كريستال بالاس يعمق عقدة اللاعبين المصريين في إنجلترا: من محمد صلاح إلى عمر مرموش
عادت الأضواء لتسلط على فريق كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليس فقط لأدائه في المباريات، بل لتأكيده المستمر على كونه خصماً عنيداً، بل «عقدة» لعدد من اللاعبين المصريين البارزين في الملاعب الإنجليزية. وقد تجدد هذا الحديث بقوة مؤخراً عقب مباراة أقيمت مساء الأربعاء الموافق 17 يناير 2024، حيث تمكن كريستال بالاس من تحقيق فوز كبير على ليفربول بثلاثة أهداف نظيفة في مواجهة ضمن منافسات الدور الرابع من بطولة كأس الرابطة الإنجليزية، والتي جرت على أرضية ملعب «أنفيلد» الشهير. هذا الفوز لم يكن مجرد انتصار عادي، بل اعتبره الكثيرون تكريساً لهذه «العقدة» التاريخية التي يبدو أنها تطارد النجوم المصريين، وفي مقدمتهم نجم ليفربول محمد صلاح، والتي يُنظر إليها الآن بأنها تمتد لتشمل اللاعب الشاب عمر مرموش.
الخلفية التاريخية للعقدة
لطالما اشتهر كريستال بالاس بكونه فريقاً لا يستهان به، قادراً على إحداث المفاجآت، خاصة ضد الفرق الكبرى. تعود جذور هذه «العقدة» المصرية جزئياً إلى المواجهات المتكررة التي خاضها اللاعبون المصريون ضد الفريق اللندني. وبالنسبة لـمحمد صلاح، فإن مسيرته مع ليفربول شهدت بعض المباريات الصعبة وغير المتوقعة أمام كريستال بالاس، حيث لم يكن دائماً قادراً على تحقيق النتائج المرجوة أو تقديم أفضل مستوياته، مما رسخ فكرة أن بالاس يمثل تحدياً خاصاً له. ورغم أن صلاح سجل أهدافاً في مرمى بالاس، إلا أن النتائج الجماعية لليفربول في بعض تلك المواجهات لم تكن دائماً في صالحهم، مما أضفى طابعاً من الصعوبة على لقاءاتهم.
الحديث عن عمر مرموش في سياق هذه «العقدة» قد يبدو أوسع نطاقاً. فبينما لم يكن مرموش جزءاً من تشكيلة ليفربول في المباراة الأخيرة، فإن ذكره في هذا السياق يشير إلى اتجاه عام بأن كريستال بالاس يمثل تحدياً للاعبين المصريين بشكل عام، سواء في المواجهات المباشرة أو من خلال الأداء الذي يظهر به الفريق والذي قد يؤثر على مسارات الأندية التي تضم هؤلاء اللاعبين. يعكس ذلك الإدراك بأن قوة بالاس الدفاعية وقدرته على استغلال الفرص يمكن أن تكون عقبة أمام أي مهاجم موهوب، مصرياً كان أو غير ذلك، مما يجعل الفريق خصماً لا يستهان به في الدوري الإنجليزي.
المباراة الأخيرة وتأثيرها المباشر
المباراة التي أقيمت مساء الأربعاء بين ليفربول وكريستال بالاس في كأس الرابطة الإنجليزية كانت بمثابة تأكيد جديد لهذه الظاهرة. تفوق بالاس بثلاثية نظيفة على «الريدز» في عقر دارهم «أنفيلد» كان صدمة للعديد من الجماهير والمحللين. هذا الأداء القوي من كريستال بالاس، وخاصة الأداء الدفاعي المنظم والفعالية الهجومية، أظهر قدرة الفريق على إيقاف الفرق الكبرى وتحييد نجومها. ورغم غياب محمد صلاح عن التشكيلة الأساسية في هذه المباراة تحديداً، إلا أن الهزيمة الثقيلة لليفربول في غيابه، وبالشكل الذي حدث، أضافت فصلاً جديداً لهذه «العقدة». بالنسبة لصلاح، فإن هذا النمط من الهزائم أمام بالاس، سواء شارك أم لا، يعزز الصورة الذهنية للفريق كخصم غير مريح.
تحليل الأسباب المحتملة
يمكن أن تعزى هذه الظاهرة إلى عدة عوامل تكتيكية وفنية يتميز بها كريستال بالاس:
- التنظيم الدفاعي: يشتهر كريستال بالاس بتنظيمه الدفاعي المحكم وقدرته على إغلاق المساحات أمام لاعبي الخصم، مما يصعب مهمة المهاجمين البارزين مثل محمد صلاح في إيجاد الثغرات.
- الضغط العالي: يطبق الفريق أحياناً ضغطاً عالياً وفعالاً في منتصف الملعب، مما يقطع الإمدادات عن صانعي اللعب ويحد من خطورة الهجمات المنافسة.
- التحولات السريعة: يعتمد بالاس بشكل كبير على الهجمات المرتدة السريعة والفعالة، مستغلاً الأخطاء والتمركزات الخاطئة للمنافسين، وهو ما كان واضحاً في أهدافهم الثلاثة ضد ليفربول.
- الروح القتالية: يتمتع لاعبو كريستال بالاس بروح قتالية عالية وإصرار على أرض الملعب، مما يجعلهم خصماً صعب المراس لا يستسلم بسهولة.
التداعيات والآفاق المستقبلية
الهزيمة أمام كريستال بالاس، خاصة بهذه النتيجة وفي كأس الرابطة، قد يكون لها تداعيات نفسية على لاعبي ليفربول وقد تؤثر على معنوياتهم في المراحل المقبلة من الموسم. بالنسبة لـمحمد صلاح، فإن استمرار هذا النمط من النتائج السلبية ضد بالاس، حتى لو لم يكن مشاركاً بشكل مباشر في كل مباراة، يضيف ضغطاً إضافياً عليه لإثبات قدرته على تجاوز هذه «العقدة» في اللقاءات المستقبلية. أما بالنسبة لـعمر مرموش وغيره من اللاعبين المصريين المحتملين في الدوري الإنجليزي، فإن هذه النتائج تعزز فكرة أن مواجهة كريستال بالاس تتطلب استعداداً خاصاً وتكتيكاً محكماً لتجاوز صعوبته. يبقى السؤال مطروحاً: هل سيتمكن اللاعبون المصريون من فك هذه «العقدة» في المواجهات القادمة، أم أن كريستال بالاس سيظل شوكة في حلقهم؟





