محامي عبدالله السعيد يكشف تفاصيل توقيعه للزمالك واستلام 40 مليون جنيه
في تطور يعيد قضية اللاعب الدولي عبدالله السعيد إلى الواجهة مجددًا، كشف محامي اللاعب عن تفاصيل دقيقة تتعلق بتوقيع موكله لنادي الزمالك واستلامه مبلغ 40 مليون جنيه مصري قبل سنوات. هذه التصريحات الأخيرة تأتي لتسلط الضوء على أحد أكثر النزاعات الكروية تعقيدًا وإثارة للجدل في تاريخ كرة القدم المصرية الحديثة، والتي دارت أطرافها بين اللاعب وناديي القمة، الأهلي والزمالك.

الخلفية التاريخية للقضية
تعود جذور القضية إلى أوائل عام 2018، عندما كان عقد اللاعب عبدالله السعيد، أحد أبرز نجوم النادي الأهلي وصانع ألعابه، يقترب من نهايته. في تلك الفترة، دخل السعيد في مفاوضات مع إدارة الأهلي لتجديد عقده، وفي الوقت نفسه، وردت تقارير عن دخوله في مفاوضات سرية مع نادي الزمالك الغريم التقليدي. تفجرت الأزمة عندما أعلن الأهلي، بشكل مفاجئ، تجديد عقد السعيد بعد فترة وجيزة من تداول أنباء عن توقيعه للزمالك. هذا التوقيع المزدوج أثار عاصفة من الجدل والغضب بين جماهير الناديين وداخل الأوساط الرياضية.
وفقًا للرواية المتداولة وشهادات مختلفة، قام عبدالله السعيد بالفعل بالتوقيع على عقود انضمام لنادي الزمالك، وقد تم هذا التوقيع في جلسة حضرها مسؤولون من نادي الزمالك، وبعدها استلم اللاعب دفعة مقدمة قُدرت بـ40 مليون جنيه مصري. هذه العملية، التي وصفها محاميه لاحقًا بـ"عد المبلغ" أمام اللاعب، كانت بمثابة إثبات جاد لالتزامه بالانتقال للزمالك. إلا أنه سرعان ما تراجع السعيد ووقع عقدًا جديدًا مع الأهلي تحت ضغط كبير، وهو ما أدى إلى تفجر النزاع القانوني.
التطورات القانونية الرئيسية
عقب توقيع السعيد المزدوج، سارع النادي الأهلي بتقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد المصري لكرة القدم (EFA) ضد اللاعب ونادي الزمالك، متهمًا إياهما بمخالفة اللوائح وقواعد الانتقالات. توالت الأحداث القانونية على النحو التالي:
- فرض الاتحاد المصري لكرة القدم في البداية عقوبات على عبدالله السعيد ونادي الزمالك، شملت إيقاف اللاعب وتغريم النادي.
- لجأت الأطراف المعنية إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (CAS) في لوزان بسويسرا، والتي أصبحت الملجأ الأخير لحسم النزاع.
- صدرت عدة أحكام من قبل CAS على مر السنوات، تباينت في تفاصيلها، ولكنها أكدت في مجملها وجود توقيع مزدوج من اللاعب.
- كان من أبرز هذه الأحكام إلزام عبدالله السعيد بدفع غرامة مالية كبيرة للنادي الأهلي تعويضًا عن الأضرار التي لحقت به جراء توقيعه للزمالك ثم التجديد للأهلي. كما تم تأييد حق الأهلي في المطالبة بجزء من قيمة المبلغ الذي استلمه السعيد من الزمالك.
- استمرت المناوشات القانونية بين الناديين واللاعب لسنوات، وشهدت مطالبات متبادلة بالتعويضات والغرامات، مما عكس التعقيد البالغ للقضية.
تصريحات محامي اللاعب
في تصريحات حديثة، أكد محامي عبدالله السعيد على أن موكله كان قد وقع بالفعل عقودًا رسمية لنادي الزمالك، واستلم مبلغ الـ40 مليون جنيه كدفعة مقدمة. وأشار المحامي إلى أن هذه العملية تمت في حضور شهود وأن المبلغ تم "عده" وتسليمه للاعب، مما يؤكد صحة موقف الزمالك في تلك الفترة بأن اللاعب قد التزم معهم. هذه التصريحات تأتي لتعزيز رواية الزمالك وتضع ضغطًا جديدًا على سير القضية أو استئناف جوانب منها، خاصة وأنها تعيد تأكيد حقيقة استلام السعيد للمبلغ المالي الضخم.
تهدف هذه التصريحات إلى تقديم منظور اللاعب ومحاميه للأحداث، وتوضيح أن التوقيع المزدوج لم يكن ناتجًا عن عدم دراية باللوائح، بل كان جزءًا من سيناريو معقد شهد ضغوطًا كبيرة على اللاعب لاتخاذ قراراته المتتالية. كما تساهم في إبراز الجانب المادي كدليل قاطع على وجود اتفاق مبرم بين السعيد والزمالك قبل أن يعود ويجدد للأهلي.
تداعيات القضية وأهميتها
كان لهذه القضية تداعيات واسعة النطاق على جميع الأطراف المعنية. بالنسبة للاعب عبدالله السعيد، أدت إلى رحيله عن النادي الأهلي، وانتقاله لاحقًا للعب في الدوري السعودي قبل أن يعود إلى مصر للانضمام لنادي بيراميدز، حيث أصبح أحد ركائزه الأساسية. كما أثرت القضية على صورته بشكل أو بآخر بين الجماهير.
أما بالنسبة للناديين، فقد فاقمت القضية من حدة التنافس والعداوة التاريخية بينهما، وأدت إلى تبادل الاتهامات والشكاوى على مدار سنوات. كما كشفت عن ثغرات محتملة في لوائح انتقالات اللاعبين وضرورة وجود آليات أكثر صرامة لضمان شفافية العقود.
تُعد قضية عبدالله السعيد سابقة مهمة في كرة القدم المصرية، حيث أظهرت مدى تعقيد النزاعات التعاقدية الدولية وكيف يمكن أن تؤثر على مسيرة اللاعبين وميزانيات الأندية. كما أنها أبرزت دور محكمة التحكيم الرياضي (CAS) كجهة حاسمة في حل مثل هذه النزاعات التي تتجاوز صلاحيات الاتحادات المحلية.
وفي الختام، لا تزال تداعيات هذه القضية محط اهتمام المراقبين، وتصريحات محامي اللاعب الأخيرة تفتح الباب مجددًا للنقاش حول أحقاد الماضي الكروي ودروسه المستفادة للمستقبل.