لابورتا يواصل خطط برشلونة رغم اعتراض ريال مدريد على نقل المباراة لميامي
أكد خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة الإسباني، استمرار ناديه في تنفيذ خططه واستراتيجياته الطموحة، على الرغم من اعتراض ريال مدريد، الغريم التقليدي، على مقترح نقل إحدى مباريات برشلونة إلى مدينة ميامي الأمريكية. وأوضح لابورتا في تصريحاته الأخيرة أن العلاقة بين الناديين العريقين تظل قائمة على الاحترام المهني، مشدداً على أن برشلونة يركز على مساره الخاص ولا ينوي الانخراط في أي خلافات جانبية قد تعيق تقدمه.
خلفية المقترح والجدل المثار
تعود فكرة نقل مباريات من الدوري الإسباني إلى الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات مضت، حيث سعت رابطة الدوري (لا ليغا) مراراً لتوسيع انتشارها العالمي وتعزيز إيراداتها. ويُعد السوق الأمريكي هدفاً استراتيجياً للأندية الإسبانية الكبرى، وعلى رأسها برشلونة وريال مدريد، لزيادة قاعدة الجماهير وجذب الاستثمارات. وقد أثيرت سابقاً محاولات لنقل مباريات رسمية إلى أمريكا، كان أبرزها مقترح عام 2018 لنقل مباراة بين برشلونة وجيرونا إلى ميامي، والذي قوبل بمعارضة شديدة من الاتحاد الإسباني لكرة القدم (RFEF) والاتحاد الدولي (FIFA) وجمعية اللاعبين، مما أدى إلى إلغائه.
في الآونة الأخيرة، تجدد الحديث عن هذه المبادرة، مع اهتمام قوي من جانب برشلونة بإقامة إحدى مبارياته في ميامي. يُنظر إلى هذه الخطوة كفرصة لتعزيز العلامة التجارية للنادي عالمياً، وجلب إيرادات إضافية ضرورية في ظل التحديات المالية التي يواجهها النادي الكتالوني.
اعتراض ريال مدريد وتداعياته
جاء اعتراض ريال مدريد على خطط برشلونة المتجددة لنقل مباراة إلى ميامي، متماشياً مع موقفهم السابق في قضايا مشابهة. يُعتقد أن اعتراض النادي الملكي ينبع من عدة مخاوف:
- النزاهة التنافسية: يرى ريال مدريد أن نقل المباريات الرسمية خارج إسبانيا قد يؤثر على تكافؤ الفرص بين الأندية، وقد يخلق سابقة تضر بالعدالة الرياضية للدوري.
- المعايير التشغيلية: قد يثير الأمر تساؤلات حول الترتيبات اللوجستية، راحة اللاعبين، وحقوق الجماهير المحلية التي تدفع قيمة تذاكر الموسم.
- السوابق: تخشى أندية مثل ريال مدريد من أن يصبح نقل المباريات إلى الخارج أمراً شائعاً، مما يقلل من قيمة المنافسة المحلية ويغير من جوهر كرة القدم الإسبانية.
يُعد هذا الاعتراض، رغم طبيعته الإدارية، جزءاً من التنافس التاريخي والمعقد بين الناديين، والذي يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الميدان ليشمل القرارات الاستراتيجية والتجارية.
موقف لابورتا وتأكيد المضي قدماً
في تصريحات سابقة هذا الأسبوع، رد خوان لابورتا على هذه الاعتراضات مؤكداً أن برشلونة لن يتراجع عن خططه الرامية إلى تعزيز مكانته الدولية. وشدد على أن هذه المبادرات هي جزء لا يتجزأ من رؤية النادي المستقبلية. وأوضح لابورتا أن النادي الكتالوني يمتلك الحق في استكشاف فرص جديدة تخدم مصالحه وتضمن استدامته الاقتصادية، دون أن يعني ذلك الدخول في عداء مع أي نادٍ آخر، بمن فيهم ريال مدريد.
أكد رئيس برشلونة أن العلاقة بين الناديين، رغم الخلافات في وجهات النظر حول قضايا معينة، لا تزال قائمة على الاحترام المتبادل، وأن هذه الخلافات لا ترقى إلى مستوى الصراعات التي قد تعرقل مسار أي منهما. وبذلك، يرسل لابورتا رسالة واضحة بأن برشلونة عازم على تنفيذ خططه التوسعية.
الآثار المستقبلية
إن إصرار برشلونة على نقل مباراة إلى ميامي، واعتراض ريال مدريد المستمر، يسلط الضوء على تحديات أكبر تواجه كرة القدم الأوروبية. فبينما تسعى الأندية الكبرى إلى تعظيم إيراداتها وتوسيع نفوذها عالمياً، تواجه مقاومة من الجهات التنظيمية والأندية التي تفضل الحفاظ على التقاليد المحلية. هذا التوتر بين التجارة والتقاليد قد يشكل مستقبل الدوريات الأوروبية الكبرى.
تبقى الكرة في ملعب رابطة الدوري والاتحاد الإسباني لتحديد مدى إمكانية تنفيذ مثل هذه الخطوة، وما إذا كانت ستلقى دعماً كافياً لتجاوز العقبات القانونية والتنظيمية التي عرقلت مبادرات مماثلة في الماضي. إن استجابة لابورتا تؤكد أن النقاش حول هذه المسألة لم ينته بعد، وأن الأيام القادمة قد تشهد المزيد من التطورات.





