محمد الجبالي ينتقد إساءات داعية إسلامي للأهلي وصمت الحضور من جمهور الزمالك
أثار مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي جدلاً كبيراً، حيث ظهر فيه رجل دين يُدعى الشيخ حسني وهو يوجه عبارات مسيئة وأدعية عدائية ضد النادي الأهلي خلال تجمع لمشجعي نادي الزمالك. وقد أثارت هذه الواقعة ردود فعل غاضبة، كان أبرزها تعليق نجم الزمالك السابق محمد الجبالي، الذي انتقد بشدة سلوك الداعية وصمت الحاضرين.

خلفية الواقعة وتفاصيلها
تعود تفاصيل الحادثة إلى مقطع مصور من احتفالية خاصة بمشجعي نادي الزمالك، اعتلى خلالها الشيخ حسني، المعروف بانتمائه الشديد للنادي، المنصة وتحدث إلى الحضور. وبدلاً من التشجيع الرياضي، استخدم الداعية لغة تحريضية، حيث دعا على النادي الأهلي بالهزيمة والفشل، مستخدماً أسلوباً يمزج بين الشعارات الدينية والتعصب الكروي، وهو ما اعتبره الكثيرون تجاوزاً خطيراً ومحاولة لتوظيف الدين في إذكاء نار الفتنة بين جماهير أكبر ناديين في مصر.
لم تقتصر الانتقادات على تصريحات الشيخ حسني وحدها، بل امتدت لتشمل رد فعل الجمهور الحاضر في المناسبة. فقد أظهر الفيديو تفاعلاً من بعض الحاضرين مع هتافات الداعية، بينما التزم الآخرون الصمت، وهو ما فُسّر على أنه موافقة ضمنية على الإساءات الموجهة للنادي المنافس، مما زاد من حدة الجدل حول مسؤولية الجماهير في رفض خطابات الكراهية.
رد فعل محمد الجبالي
في أعقاب انتشار الفيديو، كان لمحمد الجبالي، القائد الأسبق لنادي الزمالك والذي يحظى باحترام واسع، موقف حاسم. عبر تصريحات إعلامية، أدان الجبالي الواقعة بشكل كامل، موجهاً انتقاداته إلى طرفين أساسيين:
- الشيخ حسني: استنكر الجبالي استغلال رجل دين لمنبره ومكانته في التحريض على الكراهية والتعصب، مؤكداً أن الدين يجب أن يكون أداة للتقارب والتسامح لا للتفرقة والبغضاء في الملاعب.
 - الجمهور الحاضر: أعرب الجبالي عن أسفه الشديد لصمت مشجعي الزمالك الذين حضروا الواقعة، معتبراً أن عدم اعتراضهم على هذه التجاوزات يمثل مشاركة سلبية تسيء لصورة جمهور النادي العريق. وشدد على أن المنافسة الرياضية يجب أن تظل في إطار من الاحترام المتبادل.
 
وأكد الجبالي في تعليقه على ضرورة نبذ كل أشكال التعصب، داعياً إلى الارتقاء بثقافة التشجيع في مصر للحفاظ على الروح الرياضية ومنع تحول الملاعب إلى ساحات للصراع.
أهمية الحدث وتأثيره
تجاوزت هذه الواقعة حدود كونها مجرد حدث عابر في عالم الرياضة، لتصبح نموذجاً صارخاً لمدى خطورة التعصب الكروي في المجتمع المصري. لقد سلطت الضوء على كيفية استغلال بعض الشخصيات العامة، بما في ذلك رجال الدين، لشعبيتهم في تأجيج الصراعات بين الجماهير بدلاً من الدعوة إلى التنافس الشريف.
وقد أثارت الحادثة نقاشاً عاماً حول ضرورة وضع حدود واضحة بين التشجيع والانتماء الرياضي وبين خطاب الكراهية والتحريض. كما أصبحت تُستدعى بشكل متكرر في الحوارات الإعلامية والمجتمعية كدليل على أهمية مواجهة ظاهرة التعصب، والتأكيد على مسؤولية الأندية والشخصيات العامة في تعزيز ثقافة رياضية إيجابية تقوم على الاحترام المتبادل بين جميع الأطراف.





