محافظ القاهرة يؤكد إزالة عقارات بمحيط مسجد السيدة عائشة مع تعويضات للسكان
أعلنت محافظة القاهرة عن خططها للمضي قدماً في مشروع تطوير منطقة السيدة عائشة، والذي يتضمن إزالة عدد من العقارات الملاصقة للمسجد مباشرة وفي منطقة المواردي المجاورة. تأتي هذه الخطوة في إطار خطة أوسع لتطوير القاهرة التاريخية وإعادة تأهيل المناطق الحيوية بها، مع تأكيد المسؤولين على توفير تعويضات عادلة ومجزية للسكان المتأثرين بالقرار.

خلفية وأهداف المشروع
يعد مشروع تطوير محيط مسجد السيدة عائشة جزءاً من استراتيجية الدولة لإعادة رونق العاصمة التاريخية ومعالجة المشكلات المزمنة مثل التكدس المروري والتعديات العمرانية. يهدف المشروع بشكل أساسي إلى توسعة ميدان السيدة عائشة وتحسين السيولة المرورية على محور صلاح سالم، الذي يعتبر شرياناً مرورياً رئيسياً في القاهرة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الخطة إلى إنشاء مساحات خضراء وحدائق عامة حول المسجد، مما يساهم في تحسين المظهر الحضاري للمنطقة وتوفير متنفس للمواطنين.
التفاصيل والمناطق المستهدفة
وفقاً للتصريحات الصادرة عن مسؤولي المحافظة، بما في ذلك اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، ونائبه للمنطقة الشرقية، الدكتور إبراهيم صابر، فإن أعمال الإزالة تتركز على العقارات التي تعيق خطط التطوير. تشمل هذه العقارات المباني الملتصقة مباشرة بمسجد السيدة عائشة، بالإضافة إلى عدد من العقارات في منطقة المواردي القريبة. تم حصر هذه الوحدات تمهيداً لبدء عملية الإخلاء والتعويض، والتي تم الإعلان عن تفاصيلها خلال أواخر عام 2022 ومطلع عام 2023.
تعويضات السكان والبدائل المتاحة
أكدت محافظة القاهرة مراراً أن حقوق السكان المتضررين تمثل أولوية قصوى. وأوضحت أن التعويضات لن تقتصر على خيار واحد، بل ستشمل بدائل متعددة لضمان رضا الأهالي، ومنها:
- التعويض المالي: سيتم صرف مبالغ مالية للسكان، مع التأكيد على أن قيمة التعويض ستكون أعلى من سعر المتر السائد في المنطقة لضمان قدرتهم على إيجاد سكن بديل مناسب.
 - وحدات سكنية بديلة: توفير شقق مجهزة بالكامل في مشروعات سكنية جديدة طورتها الدولة، مثل مشروع "روضة السيدة" (تل العقارب سابقاً) أو مشروع "معاً" السكني، والذي يوفر بيئة سكنية لائقة ومتكاملة الخدمات.
 
وأشار المسؤولون إلى أن المحافظة ستقدم كل الدعم اللازم للسكان خلال فترة الانتقال لضمان عملية نقل منظمة وسلسة.
الأهمية والتأثير المتوقع
يكتسب هذا المشروع أهميته من كونه يعالج عدة تحديات في آن واحد؛ فهو يهدف إلى تطوير بنية تحتية حيوية، ويحافظ على طابع منطقة تاريخية مهمة، ويوفر في الوقت ذاته حياة أفضل لسكان مناطق كانت تعاني من العشوائية. من المتوقع أن يؤدي المشروع بعد اكتماله إلى انسيابية مرورية ملحوظة في ميدان السيدة عائشة ومحور صلاح سالم، بالإضافة إلى الارتقاء بالمستوى البيئي والحضاري للمنطقة المحيطة بالمسجد، بما يتماشى مع مكانتها الدينية والتاريخية.





