مصر تتوج بكأس العالم لكرة اليد للناشئين بعد فوز تاريخي على ألمانيا
في إنجاز رياضي لافت، حقق منتخب مصر للناشئين لكرة اليد فوزًا تاريخيًا على نظيره الألماني في المباراة النهائية لبطولة العالم التي أقيمت في مقدونيا الشمالية. هذا التتويج، الذي جاء في 18 أغسطس 2019، لم يكن مجرد فوز في مباراة، بل كان بمثابة علامة فارقة في تاريخ كرة اليد المصرية والإفريقية، حيث كسر هيمنة المنتخبات الأوروبية على اللقب لأول مرة.

خلفية البطولة ومسار المنتخبين
دخل المنتخب المصري البطولة كثامن بطولة عالم للناشئين تحت 19 عامًا، وقدّم أداءً استثنائيًا منذ بداية مشواره. تمكن الفريق، تحت قيادة المدير الفني مجدي أبو المجد، من تصدر مجموعته في الدور الأول، ليشق طريقه بثبات خلال الأدوار الإقصائية. كانت أبرز محطات الفريق هي الفوز على منتخبات قوية، وصولًا إلى مواجهة البرتغال في نصف النهائي، والتي حسمها الفراعنة الصغار لصالحهم ليضمنوا مقعدًا في المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخهم.
على الجانب الآخر، وصل المنتخب الألماني، المعروف بقوته وصلابته في عالم كرة اليد، إلى النهائي كأحد أبرز المرشحين للقب، بفضل تاريخه الحافل بالإنجازات واللاعبين المميزين، مما جعل المواجهة النهائية صراعًا بين طموح مصري متجدد وخبرة ألمانية عريقة.
تفاصيل المواجهة النهائية
جرت المباراة النهائية في أجواء حماسية، حيث تبادل الفريقان السيطرة في بداية اللقاء. إلا أن المنتخب المصري فرض إيقاعه تدريجيًا بفضل دفاعه المنظم وهجماته السريعة والفعالة. تألق في صفوف المنتخب المصري جيل من اللاعبين الموهوبين، على رأسهم أحمد هشام "دودو" الذي نال لقب أفضل لاعب في البطولة، والهداف حسن وليد قداح.
انتهت المباراة بفوز مستحق للمنتخب المصري بنتيجة 32-28، ليعلن عن نفسه بطلًا للعالم عن جدارة واستحقاق. وقد عكس الأداء البطولي للفريق روحًا قتالية عالية وانضباطًا تكتيكيًا لافتًا، مما كان له الأثر الأكبر في حسم اللقب.
أهمية الإنجاز وتأثيره
يكمن الأثر الأكبر لهذا الفوز في كونه أول لقب عالمي في هذه الفئة العمرية لمنتخب من خارج القارة الأوروبية. هذا الإنجاز لم يضع مصر على قمة كرة اليد العالمية للناشئين فحسب، بل أرسل رسالة قوية حول تطور اللعبة في إفريقيا والقدرة على منافسة القوى التقليدية. وقد وصف الكثير من المحللين هذا الجيل من اللاعبين بـ "الجيل الذهبي"، حيث شكّل العديد منهم لاحقًا نواة المنتخب الأول الذي واصل تحقيق نتائج مميزة على الساحة الدولية.
أصداء الفوز
عقب المباراة، عمت الاحتفالات الشارع المصري، واستقبل المنتخب استقبال الأبطال لدى عودته إلى القاهرة. حظي الفريق بإشادة واسعة من المسؤولين والجماهير ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، التي وصفت الفوز بأنه لحظة فخر وطني وإلهام للشباب في مختلف المجالات الرياضية. يبقى هذا التتويج محفورًا في ذاكرة الرياضة المصرية كأحد أبرز إنجازاتها على الإطلاق.





