مأساة حريق هونغ كونغ: مصرع 55 شخصاً وفقدان 300 وسط اتهامات بالإهمال والفساد
شهدت هونغ كونغ يوم الخميس واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخها الحديث، حيث تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على حريق هائل اندلع في مجمع سكني مكتظ، مخلفًا وراءه مأساة إنسانية كبرى. أكدت السلطات المحلية حتى الآن وفاة 55 شخصًا، في حين لا يزال مصير ما يقرب من 300 آخرين مجهولاً، مما يثير مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا بشكل كبير. وتتجه الأنظار الآن نحو التحقيقات الجارية التي بدأت تكشف عن شبهات قوية بالإهمال الجسيم والفساد تتعلق بمعايير السلامة في المبنى.

تفاصيل الحادث المروع
اندلع الحريق في الساعات الأولى من فجر يوم الخميس في الطوابق السفلية من المبنى السكني، والذي كان يخضع لأعمال تجديد واسعة النطاق. وبحسب شهود عيان وتقارير أولية، انتشرت ألسنة اللهب بسرعة فائقة عبر واجهة المبنى، مستفيدة من مواد بناء وشبكة سقالات يعتقد أنها كانت سريعة الاشتعال وغير مطابقة للمواصفات. حوصر مئات السكان داخل شققهم، حيث أعاقت كثافة الدخان وشدة النيران جهودهم للفرار، مما أدى إلى هذا العدد الكبير من الضحايا والمفقودين.
جهود الاستجابة والإنقاذ
استجابت السلطات للكارثة بحشد المئات من رجال الإطفاء وعشرات من سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ. ووصف المسؤولون جهود السيطرة على الحريق بأنها كانت معقدة وخطيرة للغاية بسبب ارتفاع المبنى وشدة النيران والمخاوف بشأن سلامته الهيكلية. ورغم السيطرة على الحريق الرئيسي بعد عدة ساعات، تواصل فرق البحث والإنقاذ عملها الدؤوب بين الأنقاض وفي الطوابق المتفحمة على أمل العثور على ناجين، وهي مهمة تزداد صعوبة مع مرور الوقت.
تحقيقات أولية تشير إلى إهمال وفساد
أعلنت شرطة هونغ كونغ عن فتح تحقيق جنائي موسع في أسباب الحادث، مشيرة إلى أن الأدلة الأولية تدعم فرضية وجود "إهمال جسيم". يتركز التحقيق بشكل أساسي على شركة البناء المسؤولة عن أعمال التجديد، وسط اتهامات باستخدامها مواد بناء رخيصة وغير آمنة لتخفيض التكاليف. وتشمل أبرز نقاط التحقيق ما يلي:
- فحص طبيعة المواد المستخدمة في الواجهة والسقالات ومدى مطابقتها لقوانين السلامة المعمول بها.
- مراجعة التراخيص الممنوحة للشركة وسجلها في الالتزام بمعايير السلامة في مشاريع سابقة.
- التحقيق في احتمالية وجود تواطؤ أو فساد مكن الشركة من تجاوز الرقابة الحكومية على معايير البناء.
وقد تعهدت حكومة هونغ كونغ بإجراء مراجعة شاملة لقوانين سلامة المباني لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة.
الأثر الإنساني وردود الفعل
خلفت الكارثة حالة من الصدمة والحزن في جميع أنحاء هونغ كونغ. وتجمعت عائلات المفقودين بالقرب من موقع الحادث في انتظار أي معلومات عن أحبائهم. وقد أعربت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ عن تعازيها العميقة لأسر الضحايا، مؤكدة أن الحكومة ستقدم كل الدعم الممكن للمتضررين، وأنها ستضمن محاسبة المسؤولين عن هذا الحادث المأساوي. تثير هذه الكارثة تساؤلات أوسع حول السلامة العامة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، وأهمية الرقابة الصارمة على قطاع البناء لمنع الممارسات التي تضع الأرواح في خطر.




