قيادة كونسيساو لا تغير واقع الاتحاد: سلسلة من النتائج المخيبة تفاقم أزمة الفريق
يواجه نادي الاتحاد فترة حرجة مع استمرار تراجع نتائجه في بطولة الدوري السعودي للمحترفين، حيث فشل الفريق في تحقيق الانطلاقة المأمولة تحت قيادة مدربه الجديد، البرتغالي سيرجيو كونسيساو. فبعد سلسلة من التعثرات الأخيرة، تجددت حالة الإحباط لدى جماهير النادي التي كانت تعلق آمالاً كبيرة على المدرب الجديد لإنقاذ موسم الفريق وتصحيح مساره، إلا أن الأداء والنتائج لم تعكس أي تغيير جذري حتى الآن، مما وضع مستقبل الفريق في مهب الريح.

خلفية الأزمة والتوقعات المبدئية
تولى سيرجيو كونسيساو قيادة الجهاز الفني لنادي الاتحاد خلفًا للمدرب الأرجنتيني مارسيلو غاياردو، الذي رحل بعد موسم مخيب للآمال شهد تراجعًا كبيرًا في مستوى الفريق وابتعاده عن المنافسة على الألقاب. جاء التعاقد مع كونسيساو، الذي يمتلك سيرة ذاتية قوية مع نادي بورتو البرتغالي، كخطوة تصحيحية تهدف إلى إعادة الانضباط التكتيكي والروح القتالية للفريق. وقد استبشرت الأوساط الرياضية بهذا التغيير، وتوقعت أن ينجح المدرب البرتغالي في إعادة ترتيب الأوراق سريعًا، مستفيدًا من فترة الإعداد للموسم الجديد وقدرته على فرض أسلوبه الصارم.
استمرار نزيف النقاط تحت القيادة الجديدة
على الرغم من التوقعات الإيجابية، لم تكن بداية كونسيساو مع الفريق مثالية. ففي المباريات الأخيرة التي خاضها الاتحاد خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2024، واصل الفريق مسلسل إهدار النقاط أمام فرق كانت في متناول اليد، مما أفقده فرصة ثمينة للتقدم في جدول الترتيب والاقتراب من مراكز الصدارة. ويمكن تلخيص أبرز النتائج الأخيرة في النقاط التالية:
- التعادل مع فرق منتصف الترتيب في مباريات كان من المفترض أن يحسمها لصالحه.
 - صعوبة في تحقيق الفوز على أرضه وبين جماهيره، وهو ما كان يشكل نقطة قوة للفريق في المواسم السابقة.
 - ظهور الفريق بأداء باهت يفتقر للحلول الهجومية والصلابة الدفاعية، وهو ما يتعارض مع الأسلوب المعروف عن مدربه.
 
هذه النتائج لم تؤثر فقط على موقع الفريق في جدول الدوري، بل زادت من الضغوطات على اللاعبين والجهاز الفني، وجعلت كل مباراة قادمة بمثابة اختبار حقيقي لقدرة كونسيساو على إحداث الفارق.
تحليل المشكلات الفنية المتكررة
يكشف الأداء الأخير للاتحاد عن استمرار بعض المشكلات الفنية التي عانى منها الفريق في الموسم الماضي، والتي لم ينجح المدرب الجديد في إيجاد حلول جذرية لها بعد. أبرز هذه المشكلات يتمثل في الضعف الواضح في المنظومة الدفاعية، حيث لا يزال الفريق يستقبل أهدافًا سهلة نتيجة أخطاء فردية أو سوء في التنظيم. على الصعيد الهجومي، ورغم وجود أسماء لامعة، يعاني الفريق من بطء في بناء الهجمات وغياب الفعالية أمام المرمى، مع اعتماد مفرط على الحلول الفردية بدلاً من اللعب الجماعي المنظم. يرى محللون أن الفريق بحاجة إلى مزيد من الوقت للتأقلم مع فكر كونسيساو التكتيكي، إلا أن ضغط المباريات والمنافسة الشديدة في الدوري لا يمنحان الفريق ترف إهدار المزيد من النقاط.
التأثير على مستقبل النادي وموقف الإدارة
إن استمرار التعثرات يهدد طموحات نادي الاتحاد لهذا الموسم بشكل كبير، حيث بدأ الفارق يتسع مع فرق الصدارة، مما يجعل مهمة المنافسة على اللقب أكثر صعوبة. كما أن حالة عدم الاستقرار الفني تؤثر سلبًا على معنويات اللاعبين وثقة الجماهير. وفي ظل هذا الوضع، تتجه الأنظار نحو إدارة النادي والجهاز الفني لاتخاذ خطوات عاجلة لتصحيح المسار قبل فوات الأوان. ستكون الفترة المقبلة حاسمة بالنسبة لكونسيساو لإثبات قدرته على تغيير الواقع، وإلا فإن الضغوطات قد تتصاعد لتصل إلى مستويات غير مسبوقة.





