محمد صلاح يكسر الأرقام القياسية في مواجهة ريال مدريد بدوري الأبطال
في ليلة أوروبية وصفت بالصعبة على نادي ليفربول الإنجليزي، نجح نجمه المصري محمد صلاح في تسجيل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي والبطولة، وذلك خلال مباراة ذهاب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2022-2023. على الرغم من الهزيمة الثقيلة التي مني بها فريقه أمام ريال مدريد في فبراير 2023، إلا أن صلاح تمكن من تحقيق إنجازات فردية لافتة، مؤكداً مكانته كأحد أبرز اللاعبين في تاريخ الريدز.

أرقام تاريخية في ليلة للنسيان
كان أبرز إنجازات صلاح في تلك المباراة تحطيمه للرقم القياسي المسجل باسم أسطورة النادي ستيفن جيرارد. فبهدفه في شباك الحارس تيبو كورتوا، رفع صلاح رصيده إلى 42 هدفًا في المسابقات الأوروبية بقميص ليفربول، متجاوزًا بذلك رقم جيرارد البالغ 41 هدفًا. هذا الرقم جعله الهداف التاريخي للنادي على المستوى القاري، وهو إنجاز يبرز مدى تأثيره الهجومي منذ انضمامه للفريق في عام 2017.
لم يتوقف إنجاز صلاح عند هذا الحد، بل نجح في معادلة رقم قياسي آخر على المستوى الأفريقي. حيث وصل بهدفه إلى 44 هدفًا في تاريخ مشاركاته ببطولة دوري أبطال أوروبا (مع بازل وروما وليفربول)، ليعادل بذلك رقم المهاجم الإيفواري ديدييه دروجبا، ويصبح الهداف الأفريقي التاريخي للبطولة مناصفة معه. كما عزز صلاح مكانته كأفضل صانع ألعاب في تاريخ ليفربول بالبطولة الأوروبية، بعد أن قدم تمريرة حاسمة لزميله داروين نونيز في الهدف الأول.
سياق المباراة والأداء الفردي
جاءت هذه الأرقام القياسية في مباراة مثيرة ومليئة بالتحولات أقيمت على ملعب "أنفيلد". بدأ ليفربول المباراة بقوة وتمكن من التقدم بهدفين نظيفين في أول 14 دقيقة، حيث صنع صلاح الهدف الأول لنونيز بطريقة فنية، قبل أن يستغل خطأ فادحًا من حارس ريال مدريد ويسجل الهدف الثاني. بدا أن ليفربول في طريقه لتحقيق انتصار مهم، لكن الفريق الإسباني أظهر شخصيته القوية وقلب الطاولة بشكل دراماتيكي، لينتهي اللقاء بفوز تاريخي لريال مدريد بنتيجة 5-2.
على الرغم من النتيجة النهائية المحبطة لجماهير ليفربول، كان أداء صلاح الفردي نقطة مضيئة، حيث شكل خطورة دائمة على دفاعات الخصم وساهم بشكل مباشر في هدفي فريقه. وقد أبرزت هذه المباراة قدرة صلاح على التألق وترك بصمته حتى في أصعب الظروف وأمام أقوى المنافسين الأوروبيين.
أهمية الإنجاز وتأكيد المكانة التاريخية
تكمن أهمية هذه الأرقام في أنها تعزز من إرث محمد صلاح كأسطورة حقيقية في نادي ليفربول وأحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم الأفريقية. إن تحطيم رقم قياسي صمد لسنوات طويلة باسم لاعب بحجم ستيفن جيرارد، يؤكد على التأثير الاستثنائي الذي أحدثه المهاجم المصري في النادي. كما أن منافسته على لقب الهداف التاريخي الأفريقي في أرقى بطولة للأندية الأوروبية يضعه في مصاف الكبار على مستوى القارة والعالم. هذه الإنجازات الفردية، التي تحققت في ليلة شهدت تراجعًا جماعيًا للفريق، تبرهن على ثبات مستواه وقدرته على صناعة الفارق بشكل مستمر.





