كورتوا يفصِّل السر وراء اللقطة الطريفة مع صلاح: 'لا أزال أسكن ذاكرته'
في تصريحات حديثة أدلى بها حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا مؤخراً، كشف نجم ريال مدريد عن التفاصيل الكامنة وراء اللقطة التي وصفها بالمضحكة والتي جمعته بالنجم المصري محمد صلاح خلال نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2022. أكد كورتوا أن الأداء الاستثنائي الذي قدمه في تلك المباراة لا يزال عالقاً في ذهن مهاجم ليفربول، مشيراً إلى أنه يشعر وكأنه لا يزال يسكن ذاكرة صلاح بسبب الفرص العديدة التي حرمه منها.

تأتي هذه التصريحات لتسلط الضوء مجدداً على واحدة من أبرز اللحظات في تاريخ نهائيات دوري أبطال أوروبا الحديثة، والتي شهدت تألقاً غير مسبوق لحارس المرمى البلجيكي، وحرمت صلاح من تحقيق حلمه بالثأر من ريال مدريد.
خلفية المباراة والنهائي الحاسم
دارت أحداث النهائي الذي يشار إليه هنا في 28 مايو 2022 على ملعب دو فرانس في باريس، وجمع بين قطبي كرة القدم الأوروبية: ريال مدريد وليفربول. كانت المباراة تحمل أهمية قصوى لكلا الفريقين؛ ريال مدريد كان يسعى لتعزيز رقمه القياسي بلقبه الرابع عشر في البطولة، بينما كان ليفربول يأمل في تحقيق ثلاثية تاريخية (بعد فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة) وإضافة لقب دوري الأبطال إلى خزائنه. بالنسبة لمحمد صلاح، كانت المباراة أكثر من مجرد نهائي؛ كانت فرصة للثأر الشخصي من ريال مدريد بعد إصابته وخروجه من نهائي 2018 أمام نفس الفريق، وهي اللحظة التي طاردته لسنوات. لم يخف صلاح رغبته في الانتقام، حيث صرح علناً قبل المباراة بأنه «لديه حساب لتصفيته» مع النادي الملكي.
تفاصيل اللقطة والتصريحات الكاشفة
خلال المباراة، قدم تيبو كورتوا أداءً تاريخياً غير مسبوق، حيث تصدى لتسع تسديدات خطيرة، وهو رقم قياسي في نهائي دوري أبطال أوروبا. كانت الغالبية العظمى من هذه التصديات ضد محاولات محمد صلاح، الذي سدد عدة كرات خطيرة نحو المرمى، أبرزها تسديدة قوية من مسافة قريبة في الشوط الأول، وتصويبة من داخل منطقة الجزاء في الشوط الثاني بدت أنها في طريقها للشباك قبل أن يتصدى لها كورتوا ببراعة مذهلة. هذه التصديات المتكررة والحاسمة لم تحرم ليفربول من التسجيل فحسب، بل بدت وكأنها تستنزف عزيمة محمد صلاح مع كل محاولة فاشلة.
وبعد المباراة، ألقى كورتوا بتصريحات جريئة، كاشفاً عن دوافعه القوية. فقد صرح بأنه شعر بالتقليل من شأنه في إنجلترا، وأن أدائه في النهائي كان بمثابة رد على كل من شكك في قدراته. وفي معرض حديثه عن صلاح تحديداً، قال كورتوا في تصريحاته الأخيرة التي أثارت الاهتمام: «أنا لا أزال عالقاً في ذاكرته. عندما يرى اسم تيبو كورتوا في أي مكان، ربما يتذكر تلك اللحظة التي كنت فيها حائلاً بينه وبين تحقيق حلمه.» وأوضح أن الإعداد الذهني والتركيز الشديد كانا مفتاح أدائه، بالإضافة إلى دراسته الدقيقة لطريقة تسديد لاعبي ليفربول، وخاصة صلاح.
- إحصائيات كورتوا: قام تيبو كورتوا بتسع تصديات في تلك المباراة، وهو أعلى رقم لأي حارس مرمى في نهائي دوري أبطال أوروبا منذ بدء جمع هذه الإحصائيات الدقيقة.
- التصريحات المحفزة: أكد كورتوا مراراً أن الانتقادات التي تلقاها في إنجلترا بعد رحيله عن تشيلسي مثلت دافعاً كبيراً له لإثبات قيمته في أهم المباريات.
ردود الفعل والتأثير على اللاعبين
أثار أداء كورتوا والتصريحات اللاحقة ردود فعل واسعة في الأوساط الرياضية والإعلامية. أشادت الصحف العالمية بقدراته الخارقة، واعتبره الكثيرون بطل المباراة بلا منازع. بالنسبة لمحمد صلاح، فإن خيبة الأمل كانت واضحة، حيث لم يتمكن من ترجمة جهوده الكبيرة إلى أهداف، وظل أداء كورتوا الاستثنائي عقبة لا يمكن تجاوزها. هذه اللقطة، التي تجمع بين أداء الحارس الخارق وإحباط المهاجم الطموح، أصبحت رمزاً للمواجهة الفردية الشرسة في كرة القدم الحديثة.
وعلى الرغم من مرور وقت على المباراة، فإن تعليقات كورتوا مؤخراً تشير إلى أن تلك اللحظة لا تزال لها أصداؤها وتأثيرها النفسي على الطرفين، مما يؤكد على أهمية الجانب الذهني في الرياضات الاحترافية. لقد رسخ هذا النهائي مكانة كورتوا كأحد أفضل حراس المرمى في جيله، وترك محمد صلاح يتذكر الفرصة التي ضاعت ببراعة حارس المنافس.
أهمية الحدث في تاريخ دوري أبطال أوروبا
لم تكن تلك المباراة مجرد نهائي آخر في سجلات كرة القدم، بل كانت فصلاً مهماً في تاريخ ريال مدريد الأوروبي. فوز ريال مدريد بلقبه الرابع عشر عزز هيمنته على البطولة، وأضاف قيمة خاصة إلى مسيرة النادي التاريخية. أما بالنسبة لتيبو كورتوا، فقد كانت تلك المباراة هي اللحظة التي تحول فيها من حارس مرمى ممتاز إلى أسطورة حقيقية في تاريخ دوري أبطال أوروبا، بفضل أدائه الذي سيبقى محفوراً في ذاكرة الجماهير واللاعبين على حد سواء. وتعد المواجهة بينه وبين محمد صلاح مثالاً صارخاً على التنافس المحتدم واللحظات الفردية التي يمكن أن تغير مجرى تاريخ أهم البطولات الكروية.





