن المنتخب المصري دخل البطولة بطموحات كبيرة، معتمدًا على جيل موهوب من اللاعبين الذين أظهروا إمكانات عالية في البطولات القارية. وكان هذا الفوز بمثابة تتويج لسنوات من العمل على مستوى قطاعات الناشئين في كرة اليد المصرية.
مشوار المنتخب المصري نحو النهائي
قدم منتخب مصر أداءً استثنائيًا طوال مراحل البطولة، حيث تصدر مجموعته في الدور التمهيدي دون أي هزيمة. تميز أداء الفريق بالصلابة الدفاعية والسرعة في الهجوم المنظم، مما مكنه من التغلب على منافسين أقوياء في الأدوار الإقصائية. كان الطريق إلى النهائي محفوفًا بالتحديات، حيث واجه الفريق منتخبات أوروبية عريقة وأظهر تفوقًا واضحًا. من أبرز المحطات في مشوار الفريق نحو اللقب:
- التغلب على منتخب سلوفينيا في دور الـ16.
 - الفوز على منتخب أيسلندا في الدور ربع النهائي.
 - تحقيق انتصار حاسم على منتخب البرتغال في نصف نهائي مثير، مما ضمن للفريق مقعدًا في المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه.
 
تفاصيل المباراة النهائية الحاسمة
كانت المواجهة النهائية ضد المنتخب الألماني، المعروف بقوته وتنظيمه، بمثابة الاختبار الأكبر للمنتخب المصري. بدأت المباراة بحماس كبير من كلا الفريقين، وشهدت تنافسًا شديدًا في الدقائق الأولى. إلا أن المنتخب المصري، بقيادة مدربه مجدي أبو المجد، نجح في فرض إيقاعه تدريجيًا بفضل دفاعه القوي وهجماته السريعة. تألق في المباراة عدد من النجوم المصريين، وعلى رأسهم حارس المرمى عبد الرحمن حميد، الذي قدم أداءً لافتًا وحصل لاحقًا على جائزة أفضل حارس في البطولة، بالإضافة إلى اللاعب حسن وليد أحمد، الذي كان هداف الفريق وأحد أبرز لاعبيه. تمكن الفراعنة من إنهاء الشوط الأول متقدمين، وواصلوا سيطرتهم في الشوط الثاني ليحسموا المباراة لصالحهم بفارق أربعة أهداف.
أهمية الفوز وتأثيره
لم يكن الفوز بلقب كأس العالم مجرد إنجاز رياضي، بل كان حدثًا ذا أبعاد وطنية وإقليمية. فقد أشعل الفوز فرحة عارمة في الشارع المصري، وأصبح مصدر إلهام لآلاف الشباب. على الصعيد الدولي، وضع هذا الإنجاز كرة اليد المصرية على الخريطة العالمية كقوة لا يستهان بها، وأثبت قدرة المواهب الأفريقية على منافسة القوى التقليدية في اللعبة. كما عزز الفوز من سمعة برامج تطوير الناشئين في مصر، والتي أثبتت فعاليتها في إعداد جيل قادر على تحقيق إنجازات عالمية.





