لقاء السيسي وترامب: إشادة بجهود السلام وترحيب بزيارة مرتقبة لمصر
في لقاء بارز عُقد في البيت الأبيض في أبريل 2019، استقبل الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، في اجتماع هدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقد شهد اللقاء تبادلاً للإشادات بين الزعيمين، حيث أثنى السيسي على جهود ترامب في الشرق الأوسط، فيما رحب ترامب بزيارة مرتقبة إلى مصر، مؤكداً على عمق العلاقات الثنائية.

سياق الزيارة وأهدافها الرئيسية
جاءت هذه الزيارة في وقت كانت فيه الإدارة الأمريكية تسعى لتقوية تحالفاتها في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والنفوذ الإقليمي لبعض القوى. بالنسبة لمصر، شكل اللقاء فرصة لتعزيز الدعم الأمريكي على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، وتنسيق المواقف تجاه القضايا الملحة مثل الأزمة في ليبيا والوضع في سوريا، بالإضافة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد عكست الزيارة تحسناً ملحوظاً في العلاقات بين القاهرة وواشنطن في عهد إدارة ترامب، مقارنة بالفتور الذي شابها خلال فترة الإدارة السابقة.
أبرز التصريحات والمواقف المتبادلة
كانت التصريحات التي أدلى بها الزعيمان خلال اللقاء محط اهتمام إعلامي واسع. من أبرز ما جاء في هذا السياق:
- إشادة بجهود السلام: أثنى الرئيس السيسي بشكل خاص على ما وصفه بالجهود غير المسبوقة التي يبذلها الرئيس ترامب لحل القضية الفلسطينية، في إشارة إلى خطة السلام الأمريكية التي عُرفت إعلامياً بـ "صفقة القرن". وفي هذا الإطار، صرح السيسي بأن ترامب يستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام تقديراً لمساعيه.
 - ترحيب بزيارة مصر: من جانبه، عبر الرئيس ترامب عن تقديره الكبير للرئيس السيسي والدور الذي تلعبه مصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي. وأشاد بالتقدم الذي أحرزته مصر في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكداً أنه يتطلع لزيارة مصر قريباً، وهو ما قوبل بترحيب من الجانب المصري.
 - ملفات التعاون الأخرى: تناولت المباحثات أيضاً سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، بالإضافة إلى استعراض الجهود المصرية في سيناء لمواجهة التنظيمات المتطرفة. وعلى الرغم من أن ملف حقوق الإنسان لم يكن محور التصريحات العلنية، إلا أنه ظل نقطة اهتمام لدى بعض الأوساط السياسية والإعلامية في واشنطن.
 
الأهمية السياسية للقاء وتداعياته
اكتسب اللقاء أهمية خاصة كونه أظهر تقارباً قوياً في الرؤى بين القيادتين المصرية والأمريكية تجاه العديد من القضايا الاستراتيجية. وقد فُسر هذا التقارب على أنه دعم سياسي من واشنطن للحكومة المصرية وسياساتها الداخلية والخارجية. كما عزز اللقاء من صورة مصر كحليف محوري للولايات المتحدة في منطقة مضطربة، وهو ما انعكس في استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة. على الرغم من الترحيب الحار والتصريحات الإيجابية، فإن الزيارة التي وعد بها ترامب لمصر لم تتم خلال فترة رئاسته التي انتهت في أوائل عام 2021. ورغم ذلك، ظل الاجتماع علامة فارقة في مسار العلاقات الثنائية خلال تلك الفترة، حيث أسس لتنسيق رفيع المستوى في الملفات الأمنية والسياسية.




