مأساة هونغ كونغ: ارتفاع عدد ضحايا حريق المبنى السكني إلى 146 قتيلاً
أعلنت السلطات في هونغ كونغ يوم الأحد عن ارتفاع مأساوي في حصيلة ضحايا الحريق الهائل الذي اندلع في مبنى سكني مكتظ بالسكان خلال الأسبوع الماضي، حيث أكدت الشرطة وصول عدد القتلى المؤكدين إلى 146 شخصاً. وتواصل فرق الإنقاذ جهودها في موقع الحادث، وسط مخاوف من العثور على المزيد من الضحايا تحت الأنقاض، في كارثة وُصفت بأنها إحدى أسوأ الكوارث في تاريخ المدينة الحديث.

تفاصيل الحادث المروع
اندلع الحريق في الساعات الأولى من فجر يوم الأربعاء الماضي في مبنى قديم متعدد الطوابق يقع في منطقة مونغ كوك، وهي إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. وبحسب التقارير الأولية لفرق الإطفاء، انتشرت النيران بسرعة فائقة عبر طوابق المبنى، الذي يُعتقد أنه يضم عدداً كبيراً من الشقق السكنية المقسمة بشكل غير قانوني، مما أعاق عمليات الإخلاء وزاد من صعوبة وصول رجال الإطفاء إلى السكان المحاصرين.
واجهت فرق الطوارئ تحديات هائلة أثناء محاولتها السيطرة على الحريق، من بينها ضيق الشوارع المحيطة بالمبنى وهيكله القديم الذي يفتقر إلى معايير السلامة الحديثة، مثل أنظمة إطفاء الحرائق التلقائية ومخارج الطوارئ الكافية. وقد استغرقت عمليات إخماد الحريق بالكامل أكثر من 24 ساعة، شارك فيها مئات من رجال الإطفاء والمسعفين.
آخر التطورات والتحقيقات
مع استمرار عمليات البحث والانتشال، بدأت السلطات تحقيقاً شاملاً لتحديد سبب اندلاع الحريق. وأفاد مسؤولون بأن المحققين يدرسون جميع الاحتمالات، بما في ذلك وجود إهمال أو عطل كهربائي أو حتى عمل إجرامي متعمد، لكن لم يتم تأكيد السبب الرسمي بعد. وقد تم تشكيل لجنة تحقيق خاصة للنظر في ملابسات الحادث وتقييم مدى الالتزام بقوانين سلامة المباني في المنطقة.
بالإضافة إلى القتلى، تم نقل عشرات المصابين إلى المستشفيات، ولا يزال العديد منهم في حالة حرجة يتلقون العلاج من حروق خطيرة ومشاكل في الجهاز التنفسي. وقد أقامت الحكومة مراكز إيواء مؤقتة للناجين الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم في الكارثة.
السياق والتداعيات
يسلط هذا الحريق المأساوي الضوء مجدداً على قضية السلامة في المباني السكنية القديمة والمكتظة في هونغ كونغ. لطالما حذّر الخبراء ونشطاء السلامة من المخاطر الكامنة في "الشقق المقسّمة"، وهي وحدات سكنية صغيرة يتم إنشاؤها داخل شقة أكبر لتأجيرها لأفراد أو عائلات من ذوي الدخل المحدود. غالباً ما تفتقر هذه الوحدات إلى التهوية الكافية ومخارج الطوارئ وتستخدم فيها توصيلات كهربائية غير آمنة، مما يجعلها عرضة بشكل كبير لخطر الحرائق.
من المتوقع أن تؤدي هذه الكارثة إلى ضغوط شعبية وسياسية واسعة النطاق على حكومة هونغ كونغ لمراجعة وتحديث قوانين البناء والسلامة، وتكثيف حملات التفتيش على المباني القديمة لضمان التزامها بالمعايير ومنع تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.
ردود الفعل الرسمية والشعبية
أعربت السلطة التنفيذية في هونغ كونغ عن "صدمتها وحزنها العميق" جراء الحادث، متعهدة بتقديم كل الدعم الممكن لأسر الضحايا والناجين. كما أمرت بإجراء تحقيق "سريع وشامل" ومحاسبة أي جهة يثبت تقصيرها. وفي الشارع، سادت حالة من الحزن والغضب، حيث نظم السكان وقفات حداداً على أرواح الضحايا، مطالبين بإجراءات فورية لتحسين ظروف السكن الآمن في المدينة.




