محامي يكشف تفاصيل جديدة حول واقعة صفع مُسن بمجمع محاكم السويس
أثارت حادثة اعتداء بالصفع على رجل مُسن داخل مجمع محاكم السويس في مصر، والتي وثقها مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع أواخر أكتوبر 2023، موجة من الغضب والاستنكار العام. القضية التي تطورت سريعاً إلى قضية رأي عام، شهدت تحركاً من الجهات القضائية وتصريحات من محامي الضحية كشفت عن أبعاد أخرى للواقعة تتجاوز ما ظهر في المقطع المصور.

خلفية الحادثة والفيديو المتداول
بدأت القصة بانتشار مقطع فيديو يُظهر مشادة كلامية بين رجل مُسن وآخر في بهو مجمع محاكم السويس، لتتصاعد المشادة وتنتهي بقيام الشخص الثاني، الذي تبين لاحقاً أنه محامٍ، بصفع الرجل المسن على وجهه بقوة، مما أدى إلى سقوطه أرضاً. أثار المشهد ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب المستخدمون بسرعة التحقيق في الواقعة ومحاسبة المعتدي، خاصة وأن الحادثة وقعت في مكان يُفترض أن يكون رمزاً لتحقيق العدالة.
تصريحات محامي الضحية وتفاصيل جديدة
في تصريحات لوسائل الإعلام، أوضح محمود أبو النصر، محامي الرجل المُسن المعتدى عليه، أن مقطع الفيديو المتداول لا يمثل سوى جزء بسيط من الاعتداءات التي تعرض لها موكله، واصفاً إياه بأنه مجرد "نقطة في بحر". وأكد المحامي وجود خلافات سابقة بين الطرفين، موضحاً أن المشادة التي سبقت واقعة الصفع لم تكن الأولى من نوعها. وأضاف أن موكله، وهو رجل متقاعد، تعرض لاستفزازات وإساءات لفظية متكررة من المحامي المتهم قبل أن تتطور الأمور إلى الاعتداء الجسدي الذي رصدته الكاميرات. وأشار إلى أن هناك وقائع أخرى لم يوثقها الفيديو، وهو ما يتم تقديمه للجهات القضائية ضمن الأدلة.
الإجراءات القانونية والتحقيقات الرسمية
عقب انتشار الفيديو وتقديم بلاغ رسمي، تحركت الأجهزة الأمنية والنيابة العامة في السويس بشكل فوري. قامت السلطات بتفريغ كاميرات المراقبة الموجودة في مجمع المحاكم والاستماع إلى شهود العيان الذين كانوا حاضرين وقت وقوع الحادثة. وبناءً على التحريات الأولية والأدلة المتاحة، أمرت النيابة العامة بضبط وإحضار المحامي المتهم للتحقيق معه في التهم المنسوبة إليه بالاعتداء والسب والقذف. وقد صدر قرار لاحقاً بحبسه على ذمة التحقيقات. كما علقت نقابة المحامين على الواقعة، مؤكدة متابعتها للقضية ورفضها لأي شكل من أشكال الخروج عن القانون أو الأعراف المهنية، مشددة على أن الجميع سواسية أمام القانون.
الأهمية والسياق العام
تكتسب هذه القضية أهميتها من عدة جوانب، فهي لا تتعلق فقط بفعل اعتداء فردي، بل تثير تساؤلات أوسع حول احترام كبار السن وسلوكيات بعض الأفراد في الأماكن العامة، خاصة داخل صروح العدالة. كما سلطت الضوء على قوة وسائل التواصل الاجتماعي في تحريك الرأي العام ودفع السلطات لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة. ولا تزال التحقيقات جارية لكشف كافة ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات بشكل كامل تمهيداً لإحالة القضية إلى المحكمة المختصة.





