كهربا والقادسية الكويتي: كواليس قرار الرحيل المحتمل من الدوري
تنتظر الساحة الكروية الكويتية والمصرية على حد سواء، حسم مصير اللاعب الدولي المصري محمود عبد المنعم "كهربا"، مهاجم نادي القادسية الكويتي، في ظل تزايد الأنباء حول احتمالية رحيله عن صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية المرتقبة. يأتي هذا الترقب في أعقاب التقييم المستمر لأداء اللاعب من قبل الجهاز الفني بقيادة المدرب التونسي نبيل معلول، الذي تُناط به مهمة اتخاذ القرار النهائي بشأن استمراره أو عدمه.

الخلفية: انضمام كهربا للقادسية
وصل محمود كهربا إلى نادي القادسية الكويتي في أكتوبر من عام 2018، قادماً على سبيل الإعارة من نادي الزمالك المصري. كان انضمامه للكتيبة الصفراء يمثل خطوة مهمة للفريق الكويتي الطامح لتعزيز قوته الهجومية بلاعب يمتلك خبرة دولية ومهارات فردية عالية، سبق له التألق في الدوري المصري والمشاركة مع المنتخب الوطني. استقبلت الجماهير القدساوية اللاعب بحفاوة بالغة، وعُلقت عليه آمال كبيرة لتحقيق الإضافة المرجوة وقيادة خط هجوم الفريق نحو الألقاب، خاصة في ظل المنافسة الشرسة في الدوري الكويتي الممتاز والبطولات المحلية الأخرى. خلال الفترة الأولى، حاول كهربا التكيف مع الأجواء الجديدة وأسلوب اللعب المختلف، مقدماً لمحات من مهاراته ولكن دون أن يصل إلى مستوى التأثير الحاسم الذي كان متوقعاً منه باستمرار.
تطورات الأداء وموقف المدير الفني
مع مرور الوقت وتوالي المباريات، تباين أداء كهربا مع القادسية، حيث لم يتمكن من فرض إيقاعه الثابت أو تحقيق الفعالية الهجومية المتوقعة منه في كل المواجهات. هذا التذبذب في المستوى دفع المدرب نبيل معلول إلى إعادة النظر في تركيبة الفريق وخياراته الهجومية. يُعرف معلول بمنهجيته التدريبية الصارمة وحرصه على الانضباط التكتيكي والالتزام البدني من جميع لاعبيه، وهو ما جعله يدقق في أداء كل فرد، بمن فيهم اللاعبون المحترفون.
دخل كهربا في دائرة التقييم الشامل من قبل الجهاز الفني، حيث شملت الاعتبارات الجوانب الفنية والبدنية ومدى قدرته على الانسجام مع خطط المدرب. تضمنت النقاشات داخل الجهاز الفني والإدارة الرياضية عدة عوامل حاسمة كان لها أثر في ترجيح كفة رحيل اللاعب:
- المردود الفني والتهديفي: هل كانت الأهداف والتمريرات الحاسمة التي قدمها كهربا كافية لتبرير مكانته كلاعب أجنبي؟
- الانسجام التكتيكي: مدى قدرة اللاعب على تطبيق تعليمات المدرب والتناغم مع بقية زملائه في مختلف المواقع الهجومية.
- الالتزام البدني: مستوى جاهزيته البدنية وقدرته على خوض المباريات بوتيرة عالية على مدار الموسم.
- قائمة المحترفين الأجانب: الأندية الكويتية تلتزم بعدد معين من اللاعبين الأجانب، وأي قرار بشأن كهربا سيؤثر على سياسة النادي في استقدام لاعبين آخرين لتعزيز المراكز التي يرى المدرب أنها بحاجة للدعم.
وبناءً على هذه المعطيات، بدأت المؤشرات تتجه نحو احتمالية عدم استمرار كهربا مع القادسية، وفتح الباب أمامه للبحث عن وجهة جديدة في سوق الانتقالات الشتوية.
الأبعاد المحتملة للقرار
يُعد قرار مصير كهربا حاسماً ليس فقط لمستقبله الكروي، بل أيضاً لتخطيط نادي القادسية الرياضي.
- في حال الاستمرار: إذا قرر معلول الإبقاء على كهربا، فهذا يعني منح اللاعب فرصة جديدة لإثبات قدراته والتأكيد على ثقة الجهاز الفني. سيتطلب ذلك من كهربا بذل جهود مضاعفة لتحسين مستواه والاندماج بشكل أفضل ضمن المنظومة التكتيكية للفريق، وقد يمثل ذلك دفعة معنوية كبيرة له وللفريق في الشطر الثاني من الموسم.
- في حال الرحيل: إذا تقرر رحيل اللاعب، فإن ذلك سيفتح الباب أمام القادسية للبحث عن بديل آخر قادر على تقديم الإضافة الفنية المطلوبة لسد الفراغ في المراكز الهجومية. أما بالنسبة لكهربا، فسيتوجب عليه العودة إلى ناديه الأصلي، الزمالك، أو البحث عن فرصة إعارة أخرى أو انتقال دائم، وهو ما يضع مساره الكروي في مفترق طرق جديد، خاصة مع ارتباط اسمه بالعديد من الأندية خلال تلك الفترة. هذا السيناريو سيؤثر على استقرار اللاعب وعلى مسيرته التي عرفت تنقلات عديدة.
تتجه الأنظار نحو الإعلان الرسمي المرتقب من نادي القادسية الكويتي بخصوص مستقبل محمود كهربا. يُتوقع أن يتم الإعلان عن القرار النهائي خلال الأيام القليلة التي تسبق فتح باب الانتقالات الشتوية، بناءً على توصيات المدرب نبيل معلول وموافقة الإدارة. سيكشف هذا القرار عن الفصل التالي في قصة اللاعب المصري في الدوري الكويتي، وما إذا كانت فترة تواجده مع القادسية قد وصلت إلى نهايتها فعلياً.





