متحف الحضارة يضم أحد أزياء شريهان الأيقونية إلى مقتنياته
في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً، أعلن المتحف القومي للحضارة المصرية في القاهرة عن قراره بضم أحد أبرز أزياء النجمة الاستعراضية شريهان إلى قائمة معروضاته الدائمة. جاء هذا الإعلان، الذي تم تأكيده أواخر عام 2023، ليرسخ مكانة الفن الحديث كجزء لا يتجزأ من التراث المصري، ويمثل تكريماً لأيقونة فنية طالما ارتبطت بوجدان الملايين في مصر والعالم العربي.

تفاصيل الإعلان والقطعة المختارة
أكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، أن إدارة المتحف اتخذت هذا القرار بعد تنسيق مباشر مع الفنانة شريهان، التي رحبت بالفكرة وأبدت تعاوناً كاملاً. الزي الذي وقع عليه الاختيار هو أحد أشهر أزيائها من سلسلة فوازير رمضان الشهيرة "ألف ليلة وليلة: فطيمة وكريمة وحليمة" التي عُرضت في عام 1987. ومن المقرر أن يُعرض هذا الزي في قاعة العرض المركزي بالمتحف، ضمن المقتنيات التي توثق تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
يُعد هذا الزي قطعة فنية فريدة بذاتها، حيث صُمم ليعكس فخامة وبذخ الحكايات الخيالية التي قدمتها شريهان، وهو يتميز بتفاصيله الدقيقة وألوانه الزاهية التي أصبحت علامة مسجلة في عالم الاستعراض. ويمثل اختيار هذا الزي تحديداً اعترافاً بأهمية الفوازير كظاهرة ثقافية تركت بصمة واضحة في تاريخ التلفزيون العربي.
أهمية الخطوة وسياقها الثقافي
تكمن أهمية هذه المبادرة في كونها تعبر عن رؤية جديدة وموسعة لمفهوم "التراث" و"الحضارة". فالمتحف لم يعد يقتصر على عرض الآثار الفرعونية أو الإسلامية القديمة فحسب، بل أصبح يفتح أبوابه ليشمل رموز الثقافة الشعبية والفن المعاصر التي شكلت هوية المجتمع المصري في العقود الأخيرة. تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية المتحف لتوثيق تاريخ مصر الحديث وربطه بالأجيال الجديدة.
- تخليد الرموز الفنية: يهدف المتحف من خلال عرض مقتنيات شخصية لرموز فنية مثل شريهان إلى تخليد إرثهم والاحتفاء بمساهماتهم في تشكيل الوعي الثقافي والجمالي للمجتمع.
- جذب شرائح جديدة: يساهم عرض مثل هذه المقتنيات في جذب فئات متنوعة من الجمهور، خاصة الشباب، الذين قد لا يكونون على دراية كاملة بتاريخ الفن الاستعراضي في مصر.
- ربط الماضي بالحاضر: تعمل هذه الخطوة على بناء جسر بين التراث المصري العريق والثقافة المعاصرة، مؤكدة أن الحضارة عملية مستمرة ومتجددة.
والجدير بالذكر أن المتحف يضم بالفعل مقتنيات لشخصيات بارزة أخرى من العصر الحديث، مثل بعض متعلقات كوكب الشرق أم كلثوم، بالإضافة إلى مقتنيات لرياضيين عالميين مثل لاعب كرة القدم محمد صلاح، مما يؤكد على هذا التوجه الشامل في تعريف التراث المصري.
شريهان والفوازير: إرث من الإبداع
لا يمكن الحديث عن هذا الحدث دون الإشارة إلى الخلفية التاريخية للفنانة شريهان والفوازير. خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كانت فوازير رمضان التي قدمتها شريهان حدثاً سنوياً ينتظره الجمهور العربي بشغف. لم تكن مجرد برنامج ترفيهي، بل كانت عملاً فنياً متكاملاً يجمع بين التمثيل والغناء والرقص الاستعراضي، مع تصميمات أزياء وديكورات مبهرة كانت تعتبر ثورة في الإنتاج التلفزيوني آنذاك.
لقد نجحت شريهان في أن تصبح أيقونة للموضة والجمال والأداء الفني، وألهمت جيلاً كاملاً بفضل موهبتها وقدرتها على التجدد. لذا، فإن عرض أحد أزيائها في متحف وطني هو بمثابة شهادة رسمية على هذا الإرث، واعتراف بقيمة هذا الفن كوثيقة تاريخية واجتماعية تعكس مرحلة مهمة من تاريخ مصر الفني.
ردود الفعل العامة
فور الإعلان عن الخبر، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي موجة عارمة من الاحتفاء والتقدير. عبر المستخدمون عن سعادتهم بهذه اللفتة، معتبرين إياها تكريماً مستحقاً لفنانة استثنائية. كما أثارت الخطوة حالة من النوستالجيا (الحنين إلى الماضي) بين الأجيال التي عاصرت فترة عرض الفوازير، حيث استعاد الكثيرون ذكرياتهم معها. وتؤكد هذه الردود الإيجابية على المكانة الخاصة التي تحتلها شريهان في قلوب الجمهور، وعلى أن تأثيرها الفني لا يزال حياً وممتداً حتى اليوم.





